حوارات

ياسين لحلو (صاحب الميدالية الفضية في البطولة الإفريقية للتجديف الكلاسيكي): “إحساس رفع الراية الوطنية لا يوصف”

في تأكيد جديد لقوة الإرادة الرياضية الجزائرية، توج البطل الشاب ياسين لحلو بفضية فئة أقل من 23 سنة في البطولة الإفريقية للتجديف الكلاسيكي بجنوب أفريقيا. هذا الإنجاز، الذي لم يكن سهلاً، جاء بعد تحضيرات شاقة في رياضة تتطلب توازناً استثنائياً بين الجهد البدني والذهني،ولتسليط الضوء على هذا التتويج إلى جانب تطلعات المستقبل، حاورت “بولا” ياسين حصرياً ليحدثنا عن شعور التتويج، وعقبات التحضير، والخطوات اللازمة لتدعيم مكانة الجزائر في سباقات التجديف العالمية.

بدايةً، نبارك لك هذا الإنجاز المميز في البطولة الإفريقية للتجديف الكلاسيكي بجنوب إفريقيا، كيف تصف لنا إحساسك بعد التتويج بالميدالية الفضية وتمثيل الجزائر بأفضل صورة؟

“أولاً وقبل كل شيء، أتوجه بالشكر الجزيل على تهنئتكم، حيث إن الإحساس الذي غمرني بعد التتويج بالميدالية الفضية في هذه البطولة الإفريقية الكبيرة كان شعوراً لا يوصف على الإطلاق، هو مزيج من الفخر والاعتزاز العارم بتمثيل الجزائر ورفع الراية الوطنية في منافسة قارية بهذا الحجم، حيث إنني استحضرت كل لحظات التعب والتضحية التي بذلتها في التدريب، وكل ذلك تكلل بالنجاح عندما شاهدت العلم الجزائري يرفرف عالياً فوق منصة التتويج.”

التجديف من الرياضات التي تتطلب لياقة عالية وانضباطًا كبيرًا، كيف كانت تحضيراتك لهذه البطولة الإفريقية، وما أبرز الصعوبات التي واجهتها خلال المنافسة؟

“بالحديث عن التحضيرات، كانت رحلة المجداف طويلة ومكثفة جداً، سواء داخل النادي تحت إشراف مدربي القدير نبيل شيالي أو خلال تربصات المنتخب الوطني، حيث إن المنافسة الإفريقية في التجديف تتطلب مستوى غير عادي من الجاهزية البدنية والذهنية للمحافظة على إيقاع السباق حتى خط النهاية، وعلى الرغم من الإصرار، واجهتنا عقبات كبيرة، أبرزها نقص الإمكانيات المتوفرة، وخصوصاً النقص الحاد في الدعم المادي الضروري لتوفير العتاد التخصصي النوعي وتنظيم المعسكرات الخارجية اللازمة للاحتكاك، لكن بفضل التحدي والإرادة القوية، نجحنا في تجاوز هذه الصعاب بفضل روح العمل الجماعي والانضباط التام.”

انطلاقاً من هذا الأداء، حصولك على فضية فئة أقل من 23 سنة يُعد إنجازًا لافتًا، ما الذي ميّز هذه المشاركة عن سابقاتها، وكيف تقيّم المستوى العام للبطولة والمنافسين؟

“فيما يخص أهمية التتويج، الفوز في فئة أقل من 23 سنة يحمل دلالة عميقة بالنسبة لي، حيث إنه يؤكد أن الجزائر قادرة على ضخ دماء جديدة، وتمتلك طاقات شبانية تستطيع المنافسة بجدية قارياً ودولياً، وفيما يتعلق بالمنافسة، كان مستوى البطولة قوياً جداً، حيث أظهر المشاركون من مختلف الدول الإفريقية تطوراً ملحوظاً في أدائهم التكتيكي والبدني، وعليه فإن هذه المشاركة كانت تجربة قيّمة ومهمة جداً سمحت لي بتقييم أدائي وتطوير قدراتي استعداداً للاستحقاقات المقبلة.”

على ضوء هذه النتائج المشرفة، كيف ترى مستقبل رياضة التجديف في الجزائر، وما الذي تحتاجه هذه الرياضة لتتطور أكثر على الصعيد القاري والدولي؟

“من الناحية المستقبلية، أرى أن رياضة التجديف في الجزائر تمتلك مستقبلاً واعداً جداً، خصوصاً بعد سلسلة النتائج الإيجابية التي تحققت مؤخراً، إلا أننا لا يمكننا التطور والارتقاء دون توفير دعم أكبر، حيث نحتاج إلى تجهيزات متطورة جداً تليق بالمعايير العالمية، وإلى تكثيف المعسكرات الخارجية لضمان الاحتكاك الضروري، حتى نتمكن من المنافسة بقوة وثقة في البطولات القارية والعالمية الكبرى، فالجزائر تملك الإرادة والمواهب الكبيرة في هذا الاختصاص، لكن يجب رعاية هذه المواهب بظروف احترافية.”

ما هي طموحاتك في المرحلة المقبلة بعد هذا التتويج، هل تفكر في التحضير لدورات قارية أو أولمبية قادمة تمثل فيها الجزائر من جديد؟

“أما عن سقف الطموح، فإن هدفي الأسمى في المرحلة المقبلة هو التحضير الجاد والمتواصل للبطولات القارية والعالمية القادمة، مع جعل التأهل للألعاب الأولمبية هدفاً رئيساً يقع نصب عيني، حيث أرغب في تمثيل الجزائر بأفضل صورة ممكنة في هذا المحفل الأقصى، ولهذا سأواصل العمل بجد واجتهاد لأقصى الحدود، ساعياً لتحقيق نتائج أفضل ورفع العلم الوطني في أكبر المحافل الرياضية العالمية إن شاء الله.”

حاورته: حليمة.خ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى