لطالما شكل موضوع الاحتراف في البطولة الجزائرية موضوعا أسال الكثير من الحبر خاصة وأنه وبالرغم من مرور زمن طويل منذ أن طبق على أرض الواقع إلا أن الكثيرين من أهل الاختصاص لم يقتنعوا بنجاحه فعليا أو بالأحرى وجوده أصلا. ومن الفنيين الذين يعارضون فكرة الاحتراف مضمونا وشكلا نجد المستشار في الرياضة والمدير الفني واللاعب السابق لأندية أولمبي الشلف وإتحاد العاصمة غولام أحمد، الذي أبدى امتعاضه من واقع تسيير الكرة الجزائرية في ظل الاحتراف المزعوم على حد تعبيره. جريدة بولا كان لها اتصال مع السيد غولام أحمد حيث قال في هذا الخصوص: “المنطق يقول سحب كل الشركات العمومية من الأندية الجزائرية وتحويلها إلى سبونسور حسب قيمة كل فريق وأهدافه، مع التخلي عن الخطابات التي يرفعها الرؤساء المفلسون بضرورة الحصول على شركات وطنية وصرف المليارات على اللاعبين دون الاستفادة من أرباح أو تحقيق نتائج محلية وقارية، خاصة وأن البلاد تمر بظرف اقتصادي صعب، الأولوية للتنمية المحلية وخدمة المواطن البسيط ومناطق الظل وليس النوادي التي تدعي الاحتراف. العودة إلى الهواة الحل الأنسب لطالما أن قانون الاحتراف لا يشجع المستثمرين الخواص للاستثمار في النوادي المحترفة والشركات التجارية ذات أسهم كلها مفلسة. وأعتقد أن العودة إلى الهواة سيرفع مستوى اللاعب الذي سيضاعف جهده بحثا عن الاحتراف الحقيقي في أوروبا. فمثلا في الكاميرون أو كوت ديفوار بطولة محلية فيهما ضعيفة، ولكن اللاعب لما يصل إلى سن 18 سنة يحلم بالاحتراف في أوروبا ويضاعف الحجم الساعي للتدريبات وشغله الشاغل كيفية الاحتراف إلى أوروبا، ولما يسعى الناخب الوطني في الكاميرون أو كوت ديفوار لاستدعاء اللاعبين يجد في طاولته قائمة تضم أكثر من300 لاعب محترف في الخارج، تدرجوا في مراكز تكوين في بلدهم الأصلي ولم يتلقوا جميعهم التكوين في المدارس الفرنسية مثلما عندنا نحن. أما الاقتراح الثاني مراجعة القانون الأساسي للاحتراف، وتحويل الشركات تجارية ذات أسهم إلى شركات رياضية ذات أسهم لطالما أن العامل التجاري غير موجود لا بيع ولا شراء في النوادي الجزائرية سوى في بيع وشراء المباريات”.
حاوره: سنينة مختار