الملاكم الدولي شعيب بولوذينات: “الشكر للوصاية التي أنقذتنا من البطالة”
لا يزال الملاكم الدولي شعيب بولوذينات يتحسر، شأنه شأن زملائه في الفريق الوطني، عن المشاركة الضعيفة في دورة طوكيو الأولمبية الأخيرة. فبالنسبة له كانت هناك أسباب عديدة اجتمعت، لم تسمح بالذهاب بعيدا في تلك الدورة، وضع في مقدمتها الآثار التي تركتها جائحة كورونا على الاستعدادات التي سبقت المشاركة في الأولمبياد، وما انجر عنها من انعكاسات سلبية على مراحل التحضيرات، فيما أوضح بولوذينات أن المشاركة السلبية في طوكيو، لا يمكن أن تُنقص من قيمة الملاكمة الجزائرية على المستوى العالمي، ملحّا على الاعتناء بالتكوين، لإعطائها دفعا قويا. وفيما يخص تداعيات كورونا و تأثيرها على المشاركة الجزائرية في المحفل الأولمبي ، قال:” جائحة كورونا أعاقتنا كثيرا إلى درجة لم نكن نتوقع آثارها على استعدادنا البدني، لقد أضرنا هذا الفيروس بدنيا ومعنويا، ربما تظنون أن الأمر كان سهلا علينا للحفاظ على لياقتنا البدنية طيلة ثمانية أشهر قضيناها في التدريبات الفردية بوسائل عمل ضعيفة وتارة منعدمة، بعض عناصر الفريق الوطني كان لها متسع من المكان في المنزل للقيام بتدريباتها، بينما البعض الآخر اضطر للقيام بتدريباته في الغابة، مثلما كنت أفعل، كنت أتدرب بمفردي وسط الغابة بالركض والقيام بحركات من أجل تقوية لياقتي البدنية. صحيح أننا كنا نتبع برنامج التدريبات الذي سطره لنا الطاقم الفني، لكن تباعدنا عن هذا الأخير لم يكن في صالحنا. كما تعذّر علينا في تلك الفترة، التنقل إلى خارج الوطن، للاحتكاك بالمستوى الدولي. وقد أتيحت لنا هذه الفرصة بعد فتح المجال الجوي، حيث سافرنا إلى كل من تركيا والمجر وأوزباكستان وصربيا وروسيا”. و بالعودة لوضعه المادي و تهديده بمقاطعة الأولمبياد ، أكد “كان لا بد لنا من إثارة انتباه السلطات المكلفة بالرياضة، إلى وضعيتنا الاجتماعية الصعبة، طبعا الأمور تحركت، حيث منحتنا اتحادية الملاكمة الجديدة راتبا قدره أربعة ملايين سنتيم في الشهر، إلى غاية نهاية الألعاب الأولمبية بطوكيو، بالإضافة إلى قبض منح التربصات. تنفسنا قليلا، لكن احتجاجاتنا كانت تهدف، بالدرجة الأولى، إلى إيجاد ضمان لمستقبلنا المهني. سجلنا استجابة في هذا الجانب من الوصاية، التي فتحت مناصب عمل لفائدة رياضيي النخبة، وهم مستشار رياضي، ومربّ رياضي، ومرب رياضي رئيس، وقد تم نشرهم في الجريدة الرسمية. نترقب الآن شهر سبتمبر الذي سيكون بداية التربصات الخاصة بهذه المناصب، طبعا مثل هذه الإجراءات هي فأل خير على ممارسي الرياضة، لا سيما رياضيو النخبة، الذين يمكنهم إيجاد مخرج لمستقبلهم المهني. موقفي كان يعبّر في الحقيقة عن الوضعيات الصعبة التي يتواجد فيها كثير من رياضيي النخبة، الذين يضحون في مسارهم الرياضي من أجل رفع شأن وطنهم في المحافل الدولية الرياضية، لكنهم في الأخير، يجدون أنفسهم بدون مستقبل مهني”. كما لا يخفي ابن قسنطينة في تصريحه أن الصراعات في المكتب الفيدرالي السابق أثرت عليهم كثيرا ، بقوله: “صراحة، تابعنا تلك الفترة بأسى وتحسر كبيرين، لأن من غير المعقول أن يتداول على رئاسة الاتحادية أربعة رؤساء في سنة واحدة! لا يقع هذا الوضع إلا في الهيئات الرياضية الجزائرية، حيث الاستقرار والهدوء اللذان يتحدث عنهما المنتخبون الرياضيون في الجمعيات الرياضية، تلك الصراعات شكلت أحد الأسباب التي أثرت مباشرة على معنويات الملاكمين الدوليين. وكل ما أتمناه الآن هو أن تبتعد الهيئة الحالية للملاكمة عن الصراعات الشخصية، وأن يبذل مسيروها قصارى جهدكم من أجل النهوض بالفن النبيل، كفى الاتحادية مشاكل وخلافات بدون فائدة”.
بن حدة