المنتخب المغربي يتوج ببطولة “الشان” بعد الفوز على مالي بثنائية….الكرة المحلية المغربية تتسيد القارة السمراء
توج المنتخب المغربي ببطولة كأس الأمم الإفريقية للمحليين، للمرة الثانية على التوالي، بعد الفوز على المنتخب المالي في المباراة النهائية بهدفين دون رد الأحد الماضي في ياوندي أمام نحو 10 آلاف متفرج سمح لهم بمتابعة اللقاء. وكانت المواجهة بين المغرب صاحب أقوى هجوم ب 13 هدفاً ومالي صاحبة أقوى دفاع حيث دخل مرماها 3 أهدف فقط طيلة البطولة. ولم ينجح المنتخبان في تسجيل أي أهداف خلال الشوط الأول، والذي شهد أفضلية للمنتخب المغربي الذي حاول في أكثر من فرصة، عن طريق أيوب الكعبي وسفيان رحيمي.الى إن تمكن سفيان بوفتيني مهاجم المنتخب المغربي، في التقدم بالهدف الأول بالدقيقة 69 من زمن المباراة، عن طريق رأسية، بعدما حول الكرة التي أرسلها عمر نمساوي من ركلة ركنية في المرمى. وبعد الهدف حاول لاعبو منتخب مالي إدراك هدف التعادل، وسط تألق من جانب مدافعي المنتخب المغرب، حيث ظهر عبد المنعم بوطويل بشكل مميز للغاية. وأضاف أيوب الكعبي الهدف الثاني للمنتخب المغربي في الدقيقة 79 من زمن المباراة، عن طريق ركلة ركنية، أرسلها محمد علي بمعمر على رأس الكعبي الذي سجلها في المرمى. وبذلك يحافظ المنتخب المغربي على لقبه، الذي توج به النسخة الماضية، بعد الفوز على نيجيريا بأربعة أهداف دون رد، ويحقق أسود الأطلس اللقب الثاني في تاريخه ويتساوى منتخب المغرب مع نظيره الكونغو الديمقراطية في قائمة أكثر المنتخبات تتويجًا بكأس أمم إفريقيا للمحليين، برصيد بطولتين، بينما حقق منتخبات ليبيا وتونس بطولة لكل منتخب.
الفوز بالشان ثمار الإحتراف الحقيقي
فوز المغرب بالشان للمرة الثانية على التوالي يثبت بوضوح مستوى البطولة المحلية المغربية التي ما فتئت تعرف تحسنا على جميع الأصعدة في الآونة الأخيرة ،و ظهر ذلك جليا في تألق النوادي قاريا ،جسده التواجد الدائم للنوادي المغربية في أقوى البطولات الإفريقية و التأهل لدوري المجموعات في أغلى المنافسات القارية ألا وهي كأس رابطة الأبطال الإفريقية و الذي أصبح شيئا مؤلوفا لدى الجميع ،فنوادي الرجاء و الوداد أضحت دائمة التواجد في النهائي و لو أنها عجزت كم من مرة في الفوز باللقب، إلا أن مجرد العبور إلى دور المجموعات و التأهل للمقابلة النهائية يعد إنجازا بحد ذاته، و لم يقتصر تألق الكرة المغربية على منافسة رابطة الأبطال بل تعداه إلى ثاني أغلى المنافسات القارية و هي كأس الكونفدرالية الإفريقية و التي أصبحت النوادي المغربية تسيطر عليها و هو ما جسده تألق نادي نهضة بركان على كأس الكاف، حيث أصبح من أهل الاختصاص في هاته المنافسة القارية.
غياب الجزائر ومهزلة المحليين تفضح بطولة العار
هذا وكان المنتخب الجزائري قد أقصي من التأهل “لشان الكاميرون” بعد فشله في التصفيات، وقد خلّف إقصاء المنتخب الوطني للمحليين من نهائيات “الشان” الكثير من الاستياء وسط الشارع الرياضي الجزائري، خاصة أن ذلك تم بعد الخسارة بثلاثية كاملة خلال مباراة العودة التي جرت في ملعب مدينة بركان المغربية أمام محليي أسود الأطلس، في الوقت الذي اكتفت فيه العناصر المحلية الوطنية بالتعادل السلبي في مباراة الذهاب بالجزائر وهو الذي عجل بوضع حد لمسيرة المدرب آنذاك. و إذا كانت إقالة الفرنسي باتيلي قد صنفها الكثير من المتتبعين على أنها بمثابة تحصيل حاصل، بعد فشله في المهمة الموكلة إليه كمسؤول فني على المنتخبات الوطنية وخسارته الرهان مع المنتخب الأولمبي والمحليين على التوالي، فإن الشارع الكروي لا يزال يتساءل عن مستقبل الكرة الجزائرية التي لا تزال عاجزة عن فرض نفسها من بوابة المنتخبات الشبانية، وفي مقدمة ذلك المنتخب الأولمبي ومنتخب المحليين، حتى إن الإنجازات المحققة منذ الاستقلال تعد على أصابع اليد الواحدة، ما يؤكد أن البطولة الوطنية لم تعد فضاء للتكوين وتنمية المواهب، بقدر ما هي مجال للبزنسة وتشجيع منطق الشكارة الذي أصبح حديث العام والخاص انطلاقا من النصف الثاني من المنافسة في كل موسم، فضلا عن المظاهر الأخرى التي لا تمت لأخلاقيات الرياضة بصلة، وفي مقدمة ذلك ظاهرة المخدرات التي أساءت إلى اللاعبين والأندية والكرة الجزائرية بشكل عام.
المنتخب الجزائري الأول شجرة تغطي الغابة
ويتأكد من يوم إلى آخر أن الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني الأول هذه الصائفة، حين توج بـ “كان 2019” بقيادة المدرب جمال بلماضي، أنه مجرد الشجرة التي تغطي غابة البريكولاج والفضائح السائدة في محيط الفاف الذي لا يزال يبحث عن نفسه بسبب الأخطاء التسييرية الفادحة، وكذا القرارات غير المدروسة، بدليل أنه لم يأخذ العبرة من نكسة المدرب الإسباني ألكاراز وأعاد السيناريو مع المدرب الفرنسي باتيلي الذي فشل في مهمته على جميع الأصعدة، ما جعل هيئة زطشي تقرر التخلي عن خدماته. يحدث هذا في الوقت الذي أجمع الكثير من المتتبعين، على أن عجز منتخب المحليين في اقتطاع تأشيرة التأهل لنهائيات “الشان” يصنف في خانة تحصيل حاصل، وهذا بناء على البريكولاج الذي لا يزال يسود هيئاتنا الكروية، وكذا ضعف البطولة الوطنية التي يبدو أنها غير قادرة على إنجاب لاعبين يمثلون المنتخبات الوطنية في المحافل القارية، ما جعل المنتخب المحلي يخفق في التأهل لـ”شان بالكاميرون”، بينما حسم المنتخب الأولمبي خروجه من سباق تصفيات كأس أمم إفريقيا، ما يعني في نظر البعض غياب استراتيجية الاستقرار والاستمرارية في العمل، بدليل أن انتداب الفرنسي باتيلي تم في أعقاب إقالة بوعلام شارف، ما جعل البعض يحمّل المسؤولية لرئيس “الفاف” زطشي، فضلا عن أسباب أخرى موضوعية وأخرى غير مبررة، فكان الإقصاء ثمرة من ثمار البريكولاج وإعادة الترقيع.
شح الإنجازات ماركة مسجلة للكرة المحلية
إنجازات لا تتعدى أصابع اليد منذ الاستقلال
والمؤكد، أن مهازل المنتخب المحلي والمنتخب الأولمبي وبقية المنتخبات الوطنية الشبانية لم تكن وليدة اليوم، بدليل أنها منذ الاستقلال لم تحقق سوى إنجازات قليلة لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، حيث إن أفضل إنجاز لأواسط “الخضر” كان التأهل لمونديال 79 والوصول إلى الدور ربع النهائي، بعد أن تسيدوا القارة السمراء بعناصر شابة من طينة عصماني وبويش وياحي وبن جاب الله وشعيب وبلعباس وغيرهم، فيما نال المنتخب الأولمبي الميدالية الفضية في دورة 93 من ألعاب البحر المتوسط التي جرت في فرنسا، بعد الوصول إلى اللقاء النهائي الذي خسروه بثنائية أمام تركيا بجيل تضمن أسماء واعدة، في صورة بن طلعة ودزيري وحمداني وعجالي وخياط وموسوني وزروقي وزكري والبقية، فيما كانت دورة “شان 2011″ فرصة لتنشيط الدور نصف النهائي، حيث خسر أبناء بن شيخة أمام تونس بركلات الترجيح، في دورة سمحت باكتشاف العديد من الأسماء المحلية البارزة التي تم إدراجها في تعداد منتخب الأكابر خلال مونديال 2014، حيث نال بعضها ثقة المدرب الوطني السابق خاليلوزيتش، على غرار جابو وبلكالام، ما يؤكد أهمية الاستثمار في المنتخب المحلي وبقية المنتخبات الشبانية لتعزيز المنتخب الأول بلاعبين من صميم البطولة الوطنية، وهو الأمر الذي يفرض على رئيس الفاف مراجعة حساباته مجددا لتفعيل مهمة المنتخبات الشبانية، والمنتخبين المحلي والأولمبي كمجال لتدعيم المنتخب الأول في هذا الجانب، خاصة في ظل تأكيد بعض الفنيين والمسيرين أن استراتيجية التكوين يجب أن تكون من أولى أولويات الاتحادية إذا أرادت أن تمنح قيمة مضافة لـ”الخضر” وللكرة الجزائرية بشكل عام.
سنينة مختار