تحقيقات وروبورتاجات

النادي الرياضي المجد لكرة الطاولة …قصة نادٍ يصنع الأبطال في قلب قلتة سيدي سعد

في عمق بلدية قلتة سيدي سعد بولاية الأغواط، يبرز اسم النادي الرياضي المجد لكرة الطاولة كأحد أهم المشاريع الرياضية النموذجية التي استطاعت فرض نفسها على المستوى الوطني، رغم تواضع الإمكانيات وحداثة النشأة. تأسس النادي بتاريخ 20/02، ومنذ ذلك الحين لم يكن مجرد نادٍ يمارس لعبة، بل كان مشروعًا رياضيًا يحمل رؤية، وصوتًا يعبر عن طموحات منطقة تحتضن الموهبة وتؤمن بالعمل. يدخل النادي منافساته هذا الموسم في القسم الوطني الثالث بالنسبة لفئة الأكابر، فيما تنشط الفئات الصغرى في المنافسات الوطنية، وهو ما يعكس اهتمام إدارة النادي بالقاعدة الشبانية التي صنعت العديد من الأبطال الذين لمعوا في سماء تنس الطاولة الجزائرية خلال السنوات الأخيرة.

رحلة حافلة بالإنجازات… تاريخ قصير لكنه مزدحم بالألقاب

منذ تأسيسه، استطاع نادي المجد أن يرسم لنفسه مسارًا مميزًا، بدأ بنيل كأس الجمهورية لفئة أقل من 11 سنة خلال موسم 2003/2002، قبل أن يحقق الفريق المرتبة الثانية في مباراة السد والتأهل إلى القسم الوطني الثاني سنة 2003 بولاية البليدة، في واحدة من أهم محطات النادي الأولى.

ولم يتوقف بريق النادي عند هذا الحد، إذ تمكن أبطاله من تحقيق المرتبة الأولى في عدة بطولات وطنية مفتوحة على غرار منافسة الحمامات، الشلف، وتيبازة في الأصناف الصغرى، بواسطة أسماء صنعت الفارق مثل برقي يوسف، بوفاتح بولفعة، فضلة ثامر عبد القادر، تمودة أمير، وبن المواز إياد. كما شارك النادي في البطولة الدولية المنظمة بالقاعة البوداوية بالجزائر العاصمة بأربعة لاعبين، اثنان منهم باسم المنتخب الوطني، واثنان باسم النادي، في صورة مشرفة جعلت اسم المجد يتردد خارج حدود الوطن. كما شارك أربعة من لاعبيه في التربص الانتقائي للمنتخب الوطني الموجه لاختيار ممثلي الجزائر في أسبوع الآمال بتونس، ليتمكن النجم الصاعد برقي يوسف من تمثيل الجزائر رسميًا في هذا الحدث الدولي.

إدارة شابة بخبرة ميدانية… ورؤية واضحة للمستقبل

يقود النادي رئيسه بن المواز بلال خير الدين، أستاذ اللغة الفرنسية ولاعب سابق في الفريق الوطني، ويعمل إلى جانبه نائب الرئيس بن المواز أسامة عبد الرشيد، إضافة إلى كاتب النادي ماحي بلقاسم ونائبه برقي عبد القادر، وأمين المال عماري بولفعة ونائبه بن النوار وليد. تعمل هذه الإدارة وفق عهدة تمتد من 2024 إلى 2028، وهي فترة وضعت خلالها مجموعة من الأهداف أبرزها تطوير الرياضة في المنطقة، توفير ظروف تدريب مثالية، وترسيخ ثقافة العمل الجاد داخل النادي. ورغم الصعوبات الإدارية والمالية التي واجهت النادي، إلا أن روح التضحية والتكاتف كانت دائمًا الصمام الذي يحمي المسيرة، خاصة في ظل حرمان النادي من الإعانة المالية البلدية وخدمات النقل التي تعتبر حقًا مشروعًا لكل نادٍ.

ولولا دعم مديرية الشباب والرياضة والمجلس الشعبي الولائي، لكان النادي قد توقف عن المشاركة في البطولات الوطنية. يشرف المدرب برقي خالد على تسيير الجانب الفني للنادي، معتمدًا على فلسفة ترتكز على الانضباط، والعزيمة، والعمل الجماعي. هذه المعادلة كانت أساس النجاح الذي ظهر بوضوح في السنوات الأخيرة، من خلال الألقاب المتتالية والمستويات الراقية التي قدمها اللاعبون في مختلف البطولات. ويواصل النادي كل موسم صناعة جيل جديد من الموهوبين، وهو ما جعله من أبرز المدارس الرياضية في الجنوب الجزائري في فئة تنس الطاولة، خصوصًا في الفئات الصغرى التي يتصدر فيها المشهد الوطني.

طموحات كبيرة وخارطة طريق واضحة المعالم

يطمح نادي المجد هذا الموسم إلى السيطرة على فئتي أقل من 13 سنة وأقل من 10 سنوات، إضافة إلى السعي لحصد كأس الجمهورية في الفئات الصغرى. كما يضع النادي هدفًا إستراتيجيًا يتمثل في التأهل عبر مباراة السد إلى القسم الوطني الثاني نهاية موسم 2027/2026. وعلى المدى المتوسط، تتطلع الإدارة إلى الوصول بالفريق إلى القسم الوطني الأول، ووضع أبطال النادي ضمن قائمة أفضل عشرة لاعبين في صنف الأكابر على المستوى الوطني، مع تسجيل مشاركات دولية باسم النادي، ثم المنافسة مستقبلاً على إحدى المراتب الثلاث الأولى في البطولة الوطنية الأولى والمشاركة في البطولة العربية للأندية البطلة.

أزمة مالية خانقة

رغم النجاحات الكبيرة، يعيش النادي وضعًا ماليًا صعبًا منذ موسمين بسبب حرمانه من الإعانة البلدية، إضافة إلى غياب النقل، ما شكل عبئًا كبيرًا على الإدارة واللاعبين خاصة أن النادي يعتمد على موارد شبه منعدمة. ولا يمتلك النادي أي ممول أو راعٍ رسمي، رغم المحاولات المتكررة للرئيس لجلب ممولين، لكن جميع المساعي لم تُكلل بالنجاح. هذا الوضع جعل النادي يعتمد أساسًا على الدعم الولائي وبعض المبادرات الفردية، في معادلة صعبة بين الطموح والواقع، لكن الروح الجماعية ظلت صامدة، وهو ما سمح للنادي بمواصلة المنافسة على المستوى الوطني. يحظى نادي المجد بعلاقة محترمة مع سكان بلدية قلتة سيدي سعد، حيث يجد دعمًا معنويًا مهمًا من أبناء المنطقة الذين يرون فيه واجهة مشرفة للبلدة وجزءًا من هويتها الرياضية. إدارة النادي تبقي أبوابها مفتوحة أمام المناصرين والمجتمع المدني للمشاركة في مختلف المبادرات الرياضية داخل المركب الجواري الشهيد بن المواز عبد النبي الذي يحتضن تدريبات الفريق.

أبطال المجد… رسائل فخر ومسيرة لا تتوقف

يملك النادي مركبًا جواريًا يعتبر مقبولاً من حيث المرافق، لكن الإدارة تتمنى من سلطات الولاية، وعلى رأسها السيد الوالي الدكتور بن مالك محمد، توفير قاعة خاصة للنادي تساعده على تطوير مستواه الفني ورفع حجم المنافسة داخليًا وخارجيًا. كما يحتاج الفريق تجهيزات نوعية في مقدمتها الطاولات ذات الجودة العالية، والكرات والمضارب المطابقة للمقاييس الدولية لضمان استمرارية العمل القاعدي وتطوير مستوى اللاعبين. يختم النادي مسيرته هذا الموسم برسالة تقدير وفخر لكل اللاعبين، باعتبارهم القلب النابض للمسيرة الرياضية. فقد منحوا للاسم “المجد” معنى حقيقيًا، ورفعوا راية قلتة سيدي سعد عاليًا في كل بطولة شاركوا فيها، وكتبوا تاريخًا صغيرًا لكنه كبير في تأثيره. كما تتوجه الإدارة بالشكر للأنصار الذين رافقوا النادي في كل الظروف، مؤكدة أنها تحتاج دعمهم اليوم أكثر من أي وقت مضى، لأن المرحلة القادمة تتطلب تضافر جهود الجميع.

بن المواز بلال خير الدين (رئيس النادي):“نعمل على مشروع رياضي حقيقي”

بن المواز بلال خير الدين
بن المواز بلال خير الدين

“منذ تولينا مسؤولية قيادة النادي وضعنا رؤية واضحة تعتمد على إعادة ترتيب البيت الداخلي وبناء فريق تنافسي قادر على تشريف الألوان التي نحملها. واجهتنا في البداية عدة تحديات، خاصة في الجانب المالي وتنظيم الهياكل، لكن بفضل العمل الجماعي وروح المسؤولية داخل الإدارة تمكّنا من تجاوز العديد من العراقيل والانتقال إلى مرحلة أكثر استقرارًا. نعتمد هذا الموسم على مزيج بين لاعبي الخبرة والشباب، مع منح أهمية كبيرة للفئات الشبانية لأنها تمثل مستقبل النادي والقاعدة التي نبني عليها مشروعنا الرياضي. كما نعمل على تحسين ظروف العمل داخل الفريق وتوفير كل الوسائل للطاقم الفني واللاعبين حتى يقدموا أفضل ما لديهم. جمهورنا يبقى عنصر قوة، ونوجّه لهم رسالة شكر كبيرة على دعمهم الدائم. نعدهم بأننا سنواصل العمل بجد وتركيز حتى يكون الموسم ناجحًا ونحقق ما ينتظره منا الجميع. هدفنا هو الارتقاء بالنادي خطوة بخطوة نحو المراتب التي يستحقها.”

فضلة ثامر عبد القادر (لاعب صنف أقل من 12 سنة):“أعمل بجد لأطور مستواي”

فضلة ثامر عبد القادر
فضلة ثامر عبد القادر

“أنا سعيد جدًا باللعب مع فريقي الحالي لأنني أتعلم في كل حصة شيئًا جديدًا يساعدني على التطور. المدرب يشجعنا دائمًا على العمل الجماعي واحترام التعليمات، وهذا يجعل الأجواء داخل الفريق رائعة. أحاول في كل مباراة أن أطبق ما نتدرب عليه، سواء في التحكم بالكرة أو التمركز أو اللعب السريع. هدفي هذا الموسم هو مساعدة فريقي على تحقيق نتائج جيدة، والأهم من ذلك أن أطور مستواي خطوة بعد خطوة. أحلم بأن أصل يومًا ما إلى مستويات عالية وأمثل ناديي في الفئات الأكبر، ولمَ لا المنتخب الوطني في المستقبل. أشكر عائلتي التي تدعمني دائمًا، وأعدهم بأنني سأواصل العمل والاجتهاد حتى أصل إلى ما أطمح إليه.”

برقي يوسف (لاعب صنف أقل من 12 سنة):“دعم عائلتي سر تألقي”

برقي يوسف
برقي يوسف

“أنا فخور بتمثيل فريقي هذا الموسم، وأشعر أنني أتطور من حصة لأخرى بفضل عمل المدرب وتشجيع زملائي. أحاول دائمًا الالتزام بالتعليمات وتحسين تركيزي داخل الملعب، سواء في التحكم بالكرة أو السرعة أو التمركز. أحب اللعب الهجومي وأعمل على أن أكون أكثر فعالية في صناعة وتمرير الكرة. طموحي هو أن أساعد فريقي في كل مباراة، وأن أكون عنصرًا مهمًا داخل المجموعة. حلمي الكبير هو أن أواصل التدرج في الفئات الشبانية وأن أصل يومًا ما إلى الفريق الأول، ولم لا تمثيل المنتخب الوطني. أشكر أوليائي على دعمهم الدائم، وأعدهم بأنني سأواصل التدرب والاجتهاد حتى أحقق أهدافي وأرفع اسم النادي الذي أنتمي إليه.”

تمدة أمير (لاعب صنف أقل من 12 سنة):“الأجواء داخل المجموعة رائعة”

تمدة أمير
تمدة أمير

“أشعر بسعادة كبيرة لكوني جزءًا من هذا الفريق، فالأجواء داخل المجموعة رائعة والمدرب يمنحنا دائمًا الثقة ويشجعنا على العمل بجد. أركز في كل حصة تدريبية على تحسين مستواي في التحكم بالكرة، السرعة، ودقة التمرير، لأنني أريد أن أطور نفسي كلاعب وسط قادر على مساعدة الفريق دفاعيًا وهجوميًا. هذا الموسم أطمح لتقديم أداء جيد في كل مباراة، وأن أكون نموذجًا في الانضباط والاجتهاد. أحلم مستقبلاً بأن أتدرج في الفئات الشبانية للنادي وأن أصل إلى الفريق الأول، وأن أكون من بين اللاعبين الذين يفتخر بهم الجمهور. أشكر عائلتي على دعمها المتواصل، وأعد الجميع بأنني سأواصل العمل بكل جدية حتى أحقق كل أهدافي.”

المواز إياد (لاعب صنف أقل من 09 سنوات):“أشكر عائلتي التي تدعمني دائمًا”

المواز إياد
المواز إياد

“أنا سعيد جدًا لأنني ألعب في هذا الفريق، والمدرب يساعدني دائمًا على التحسن ويشجعني على العمل بجد في كل حصة تدريبية. أحب اللعب كثيرًا مع زملائي، ونتعلم معًا كيفية التمرير الصحيح والتحرك بالكرة والعمل كفريق واحد. أحاول أن أطبق كل ما نتدرب عليه في المباريات، سواء في المراوغة أو التسديد أو التمركز. حلمي أن أصبح لاعبًا كبيرًا في المستقبل وأمثل النادي في الفئات الأكبر، وربما اللعب يومًا ما في المنتخب الوطني. أشكر عائلتي التي تدعمني دائمًا، وأعدهم بأنني سأواصل الاجتهاد حتى أحقق كل ما أريده في كرة القدم.”

نبيل شيخي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى