كرة اليد .. النادي الرياضي الهاوي المركب الجواري الحشم … مدرسة تهدف لتكوين الأبطال

في زاوية هادئة من ولاية معسكر، وبعيدًا عن أضواء الإعلام والاهتمام الرسمي، يتواجد نادٍ رياضي يشق طريقه بصمت، ويجتهد في خدمة الرياضة القاعدية، طامحًا إلى أن يصبح ذات يوم أحد أقطاب كرة اليد الجزائرية. إنه النادي الرياضي الهاوي المركب الجواري الحشم، الذي تأسس سنة 2006، وأثبت مع مرور السنوات أنه مدرسة حقيقية في تكوين الأجيال وتفريخ المواهب. تأسس النادي سنة 2006 بمبادرة من مجموعة من الغيورين على الرياضة المحلية، الذين ارتأوا أن يبادروا بإنشاء فضاء رياضي يفتح المجال أمام أطفال وشباب المنطقة لممارسة كرة اليد، خصوصًا في ظل قلة أندية متخصصة في هذا الفرع بمعسكر. ومنذ ذلك التاريخ، وضع النادي نصب عينيه هدفًا أساسيا يتمثل في تكوين قاعدة شبانية متينة، والعمل على تأطير المواهب وتكوينها وفق مناهج حديثة تتماشى مع متطلبات اللعبة.
4 فئات عمرية… مشروع متكامل
يضم النادي أربع فئات عمرية (أقل من 11 سنة، أقل من 13 سنة، أقل من 15 سنة و أقل من 17 سنة). وبإجمالي حوالي 60 لاعبًا من أبناء المنطقة، يخوضون تدريباتهم بشكل منتظم طيلة الموسم الرياضي. ولا يكتفي النادي بتنظيم الحصص التدريبية فقط، بل يشارك أيضًا في البطولة الولائية لكرة اليد بمعسكر، أين يحظى لاعبوه بفرصة الاحتكاك والتنافس مع نظرائهم من باقي الفرق الولائية، ما يُكسبهم الخبرة والثقة اللازمة. ما يُحسب لهذا النادي، أنه يزخر بالعديد من المواهب الواعدة، الذين بدأوا يبرزون بفضل العمل القاعدي الجاد والممنهج الذي يشرف عليه طاقم تقني شاب وطموح. فالعديد من اللاعبين الصغار أبانوا عن إمكانيات معتبرة، وباتوا محل متابعة من المهتمين بكرة اليد في معسكر وخارجها.
مشروع فريق أكابر… حلم مؤجل
رغم النجاحات المحققة في الفئات الشبانية، إلا أن طموح إدارة النادي يبقى أكبر من ذلك، إذ تسعى جاهدة إلى تكوين فريق أكابر يكون امتدادًا للفئات الصغرى، ويُمثل النادي مستقبلا في البطولات الجهوية والوطنية. غير أن هذا المشروع يصطدم بعائق كبير يتمثل في ضعف البنية التحتية الرياضية، حيث تتدرب كل الفئات داخل قاعة صغيرة بالحي الجواري لا تستجيب للمعايير المعتمدة من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة اليد بالنسبة لصنف الأكابر، سواء من حيث أبعاد الميدان أو مرافق القاعة وتجهيزاتها. هذا المشكل ظل العقبة الأبرز أمام تحقيق هذا الحلم، حيث تسعى إدارة النادي منذ سنوات إلى إيجاد حل. وفي حديث مع بعض مسؤولي النادي، أكدوا أن الفريق لا يطلب المستحيل، وإنما حق مشروع في توفير الظروف الملائمة لمزاولة كرة اليد، لاسيما وأنهم يساهمون في إبعاد الأطفال عن الشارع، وتوفير إطار تربوي وبدني يساعدهم على صقل مواهبهم، كما يُعد متنفسًا رياضيًا لشباب المنطقة.
قابو العوني (مدرب الفريق):“النادي يكون أجيالا في صمت”

“منذ تأسيس النادي سنة 2006، ونحن نعمل على بناء قاعدة صلبة لكرة اليد في معسكر، ونفتخر اليوم بوجود أربع فئات عمرية تنشط بانتظام في البطولة الولائية. صحيح أننا نفتقد للإمكانيات والقاعة غير مطابقة لصنف الأكابر، لكن عزيمتنا أقوى من كل الصعوبات. نأمل أن تلتفت السلطات المحلية إلى هذا المشروع الرياضي الطموح لأنه لا يخدم النادي فقط بل يخدم أبناء الحي والمنطقة كلها.”
شريفي محمد (لاعب فئة أقل من 11 سنة):“نحلم بأن نصبح أبطالا في المستقبل”

“أنا سعيد جدًا لأنني ألعب في نادي المركب الجواري الحشم. تعلمت هنا كيف ألعب مع زملائي وكيف أحترم القوانين، وأتمنى أن أكبر وأصبح حارس مرمى كبير وأفوز مع الفريق بالألقاب. نحلم أن يكون لنا فريق أكابر حتى نكمل المشوار هنا.”
حمام آدم (لاعب فئة أقل من 11 سنة):“كرة اليد هي رياضتي المفضلة”

“أنا أحب كرة اليد كثيرًا وألعب مع أصدقائي كل أسبوع. النادي علمنا كيف نكون منظمين ونلعب بروح جماعية. أتمنى أن أواصل هنا وأفرح عائلتي بالألقاب مع هذا الفريق، وأشكر المدربين على كل ما يقدمونه لنا.”
نبيل شيخي