استضاف ركن حوار الأسبوع على جريدة بولا اليوم النجم الدولي البوركينابي السابق، أريستيد بانسي، الذي يتذكره الجزائريون جيدا خاصة خلال مباراتي السد المؤهلتين إلى كأس العالم 2014، حيث كان بمثابة السم القاتل في دفاع الخضر و كان يهدد مرمى الحارس رايس وهاب مبولحي في كل مرة. تواجد المنتخب الوطني الجزائري في نفس المجموعة مع منتخب بوركينافاسو جعلنا نتذكر هذا النجم الذي اعتزل كرة القدم قبل سنوات، حيث تحدث عن المباراة المرتقبة بين الطرفين في كأس إفريقيا المقبلة، كما تحدث عن حظوظ المنتخبين و عن رؤيته للمنتخب الوطني، و ذكرياته في مواجهات الجزائر و عديد الأمور الأخرى في الحوار التالي:
بداية شكرا على قبول إجراء هذا الحوار..
” مرحبا بكم في أي وقت، لم أكن أنتظر اتصالا من الصحافة الجزائرية صراحة…”
منتخب بوركينافاسو رفقة الجزائر في نفس المجموعة في كأس إفريقيا، ما تعليقك؟
“نعم بوركينافاسو وقعت في نفس المجموعة مع المنتخب الجزائري الذي يبقى كبيرا في قارة إفريقيا و من بين الأفضل، لكن أيضا منتخب بوركينافاسو لا يستهان به و سيكون الند للند أمام الجزائر، في رأيي لا يوجد أي منتخب مرشح و الكل له نفس الحظوظ، لا تنسى أن بوركينافاسو و الجزائر تعادولوا ذهابا و إيابا في تصفيات كأس العالم الماضية، و هذا ما يؤكد أنه لا منتخب له أفضلية على المنتخب الآخر.”
كيف ترى المواجهة بين المنتخبين في كان كوت ديفوار؟
“المواجهات بين الجزائر و بوركينافاسو دائما ما تكون حماسية و تشهد ندية كبيرة، حيث أن آخر مباريات بين المنتخبين انتهتا بالتعادل من دون فائز، و تتذكر المباريات السابقة التي كانت مؤهلة إلى مونديال البرازيل و التنافسية الكبيرة التي شهدتها، و حتى كأس إفريقيا المقبلة ستشهد تنافس كبير بين المنتخبين خاصة و أن المباراة الأولى ستكون بينهما، ما يعني أن كل واحد منهما سيحاول اللعب من أجل الفوز و تصدر المجموعة و اكتساب الثقة، هذا ما يؤكد أننا سنشهد مباراة قوية جدا بين المنتخبين.”
الجميع يرشح بوركينافاسو و الجزائر، ماذا عن حظوظ أنغولا و موريتانيا ؟
“لا موريتانيا و أنغولا أيضا يملكان حظوظ وافرة من أحل الذهاب بعيدا، يجب أن نعترف أنه لم يعد هناك منتخب ضعيف أو صغير في إفريقيا، المفاجأة يمكن أن تأتي من أي منتخب كان و كأس إفريقيا الماضية أبرز دليل على هذا، فالجزائر و رغم النجوم التي تمتلكها و رغم أنها كانت المرشح الأول للتتويج بكأس إفريقيا و دخلت الدورة و هي حاملة اللقب، خرجت من الدور الأول و لم تحقق أي فوز حتى، بينما منتخب بوركينافاسو وصل حتى الدور النصف نهائي. كرة القدم الحديثة لم يعد فيها أي منتخب ضعيف و أي فريق لا تحترمه قد تدفع الثمن أمامه غالياً، نحن في بوركينافاسو نحترم الجميع و كل المنتخبات فأنغولا و موريتانيا بإمكانهما الذهاب بعيدا في هذا الكان نحن في مجموعة معقدة جدا و ليست سهلة كما تبدو صدقني.”
حسب المعطيات، هل ترى أن الجزائر يمكنها الذهاب بعيدا في نسخة كوت ديفوار؟
“نعم بالتأكيد، كما سبق و أن قلت الجزائر يمكنها أن تذهب بعيدا في كأس إفريقيا لأنها تملك الإمكانيات لتحقيق ذلك، لكن ما يجب الإشارة إليه هو أن أي منتخب يريد الذهاب بعيدا عليه أولا أن يحترم منافسيه و يلعب بقوة كبيرة و يقدم كل ما عنده في الميدان من أجل تحقيق الفوز فالنقاط ستكون غالية جدا خلال الكان، الشراسة في اللعب و الرغبة في الفوز هي من سترجح كفة فريق على حساب آخر.”
كلاعب دولي سابق، كيف تقيّم العمل المقدم من المدرب بلماضي؟
“مدرب المنتخب الجزائري قام بعمل كبير، لكن في الفترة الأخيرة شاهدنا أن النتائج تراجعت بالنسبة للجزائر من خلال عدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم في قطر و الخروج من الدور الأول لكأس إفريقيا الماضية، و هذا ما سيجعله يعمل كل ما بوسعه للتعويض في كأس إفريقيا المقبلة، على كل حال أنا أتمنى له التوفيق و النجاح في عمله.”
هل تثق في حظوظ بوركينافاسو بقيادة فيلود؟
“بالتأكيد أثق في حظوظ المنتخب البوركينابي و في العمل المقدم من طرف المدرب هيببرت فيلود الذي يقود المنتخب منذ مدة، و أهله إلى نهائيات كأس إفريقيا و الآن هو أمام حتمية إظهار الأفضل في كوت ديفوار، هذا ما ننتظره.”
لقد واجهت المنتخب الجزائري في مباريات حاسمة، كيف ترى مواجهة الجزائر ؟
“صحيح، واجهت الجزائر في عدة مرات لكنها كانت في مباريات إقصائية لكأس العالم و نهائيات كأس إفريقيا للأمم تختلف كثيرا، فلا أحد سيلعب في ميدانه و أمام جماهيره، لا الجزائر ستكون مدعومة بجماهيرها و لا بوركينافاسو، ستلعب المباريات في جو مختلف بحضور جماهيري و إعلامي مختلف، لا يمكن أن نقارن بين المباريات.”
ما هي الذكريات التي تحتفظ بها عن مواجهة الجزائر، خاصة سنة 2013 التي كانت مؤهلة إلى مونديال البرازيل؟
“رغم مرارة الإقصاء، إلا أننا الحضور الجماهيري القوي كان يشد الانتباه، في الجزائر ترى جماهير تملك حماسا غير عاديا و تدفع اللاعبين بقوة من أجل تحقيق الفوز، لكن هذه المرة في كوت ديفوار لن يكون نفس الأمر و لن يكون 90% من جماهير الملعب جزائريين، هذا مؤكد و ستكون الأمور مختلفة تماما.”
حاوره: مصطفى خليفاوي