“الوصل” مدرسة كروية في خدمة الأطفال
كعادتها تواصل جريدة بولا التعريف وتقديم المدارس الكروية على مستوى ولاية وهران، خدمة منها في تشجيعها لبناء مستقبل زاهر لكرة القدم على المستوى المحلي على وجه الخصوص، في وقت أصبحت كرة القدم المحلية تعاني الويلات من جميع النواحي، منها ما يتعلق بالجانب المالي، ومنها ما يخص الجانب الفني والتكتيكي.
وهذا بسبب انخفاض مستوى التكوين القاعدي للفئات الصغرى أو لأسباب أخرى كإتباع سياسة “السوسيال” في اختيار اللاعبين. فجاء ظهور مثل هذه الجمعيات كمساهمة منها في عملية إعادة الاعتبار لكرة القدم المحلية، من خلال التكوين وتطوير إمكانيات اللاعبين الفنية والبدنية، إضافة إلى الجانب التربوي والتعليمي لتحقيق التوازن الإيجابي للطفل الرياضي. وتزدهر ولاية وهران بالمدارس الكروية، خاصة خلال السنوات الأخيرة، التي أضحت بمثابة الأطفال للتكوين القاعدي.
كعينة لهذه المدارس الكروية، نجد المدرسة الكروية، الوصل التي تنشط على مستوى منطقة بلقايد ببلدية بئر الجير. هذا القطب المميز بتعداده السكاني الهائل جعل مسألة انضمام اللاعبين جد سهلة للمدرسة، كخطوة أولى في انتظار عملية التوجيه والرسكلة.
وأصبحت هذه المدرسة تنشط بصفة رسمية مع نهاية السنة الماضية، بقيادة السيد واضح سوالي، المدير الرياضي للمدرسة المتحصل على شهادة تدريب “فاف 2” بمساعدة اللاعب القديم لاتحاد خميستي، مزار فريد الذي يملك خبرة وتجربة تمكنه من القيام بعمله على أكمل وجه. كيف لا وهو الذي كان مدربا لأواسط وفاق بئر الجير. ويتقاسم الرجلان مهمة تدريب الأطفال، يحسب سن الفئات المتواجدة والتي يبلغ عدد أفرادها أكثر من 100 لاعب، منقسمين لثلاثة فئات مبتدئين، براعم وأصاغر، يقطنون بالأحياء الجديدة المتواجدة على مستوى منطقة بلقايد.
سوالي واضح (المدير الرياضي للمدرسة الكروية الوصل):“هذه هي أهداف مدرستنا”
قد كان لجريدة بولا لقاءا مع مسؤولي النادي بالملعب الجواري ببلقايد، أين إلتقت بسوالي واضح أثناء الحصة التدريبية للفريق، حيث قال لنا:”في البداية، أتوجه بالشكر الجزيل لجريدة بولا على اهتمامها بالمدارس الكروية على مستوى ولاية وهران، في وقت لا تولي عدة وسائل إعلامية أخرى أهمية لها، وهذا بالرغم من الأهمية التي توليها الدولة لمثل هذه المدارس والتي أصبحت فوائدها تتعدى الجانب الرياضي. فهي وسيلة من وسائل محاربة الآفات الاجتماعية. فكرة القدم، أصبحت المتنفس الوحيد للأطفال، لذلك علينا استغلال الوضع للتوجيه والتربية، من خلال إنشاء مدرسة كروية في المستوى. فهذا هو الغرض الأساسي، الذي نتبناه إضافة إلى الجانب الرياضي والكروي، من خلال اكتشاف المواهب التي قد يكون لها مستقبل زاهر في عالم كرة القدم. فبالرغم من إمكانياتنا الضئيلة واعتمادنا على مساعدة بعض الأولياء، إلا أننا نسعى جاهدين لتقديم أحسن تكوين لهؤلاء الأطفال. كما لا ننسى دور بورويس محمد، المكلف بالرياضة على مستوى بلدية بئر الجير، والذي يهتم كثيرا بمختلف المدارس، من خلال تشجيع المواهب الرياضية، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها.” وعن أهداف المدرسة مستقبلا، أكد واضح “بأننا نطمح لاستقطاب أكبر عدد ممكن من أبناء الأحياء المجاورة لأسباب اجتماعية بالدرجة الأولى. فإضافة إلى الجانب الرياضي، فهناك بعض اللاعبين ممن التحقوا بنوادي أخرى، من خريجي المدرسة. وبدورنا نشجع المواهب وندعمهم للبروز أكثر في الأقسام العليا. وهناك من اللاعبين ممن يستحقون اللعب في فرق تنشط في مختلف الأقسام، كبلحاج زكريا، مادي محمد شوالي، مخطار، قدار عيسى، زين الدين وبن عودة عبد الرحمان، وغيرهم من اللاعبين المتواجدون في المدرسة.”
مزار فريد (مساعد مدرب مدرسة الوصل):“أهدافنا تتعدى الجانب الرياضي للطفل”
من جهته، صرح لنا مساعد مدرب مدرسة الوصل، مزار فريد في هذا الصدد قائلا: “عملنا لا يقتصر على الجانب الرياضي فقط، وإنما يمتد أيضا إلى مساعدة الأولياء في تربية أبنائهم من خلال المراقبة المستمرة للوضعية الدراسية للأطفال، حيث نطالبهم بالكشوفات الفصلية، حتى لا يكون هناك إهمال لدراستهم. كما نقوم بتشجيع المتفوقين فيهم، مما يساعدنا على فرض الانضباط داخل الملعب وخارجه. فالتربية والأخلاق أهم شيئ بالنسبة للطفل. فهم أمانة في رقابنا. وفي انتظار المشاركة الرسمية في البطولة الولائية، فإننا نشارك في مختلف الدورات المحلية أو الجهوية لاكتساب الخبرة والتجربة، خاصة في العطل المدرسية. حيث نستغل الوضع للعب أكبر عدد من المقابلات والدورات التي تنظمها الهيئات والسلطات المحلية، أو تلك التي يشرف عليها النوادي.” ويرى فريد مزار بأن تزايد عدد المدارس الكروية بوهران شيئ ايجابي، وينبئ بمستقبل زاهر للكرة على المستوى المحلي:”فهي في نفس الوقت تؤدي وظيفة تربوية واجتماعية نبيلة لفائدة الأطفال. ومن حسن حظنا أن منطقة بلقايد التي كانت في وقت مضى شبه خالية من القاطنين، أصبحت قطبا اجتماعيا لا يستهان به، وهي امتداد عمراني لوهران الشرقية، مما سهل لنا من مهمة الانتقاء والتكفل باللاعبين الصغار، وتأطيرهم. فلقد وجدنا تجاوبا ملحوظا من قبل أوليائهم، وسكان المنطقة عامة في انتظار أن تمدنا السلطات المحلية بيد العون خدمة للرياضة عامة.”
بلحاج زكرياء موهبة كروية تستحق التشجيع
تضم مدرسة الوصل لكرة القدم عدة مواهب كروية قد يكون لها شأن في المستقبل، إذا ما لقيت الدعم اللازم والتأطير المناسب لها. ومن بين هؤلاء اللاعبين نجد اللاعب بلحاج زكرياء، اللاعب الرزين الذي يلعب بكل هدوء، ويمتاز بقوة بدنية تساعده في طريقة لعبه كثيرا. فهو من مواليد 2009 ويمتلك كل الإمكانيات من أجل البروز، حيث يلقى التشجيع من المحيط العائلي، إضافة إلى العمل الفني والتكتيكي للمدربين. كما أن انضباطه فوق الميدان من العوامل التي يجب استغلالها للتألق.
حماز زروقي /