بإنعقاد الجمعية العامة للجان الأولمبية الإفريقية … الجزائر تفتح ذراعيها للرياضة الإفريقية

تُواصل الجزائر تأكيد مكانتها كأحد المحاور الرياضية البارزة في القارة الإفريقية، باستضافتها الجمعية العامة الـ22 للجان الأولمبية الوطنية الإفريقية يومي 14 و15 مارس 2025، هذا الحدث الكبير، الذي يجمع تحت مظلته ممثلي 54 دولة إفريقية، يُعتبر فرصة استثنائية لتعزيز التعاون والتضامن الرياضي بين دول القارة، بالإضافة إلى وضع أجندة شاملة لتطوير الرياضة الإفريقية على المستويات كافة، و سيكون المركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال مسرحا لأشغال الجمعية العامة للجان الأولمبية الإفريقية تحت رعاية سامية و كريمة للسيد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. و تمثل الجمعية العامة هذا العام منصة التقاء لعدد كبير من الشخصيات الرياضية البارزة عالميًا، مثل رؤساء الاتحادات الدولية لكرة اليد والملاكمة والسباحة، بالإضافة إلى شخصيات قيادية في الرياضات الحديثة مثل الرياضات الإلكترونية. كما يُشارك وزراء الرياضة ومسؤولو الاتحادات الأولمبية من الدول الإفريقية، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذا الحدث.
انتخابات المكتب التنفيذي ورؤية جديدة للمستقبل…
يتضمن جدول الأعمال الرئيسي انتخاب رئيس جديد للجمعية وأعضاء المكتب التنفيذي للعهدة الأولمبية (2025-2029). ومن المنتظر أن يُنتخب مصطفى براف، أحد الشخصيات المرموقة في الرياضة الجزائرية و الإفريقية، لرئاسة الجمعية، مما يُعطي انطباعًا بالتوجه نحو استمرارية القيادة وتعزيز الاستقرار في إدارة الرياضة. تُخصص الجمعية العامة مساحات للنقاش حول التحديات والفرص التي تواجه الرياضة الإفريقية، مع التركيز على تطوير البنية التحتية الرياضية خاصة في الدول النامية، و كذا تمكين الرياضيين الشباب وتشجيعهم على تحقيق الإنجازات الدولية، إضافة إلى تعزيز المساواة بين الجنسين في المشاركة الرياضية. و أخيرا إطلاق مبادرات بيئية لجعل الرياضة وسيلة للتنمية المستدامة.
الجزائر… صرح رياضي متكامل
لم يكن اختيار الجزائر لاستضافة هذا الحدث محض صدفة، بل جاء نتيجة سجلها الحافل بتنظيم فعاليات رياضية ناجحة. بفضل مرافقها الحديثة واهتمامها الكبير بالرياضة، تُظهر الجزائر التزامها بتعزيز مكانة القارة على الساحة العالمية، من خلال أشغال هذه الجمعية العامة، على أن يتوج الحدث بحفل توزيع الجوائز الأولمبية الإفريقية، حيث سيتم تكريم نخبة من الرياضيين والمدربين الذين أسهموا في تعزيز صورة الرياضة الإفريقية. وسيكون من بين المكرمين أسماء لامعة حققت إنجازات استثنائية، مثل الرياضيين الجزائريين الذين تألقوا في الألعاب الأولمبية الأخيرة. من المتوقع أن تُسفر الجمعية عن توصيات استراتيجية لتطوير الرياضة الإفريقية، تشمل برامج لدعم الرياضيين الشباب، وتعزيز البنية التحتية، وتقوية التعاون بين الدول الإفريقية.
أسماء عالمية ستكرم في الجزائر
و كان مصطفى براف، عضو اللجنة الأولمبية الدولية، قد تحدث في ندوة صحفية عن تكريم التمييز للجوائز الأولمبية الإفريقية، التي ستمنح للرياضيّين المتألّقين في مختلف البطولات العالمية، والمدرّبين والإداريّين الذين وقفوا خلف هذه الإنجازات، ومسؤولي الرياضة الذين رسموا سياسات ناجحة لدفع الرياضة الإفريقية نحو مستقبل مشرق. و حسب معلومات حول أسماء المتوجين بجوائز الأفضل، الذين تم اختيارهم من قبل لجنة ترأسها السيدة غابي، التي تشغل منصب رئيسة لجنة الرياضيّين العالميّين، أين اختارت هذه اللجنة، منح لقب أفضل رياضي لسنة 2024 للعداء البوتسواني ليستيل توبيغو، الذي نال الذهب في أولمبياد باريس في سباق 200 متر، ليهدي بلده بوتسوانا أول ميدالية في تاريخ مشاركاتها في الأولمبياد، في اختصاص صعب وحكر على عدائي الولايات المتحدة الأمريكية وجامايكا، كما أنّ جائزة أفضل رياضية ستمنح للعداءة الكينية بياتريس شيبيت التي نالت ذهبيتي سباقي 5000 و10000 متر. في حين أنّ جائزة الصمود والمثابرة توّج بها عند الذكور المصري أحمد الغندي، الذي حصد الذهب في أولمبياد باريس في رياضة الترياتلون لأول مرّة في تاريخ مصر وإفريقيا، وعند السيدات تحصلت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف على جائزة الأفضل، كما أنّ جائزة أفضل مدرّب ستعود للمدرّب الإيفواري لكرة القدم إيميرس فايي، نظير الإنجاز الرائع الذي قام به رفقة منتخب بلاده خلال “كان” 2024، وجائزة أفضل مدربة ستنالها مدرّبة منتخب
الجزائر.. عاصمة الرياضة الإفريقية
لطالما كانت الجزائر لاعبًا محوريًا في تعزيز الرياضة الإفريقية، مستمدة هذا الدور من إيمانها الراسخ بأهمية الرياضة كأداة للتنمية المستدامة والتقارب بين الشعوب. ومنذ استقلالها، عملت الجزائر على دعم القضايا الإفريقية في مختلف المجالات، ولم تكن الرياضة استثناءً. فبفضل رؤيتها الاستراتيجية والبنية التحتية المتميزة، تحوّلت إلى وجهة رياضية عالمية تُجسد قيم التضامن والوحدة بين أبناء القارة.
احتضان أكبر الفعاليات الرياضية باقتدار
خلال السنوات الأخيرة، أثبتت الجزائر جدارتها في استضافة أبرز الفعاليات الرياضية الإفريقية والدولية، التي أظهرت فيها الجزائر قدرات تنظيمية استثنائية، حيث فتحت الجزائر أبوابها لاستقبال الرياضيين الشباب من مختلف أنحاء القارة السمراء و كذا الوطن العربي و العالم بأسره، في حين استضافة الجمعية العامة للجان الأولمبية الوطنية الإفريقية التي جمعت نخبة من قيادات الرياضة الإفريقية والعالمية تحت سقف واحد. هذا الحضور المكثف للفعاليات يعكس مكانة الجزائر كحاضنة للرياضة الإفريقية، فضلاً عن دورها الريادي في تطوير البنية التحتية الرياضية مثل الملاعب الحديثة، المراكز الأولمبية، وقاعات المنافسات الدولية.
دعم الرياضيين الأفارقة
تلعب الجزائر دورًا محوريًا في تمكين الرياضيين الأفارقة ودعمهم لتحقيق طموحاتهم. من خلال برامج تدريبية مشتركة ومبادرات لدعم الرياضيين الشباب، تساهم الجزائر في تطوير المواهب الرياضية الواعدة، وخاصة في الرياضات الفردية والجماعية. كما تقدم الجزائر الدعم الفني والتقني للدول الإفريقية التي تواجه تحديات في تطوير بنيتها الرياضية.
مواقف مشهودة على الساحة الإفريقية
لم يقتصر دور الجزائر على الاستضافة فقط، بل امتد إلى الدفاع عن مصالح الرياضة الإفريقية في المحافل الدولية. فقد لعبت دورًا كبيرًا في تعزيز المساواة بين الدول الإفريقية في فرص الاستضافة والتنافس، بالإضافة إلى دورها في تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الرياضة في القارة، مثل ضعف التمويل، وقلة فرص التدريب، وغياب المرافق اللازمة.
رؤية إستراتيجية للمستقبل
تُدرك الجزائر أهمية الرياضة في تعزيز التنمية المستدامة، لذا تواصل العمل على بناء شراكات قوية مع دول القارة الإفريقية لتعزيز التبادل الرياضي. ومن بين المبادرات المستقبلية التي تهدف الجزائر لتحقيقه، منها إطلاق برامج رياضية بيئية لتعزز مفهوم الرياضة المستدامة، و تنظيم مسابقات رياضية تكنولوجية لتطوير الرياضات الحديثة مثل الرياضات الإلكترونية، و كذا تعزيز دور المرأة في الرياضة الإفريقية من خلال مبادرات تسهم في تمكين الرياضيات وتعزيز مشاركتهن.
الجزائر.. القلب النابض للقارة
بفضل دعمها المستمر للرياضة الإفريقية، أصبحت الجزائر رمزًا للوحدة الرياضية في القارة. من خلال احتضانها للفعاليات الكبرى ودورها الرائد في تطوير الرياضة، تثبت الجزائر أن الرياضة ليست مجرد منافسات، بل وسيلة للتقارب الثقافي، وبناء جسور التفاهم بين الشعوب. و تستحق الجزائر الثناء والتقدير لدورها الكبير في احتضان الرياضة الإفريقية وتعزيز مكانتها عالميًا. إن التزامها الراسخ تجاه تطوير الرياضة في القارة السمراء يُعد مثالًا يحتذى به، ويضعها على خارطة الرياضة الدولية كأحد أهم الداعمين لحركة الرياضة الإفريقية.
مصطفى خليفاوي