الأولىحوارات

باشيك هواري مدرب مولودية سيق لكرة اليد: ” هدفنا الصعود هذا الموسم وأتمنى عودة بريق الكرة الصغيرة بالمحمدية”

باشيك هواري
باشيك هواري

رجل ميدان بامتياز ارتبط اسمه بالنجاحات مع كل الفرق التي دربها، معروف بالصرامة والانضباط وحبه وتفانيه في عمله، إنه ابن المحمدية المدرب باشيك هواري الذي يصنع أفراح الكرة الصغيرة السيقلية حاليا. فتح قلبه لجريدة “بولا” وتحدث عن الكثير من الأمور التي تخص عالم كرة اليد في هذا الحوار.

 بداية كيف هي أحوال المدرب هواري باشيك؟

“نحمد الله على كل حال و نحن نتعايش مع الوضع في ظل تفشي هاته الجائحة ، و نحاول قدر الإمكان أخذ كل سبل الوقاية آملين من الله أن يزيل عنا ما حل بنا”.

كيف تقضي وقتك في ظل الظرف الاستثنائي جراء انتشار وباء كورونا؟

“أقضي وقتي بين العمل في مديرية الشبيبة و الرياضة لولاية معسكر كمسؤول على تسيير مكتب متابعة المواهب الشابة و ترقيتها ، و بين الحجر الصحي المفروض و الخروج لقضاء الاشياء الضرورية فقط”.

سؤال تقليدي، كيف بدأ هواري باشيك مسيرته الرياضية كلاعب أولا ثم كمدرب؟

“مسيرتي الرياضية بدأت كلاعب للكرة الطائرة كوني من عائلة تمارس الكرة الطائرة، لكني كنت أملك إمكانيات تؤهلني لأصبح لاعب كرة يد وهو ما حدث بعد أن اكتشفني المدرب بوعزة نور الدين في الثانوية، ومن هنا كانت بدايتي مع كرة اليد حيث تدرجت في كامل الاصناف لفريق اتحاد المحمدية، وكانت لي اتصالات من عديد الفرق كفريق مزغران وفريق جامعة وهران وفريق عيون الترك، كما أجريت العديد من التربصات الخاصة بالفريق الوطني والفريق الوطني المدرسي، وبعد انتهاء مشواري كلاعب تحولت إلى مجال التدريب”.

لنبدأ بفريقك الحالي مولودية سيق، كيف بدأت قصة إشرافك على هذا الفريق؟

“القصة تعود إلى أواخر الثمانينات أين عرفت الكرة الصغيرة السيقلية أزهى فتراتها ،كللت بالصعود إلى القسم الأول لكن الفريق لم يعمر إلا موسما واحدا نظرا للمشاكل الجمة كانعدام القاعة بسيق ،و نقل التدريبات إلى المحمدية و لعب لقاءات البطولة في معسكر، ضف إليها نقص الإعلانات. اضطررت لترك الفريق لأسباب مرضية عدت بعدها إلى تدريب فريق اتحاد المحمدية أين أدينا مواسم رائعة كادت أن تثمر بالصعود للقسم الأول لولا التعثر أمام الفريق القوي لمسرغين، وكذلك تأهلنا للدور الربع نهائي الكأس وفزنا على ناديت الجزائر وأقصينا بعدها أمام فريق الأبيار بفارق هدف وحيد. و عشت الفترة الذهبية لكرة اليد بالمحمدية. ثم التحقت بفريق سيق مجددا لتدريب الفريق، وباشرت العمل وكان الفريق يتخبط في الأقسام السفلى ولكن انسحبت لأسباب شخصية وعدت إلى المحمدية، ولكن الوضع كان متعفنا أيضا وانسحبت كليا من الساحة، لأخذ قسط من الراحة. ثم عاود فريق سيق الاتصال بي خاصة مع قدوم إدارة جديدة على رأس الفريق بقيادة عبد الرحمان معطى الله الذي سبق و أن تدرب تحت إشرافي ،و عرض علي مشروعه الرياضي و أعجبت به و حققنا الصعود إلى القسم الثاني و أدينا مشوارا بطوليا كاد يكلل بالصعود لولا التعثر في آخر جولة أمام الملاحق أفاق تيسمسيلت .و هذا الموسم الفريق ينافس بقوة على الصعود و نسعى بقوة لتحقيق هذا الحلم بعد رفع الحجر الصحي و استئناف البطولة إن شاء الله ،و السر في هاته النتائج يعود بالدرجة الأولى للاعبين الذين أبدوا تجاوبا كبيرا مع طريقة عملي التي جعلتهم يؤمنون بقدراتهم و يخرجون كامل إمكانياتهم و النتيجة أني كونت مجموعة شرسة من اللاعبين و الدليل النتائج المحققة في البطولة و الكأس”.

 مولودية سيق لكرة اليد
مولودية سيق لكرة اليد

هل هناك مواهب صاعدة تتنبأ لها بمستقبل زاهر في سماء كرة اليد الجزائرية في فريق مولودية سيق، سواء فريق الأكابر أو على مستوى الفئات الشابة؟

“هناك لاعبين يملكون إمكانات كبيرة في صنف أقل من 17سنة الذي يشرف عليه المدرب شط صادق من المحمدية ، و نحن نتابع خطواتهم و أدمجناهم في فريق الأكابر و هم ضمن التشكيلة التي تنافس على الصعود”.

لنعد إلى التكوين، الرياضة المدرسية تراجعت ولم تعد تنجب الأبطال كما في السابق وكلنا يعلم أن الرياضة المدرسية كانت سببا رئيسيا في تألق رياضة النخبة، فما سبب هذا التراجع؟

“كلامك في محله، سابقا كان هناك أساتذة في الرياضة يعملون بجد و إتقان ، و كانت عندهم الرغبة في العمل كونهم كانوا ممارسين لكرة اليد ، و أكملوا تكوينهم على مستوى المعاهد و الجامعات و عملوا على تزويد الفرق باللاعبين الموهوبين انطلاقا من المدرسة وصولا للنوادي إلى غاية المنتخب الوطني. وكنا نقوم بعميلة الانتقاء على مستوى المتوسطات والابتدائيات، ولكن حاليا أصبحنا لا نرى ذلك النشاط على مستوى المدارس لعديد الأسباب منها عزوف الشباب عن ممارسة الرياضة بصفة عامة، زيادة على فشل مبادرة الدولة في إنشاء الأقسام الرياضية، وأحمل المسؤولية لمدراء المؤسسات ومدراء التربية والتعليم الذين لم يساهموا في إنجاح هاته المبادرة”.

ما رأيك في قضية استكمال الموسم الرياضي، هل تؤيد أم تعارض الفكرة؟

“في ظل الوضع الراهن و ما فيه من مخاطر على الصحة العامة و الرياضيين خاصة أرى أن أرواح الناس أولى من الممارسة الرياضية ،و لكن الأمر المؤسف أن هذا الوباء كشف حقيقة مستوانا في ما يخص إمكانيات النوادي و الهياكل الرياضية و أستبعد فكرة عودة المنافسة في الوقت الحالي ،و لكن حسب تصريح رئيس فدرالية كرة اليد السيد “لعبان” صرح على عزم السلطات استكمال الموسم في شهر سبتمبر بحول الله”.

نالت الجزائر بطولة إفريقيا لآخر مرة، إلا أن ذلك لم يغير من واقع كرة اليد الجزائرية التي عرفت سقوطا حرا وصرنا نغيب عن بطولات العالم، ما السبيل لإرجاع هيبة الكرة الصغيرة الجزائرية في رأيك؟

“لا يمكن أن نجعل من نيل بطولة إفريقيا الشجرة التي تغطي الغابة، نظرا للتراجع الكبير للأندية على مستوى التكوين و اعتماد غالبية الأندية على استيراد اللاعبين و انشغال بعض رؤساء الفرق في البزنسة و المتاجرة باللاعبين، و إهمال التكوين و الفئات الصغرى .و لكن هناك أمل في تغير الوضع خاصة مع تألق الفريق الوطني في بطولة إفريقيا الأخيرة شهر جانفي بتونس بقيادة المدرب “آلان بورت” ، و نأمل خيرا في العهدة الأولمبية الجديدة القادمة بعد رفع الحجر إن شاء الله”.

نترك لك المجال لتختم هذا الحوار الشيق؟

“سعدت كثيرا بهذه الاستضافة ، و أتمنى لجريدتكم المميزة النجاح الدائم كما أرجو من الله عز و جل أن يزيح عنا هذا الغبن و نعود لحياتنا العادية .كما أشكر كل من يساندني سواء عائلة مولودية سيق أو أعضاء نادي أولمبيك المحمدية كما أوجه التحية لكل لاعبي مولودية سيق الذين اشتقت إليهم و تحياتي لكل المدربين و شكرا مرة أخرى لكم”.

حاوره: سنينة مختار

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى