في تصريحات حصرية خصت بها جريدة ” بولا ” تحدثت خالة اللاعب نبيل فقير السيدة بختة رمضاني عن سبب رفض الدولي الفرنسي حمل قميص الخضر قبل خمس سنوات، كما قصت علينا بداياتها في هذه رياضة الزوارق الشراعية، والسر في محافظتها على لياقتها البدنية طوال حياتها رغم بلوغها 68 سنة، فضلا عن أمور أخرى ستتابعونها في هذا الحوار …
بداية هل لك أن تعودي بنا إلى الماضي وتكشفي لنا سبب تراجع فقير في آخر لحظة عن اللعب للخضر؟
“في حقيقة الأمر لقد غضبنا كثيراً من انضمام نبيل للمنتخب الفرنسي، كنا ننتظر أن يمثل منتخب الجزائر، وبعدما حصل اتصلت بوالد نبيل وقلت له بأنه أساء للجزائر وللعائلة التي قدمت 7 شهداء خلال الثورة التحريرية ضد المستعمر الفرنسي، لكن والده هو من قام بتحريض ابنه على عدم اللعب للجزائر، وعندما سألته عن السبب قال لي بصريح العبارة: “وماذا سيستفيد من اللعب للجزائر، فرنسا أفضل وقيمته ستكون مرتفعة هنا”. أؤكد لكم بأن والده محمد كان وراء كل شيء، نبيل كان على وشك اللعب للجزائر، لقد قلت له بأن العائلة كلها ترى بأن تمثيل العلم الجزائري أهم من كل شيء لكن الوالد أفسد كل شيء بسبب جشعة “.
هل صحيح ما يقال حول والد اللاعب وقضية حرق منزله؟
“طبعا وأنا أؤكد لكم ذلك وعلى الجزائريين أن يعرفوا حقيقة ما حصل في قضية نبيل فقير، عليهم أن يعلموا بأن والده كان وراء كل شيء خاصة الحريق الذي أتى على المنزل والسيارة، كان يريد تشويه صورة الجزائريين والعرب باتهامه لهم بإشعال الحريق الذي كاد أن يأتي على الحي بأكمله ويخلّف ضحايا، لولا أن هرع بعض السكان لإغلاق قنوات الغاز”.
وكيف هي علاقتك مع عائلة فقير حاليا؟
“قبل الحديث عن ذلك، تصوّروا أن والد نبيل أقحم الأخير في خلافنا العائلي، لقد طلب من عم اللاعب مساعدته للتخلص مني مقابل منحه مبلغاً كبيراً من المال، لقد أخبره بأن نبيل ينال أجرا كبيرا في فريقه وبإمكانه الحصول على ما يريد من المال لأجل التخلص مني، واضطررت لقطع علاقتي مع العائلة كلها خوفاً على حياتي”.
لنتحدث الآن عن الحاضر وبداية عرفينا عن رياضة الزوارق الشراعية وكيفية ممارستها؟
“هي رياضة صعبة نوعا ما ولإتقانها تحتاج الممارسة الكثيرة والصبر والوقت كذلك، أصعب ما فيها هو تعلم الوقوف على الخشبة المسطحة وكيفية إمساك الشراع، وهي أهم تمارين وذلك يحتاج لثلاثة أشهر على الأقل ويكون في مسافة قريبة من الشاطئ، أجمل ما في هذه الرياضة أنها لا تحتاج إلى عمر محدد، لكن ما تحتاج إليه هو قوة الصبر ومحبة التعلم، هي رياضة عالمية لكن لاحظت أن الإقبال عليها ضعيف، فهي شبه منعدمة أو يمكن القول أنها نادرة في الجزائر يعزف الناس عنها لغلاء معداتها، فرغم طول الشريط الساحلي الجزائري وكذا مناخها الرائع إلا أننا لا نجد أندية لممارستها”.
كيف كانت بداياتك في ممارسة هذه الرياضة؟
“قبل أن أتوجه إلى هذه الرياضة كنت أمارس الكراتي والملاكمة وكذا رياضة الركض منذ الصغر، فقد كنت أحب الرياضة، وبعد أن انتقلت للعيش في فرنسا مع زوجي كنت آخذ أبنائي إلى المدرسة وأتجه إلى قاعات الرياضة لأمارس الكاراتي والملاكمة، وحتى لما بدأت العمل كنت بعد يوم شاق أمر على ناد رياضي أو قاعة لأمارس الرياضة، كنت ماهرة جدا في الملاكمة والكاراتي ومارستهما لمدة 30 سنة، أما بدايتي مع رياضة الزوارق الشراعية فكانت حين سافرت إلى تونس للسياحة… كان عمري آنذاك 25 سنة، أعجبتني هذه الرياضة كثيرا وأحببتها، كان هناك ناد لتعليم هذه الرياضة في جزيرة جربة تدربت فيه لمدة من الزمن، بعد أن مارستها زاد إعجابي بها وتوجهت إلى جزر الكاريبي وبالضبط إلى جزيرة سامارتا، فهي جزيرة صغيرة بعيدة عن مدينة ميامي الأمريكية بـ 300 كلم، بقيت هناك لمدة 6 أشهر واشتريت منزلا في الجزيرة، وبقيت لسنوات على هذه الوتيرة بين فرنسا وسامارتا، كنت أنتقل بين بلدان العالم لممارسة هذه الرياضة، وبعد جزر الكاريبي انتقلت إلى الرأس الأخضر، وهناك أعجبني المكان كثيرا وكان من السهل التنقل واستقريت هناك، وبعد غياب دام 30 سنة أو أكثر عدت إلى الجزائر لأغراض إدارية وأعجبني الهواء هنا، تركت فرنسا وعدت منذ قرابة سنة، من هنا يسهل علي التنقل إلى الرأس الأخضر وكذا فرنسا والهواء جميل جدا هنا”.
هل شاركت في منافسات في هذه الرياضة وما هي أبرز مشاركة خلدتها ذاكرتك؟
“نعم، شاركت وكانت منافسات صغيرة، لكن لم تكن كثيرة بسبب عملي، شاركت في مسابقة عالمية واحدة كانت في 2008، وهي أكثر مشاركة بقيت خالدة في ذاكرتي، شاركت في مسابقة السرعة بالزوارق الشراعية وتحصلت على المرتبة الخامسة في نفس المنافسة والتي أقيمت في جزيرة بالرأس الأخضر، كانت المشاركة مختلطة وكان أغلب المشاركين رجالا، وبعدها لم أعد أستطيع المشاركة بسبب عملي، فقد كنت أترك محلي دون أن أطمئن عليه لأشهر، وكذا أولادي الذين كنت أغيب عنهم كثيرا”.
ما هي مشاريعك في الجزائر؟
“جئت إلى الجزائر منذ سنة بعد غياب طويل وأعجبتني كثيرا، وجدت أني يمكن أن أمارس الرياضة التي أحب ، وفكرت في نقل خبرتي إلى الشباب، الرياضة تمنع الشباب من التوجه إلى المخدرات والآفات الاجتماعية، ولذلك توجهت إلى السلطات المعنية بمشروع إنشاء ناد لتعليم هذه الرياضة، منها توفير الوسائل اللازمة للشباب لتعليمهم، وقد وهبت نفسي لهذا وبدون أجر لكن في أطر قانونية، لا أستطيع التعليم تحت مسؤوليتي الخاصة فهي رياضة خطيرة ويجب أن يكون هناك دعم، وأتوجه من منبركم هذا إلى وزير الشباب والرياضة والسلطات المحلية لمساعدتي على إنشاء هذا النادي لتعليم هذه الرياضة والنهوض بجيل رياضي بعيد عن الآفات الاجتماعية، والرياضيون نخبة يمكن أن يحملوا المشعل ويمثلوا الجزائر أحسن تمثيل، لكن هذا يتطلب معدات غالية الثمن”.
كيف قضيت شهر رمضان في ظل فترة الحجر الصحي؟
“كنت أذهب يوميا إلى البحر أمارس هذه الرياضة في أي وقت، وأتمرن لمدة لا تقل عن 4 ساعات يوميا في شهر رمضان، كنت أحب أن أتمرن قبل الإفطار مباشرة، كنت أقوم بأنشطة أخرى مثل المشي في الجبال واستكشاف الطبيعة والأودية هناك، وهكذا قضيت فترة الحجر الصحي وقد استمتعت بهذا الروتين اليومي”.
كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار…
“أولا أشكركم على العمل الذي تقومون به وأتمنى لكم المزيد من النجاح، كما أجدد رسالتي لوزير الشباب والرياضة والسلطات المحلية لمساعدتي على تجسيد مشروعي الذي أؤكد مرة أخرى أنه سيكون مجانا ومن أجل الجزائر، فرغبتي كبيرة في إفادة أبناء بلدي ولن أبخل بشيء لجعل هذه الرياضة شعبية “.
حاورها: نور الدين عطية