برابح عبد النور (رئيس شباب حاسي بن عقبة): “تنتظرنا تحديات كبيرة”
في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه أندية كرة القدم الجزائرية، سواء على مستوى التسيير أو الإمكانيات، نجد أن هناك شباباً طموحين يحملون على عاتقهم مسؤولية تطوير الأندية الصغيرة ورفع مستواها. من هؤلاء الشباب، برز اسم برابح عبد النور. جريدة بولا كانت قد إستضافت أصغر رئيس نادي كرة قدم في الجزائر، والذي يقود فريق شباب حاسي بن عقبة بعزيمة لا تقهر. برغم صغر سنه، فقد أظهر شغفاً كبيراً للعبة وسعى إلى وضع أسس قوية لتطوير فريقه، خاصة في ما يتعلق بالفئات الشبانية. في هذا الحوار، يفتح لنا برابح عبد النور قلبه ليشاركنا رحلته وأهدافه والتحديات التي تواجهه في مسيرته كأصغر رئيس نادي في الجزائر.
بدايةً، هل يمكن أن تعرفنا بنفسك وكيف كانت بدايتك مع كرة القدم؟
“إسمي برابح عبد النور، عمري 28 سنة، رئيس لفريق شباب حاسي بن عقبة، وهو فريق يقع في بلدية حاسي بن عقبة. منذ الصغر كنت مولعاً بكرة القدم، وبدأت بممارستها كهواية منذ أن كنت في صنف الأشبال. خلال تلك الفترة، كنت أحلم بأن أصبح لاعبًا محترفًا في القسم الأول. للأسف، لم يحالفني الحظ في هذا المجال على الرغم من الموهبة التي كنت أمتلكها، لكن هذا لم يثنيني عن حب اللعبة ورغبتي في المساهمة فيها بطرق أخرى.”
من أين جاءتك فكرة أن تصبح رئيسا للفريق في هذه السن المبكر؟
“أن تصبح رئيسًا لفريق كرة قدم ليس بالأمر السهل، خاصة في سن صغير. ولكن، ما دفعني إلى تولي هذا الدور هو الشغف الكبير الذي أكنه لكرة القدم منذ الصغر. كنت دائمًا أحلم بأن أكون جزءًا من عالم الكرة، سواء كلاعب أو كمسير. عندما أتيحت لي الفرصة لأكون رئيسًا لفريق شباب حاسي بن عقبة، لم أتردد. شعرت بشعور رائع وتحدٍ كبير في نفس الوقت. أعتقد أنني أستطيع أن أكون رئيسًا ناجحًا بفضل العمل الجاد وتضافر الجهود مع الفريق والإدارة.”
ما هي الأهداف الرئيسية التي تسعى لتحقيقها كرئيس للفريق؟
“هدفي الأكبر هو بناء قاعدة قوية للفئات الشبانية داخل الفريق. هذه الفئات هي المستقبل، وأعتقد أن الاستثمار فيها هو الطريق الوحيد لبناء فريق قوي ومستدام. أعمل على توفير مؤطرين ومدربين ذوي كفاءة عالية في كل الفئات السنية، كما أسعى لتأمين كل الإمكانيات اللازمة لهذه الفئات، سواء من حيث المعدات أو من حيث الدعم الفني. أرى أن الفئات الشبانية تمثل خزان الفريق الأساسي، ومن هنا نبدأ العمل على تحقيق الأهداف الكبرى.”
كيف كانت تحضيراتكم للموسم الجديد؟
“بداية التحضيرات كانت مشجعة. من الناحية الإدارية، الرئيس السابق بن علي جمال قدم لنا دعماً كبيراً، حيث وفر جميع الإمكانيات الضرورية من كرات وعتاد، وما زال إلى اليوم يقف بجانبي ويدعمني في كل صغيرة وكبيرة، كونه أقدم رئيس في النادي وذو خبرة واسعة في المجال. أما من الناحية الفنية، فالمدرب ڨليل أمين والمحضر البدني حماني يعملون بجد واجتهاد مع المجموعة. اللاعبون أظهروا تجاوباً كبيراً معهم، وهذا يعطينا دفعة معنوية كبيرة.”
هل تواجهون صعوبات في الجانب المالي؟
“نعم، للأسف، ما زلنا نواجه تحديات كبيرة من ناحية التمويل. حتى الآن، الداعم الوحيد الذي قدم لنا المساعدة هو كريم أحراط، صاحب شركة الترصيص الصحي ‘الصباح’. نوجه له شكرًا كبيرًا على دعمه، لكن بالتأكيد نحتاج إلى المزيد من الدعم، خاصة وأن بلدية حاسي بن عقبة تحتوي على العديد من الشركات التي يمكن أن تكون داعمة للفريق. من هذا المنبر، أوجه رسالة إلى رئيس البلدية والمسؤولين المحليين لفتح باب التعاون مع هذه الشركات لتقديم الدعم المالي اللازم للنادي.”
من هي الشخصية التي تعتبرها قدوة لك في التسيير الرياضي؟
“قدوتي هو رئيس فريق أولمبي أقبو. هذا الشخص أثبت احترافية كبيرة في مجال التسيير، وأعتبره نموذجًا يحتذى به في كيفية إدارة الأندية بطريقة احترافية وناجحة. أطمح لأن أصل إلى مستواه في تسيير الفريق وتحقيق نتائج مميزة.”
كيف ترى مستوى التسيير في الأقسام السفلى لكرة القدم الجزائرية؟
“مستوى التسيير في الأقسام السفلى يحتاج إلى تحسين كبير. نواجه العديد من التحديات، أبرزها نقص الإمكانيات والتكوين. التسيير الجيد يحتاج إلى موارد، سواء مادية أو بشرية، ويجب أن نعمل على تشكيل فريق قوي من الإداريين والمدربين إذا كنا نرغب في تحقيق الصعود. أرى أن الكرة الجزائرية، وخاصة في الأقسام السفلى، لديها إمكانيات كبيرة لكنها تحتاج إلى تطوير وإدارة أفضل.”
ما هي رسالتك إلى جماهير شباب حاسي بن عقبة؟
“رسالتي إلى جمهور الفريق وجميع سكان بلدية حاسي بن عقبة هي أن يقفوا إلى جانبنا. نحن نحتاج دعمهم في كل خطوة نخطوها. الجمهور هو اللاعب رقم 12، وتواجدهم في المباريات مهم جدًا لدفع اللاعبين إلى تقديم الأفضل. أطلب من الجميع أن لا يبخلوا علينا بحضورهم وتشجيعهم، خاصة في هذا الموسم الذي نتطلع فيه إلى تحقيق نتائج إيجابية.”
حاوره: نبيل شيخي