حوارات

برحو حسام (لاعب وفاق بئر الجير لأقل من19سنة): “أطمح لإرتداء قميص المنتخب الوطني”

في عالم كرة القدم، لا يُقاس الطموح بالعمر، بل بالإرادة والإصرار على النجاح. من مدينة وهران، حيث تنبض الشوارع بحب المستديرة، يبرز نجم شاب اسمه برحو حسام. لاعب متنوع المراكز، موهوب وصاحب رؤية داخل الميدان، لا يكتفي بتسجيل الأهداف، بل يصنعها أيضًا بذكاء واضح ولمسة فنية عالية. في هذا الحوار المطول، نغوص في أعماق مسيرته، نقترب من طموحاته، ونتعرف على مسيرته بكل تفاصيلها.

من هو برحو حسام؟

“أنا برحو حسام، من مواليد 9 أوت سنة 2007 في مدينة وهران، طالب في السنة الثانية ثانوي تخصص تسيير واقتصاد. منذ صغري وأنا مرتبط بكرة القدم، ليس كهواية فقط، بل كشغف حقيقي. أعتبرها جزءًا من شخصيتي وهويتي، وأقضي معظم وقتي في التفكير في كيفية تطوير مستواي والاقتراب أكثر من الحلم الذي أراوده كل يوم.”

في أي فئة تلعب، وما هو منصبك في الفريق؟

“ألعب حاليًا ضمن صفوف وفاق بير الجير، في فئة أقل من 19 سنة. وبفضل مرونتي البدنية والتكتيكية، أُوَظَّف في عدّة مناصب: أحيانًا كلاعب وسط ميدان، وأحيانًا أخرى كجناح أيمن أو أيسر، وأيضًا كظهير حسب الخطة. أحبّ هذا التنوع لأنه يعطيني رؤية شاملة للّعب ويزيد من قيمتي كعنصر فعال داخل الفريق.”

حدثنا عن الأندية التي لعبت فيها منذ بداياتك…

“بدايتي كانت متواضعة كباقي اللاعبين، في فرق الأحياء ثم انتقلت إلى فريق أمال شوبو حيث تعلمت أساسيات الانضباط والعمل الجماعي. بعدها مررت بعدة فرق مثل جمعية عزوز ، كوكب وهران ، أبطال حي الياسمين وأخيرًا استقر بي المقام في وفاق بير الجير. كل محطة كانت بمثابة تجربة تعلمت منها الكثير، سواء على المستوى الفني أو الشخصي.”

من هم المدربون الذين ساهموا في تكوينك؟

“مررت بعدة مدربين، وكل واحد منهم ترك بصمته الخاصة في طريقتي كلاعب. المدرب مجيد بلعطية علّمني أهمية الانضباط الذهني، والمدرب رضوان ساعدني على تحسين قراءتي للّعب، أما الكوتش هواري فكان له دور كبير في تحسين لياقتي البدنية. أيضًا أشكر المدربين هشام، عبد الله، ومودن، الذين آمنوا بقدراتي ومنحوني الفرصة لأبرز ما لديّ.”

ما هي أصعب مباراة لعبتها لحد الآن؟

“لم أخض مباراة أعتبرها الأصعب بمعناها الكلاسيكي، لكن أحيانًا تكون هناك مباريات نعيش فيها ضغطًا نفسيًا كبيرًا. ولكن بفضل التحضير الذهني والروح القتالية، أتعامل مع كل مباراة وكأنها نهائي، وهذا ما يجعلني دائمًا في أتم الجاهزية.”

كم هدفًا سجلت هذا الموسم؟

“سجلت هذا الموسم 8 أهداف، والجميل فيها أن أغلبها جاء في لحظات حاسمة. لا أركّز فقط على التسجيل، لكن عندما تأتي الفرصة، أحرص على استغلالها بأفضل طريقة ممكنة.”

وكم عدد التمريرات الحاسمة؟

“قدمت 17 تمريرة حاسمة هذا الموسم، وهذا الرقم أفتخر به كثيرًا، لأنه يدل على أنني لا ألعب بأنانية، وأفكر دائمًا في الفريق أولاً. أحيانًا صناعة الهدف تكون أجمل من تسجيله.”

ما هي أكبر صعوبة واجهتها في مشوارك الكروي؟

“من أصعب التحديات التي واجهتها هو تغيّر المدربين المتكرر خلال موسم واحد، وهذا الأمر خلق نوعًا من عدم الاستقرار داخل الفريق. كل مدرب يأتي بفلسفة جديدة وطريقة لعب مختلفة، وهذا يشتت أحيانًا تركيز اللاعب. كما أن غياب الثقة المستمرة بين الطاقم واللاعب يؤثر سلبيًا على أدائنا داخل الميدان.”

من يقف إلى جانبك ويدعمك في مشوارك الرياضي؟

“لا يمكنني أن أتحدث عن مسيرتي دون أن أذكر فضل والديّ. والدي هو أول من آمن بموهبتي، ووالدتي لم تبخل عليّ بالدعم المعنوي. كما أن أصدقائي المقربين دائمًا ما يشجعونني ويحفزونني على التطور، ولا أنسى زملائي في الفريق الذين أتعلم منهم وأتقاسم معهم كل لحظة في الميدان.”

ما هي أجمل ذكرى تحتفظ بها في عالم كرة القدم؟

“الذكرى الأجمل بالنسبة لي كانت يوم فزنا بلقب البطولة الجهوية. كان شعورًا لا يوصف، لأننا عملنا طيلة الموسم بجهد وتعب، وعشنا لحظات صعبة، لكننا تمكّنا من التتويج في النهاية، واحتفلنا كعائلة واحدة، وهذا ما يجعلها لحظة محفورة في قلبي.”

وما هي الذكرى الحزينة التي لا تنساها؟

“خسارة نهائي كأس الرابطة كانت لحظة مؤلمة. كنا قريبين جدًا من اللقب، لعبنا بروح عالية، لكن بعض الأخطاء كلفتنا المباراة. لم أنم تلك الليلة من شدة الحزن، لكن تعلمت منها أن كرة القدم يوم لك ويوم عليك.”

من هو فريقك المفضل في الجزائر؟

“مولودية وهران هو فريقي المفضل منذ الطفولة. تربيت على مشاهدة مبارياته، وأحب أجواء أنصاره الذين يصنعون الفارق. أحلم بأن أحمل قميص هذا النادي وأساهم في عودته لمنصات التتويج.”

ومن هو فريقك المفضل عالميًا؟

“أنا من عشاق برشلونة، أحب أسلوب لعبه الجماعي، والتحكم في الكرة، والمهارات الفردية التي تجذب كل متابع حقيقي للكرة.”

من هو اللاعب الذي تتابعه بإعجاب في البطولة الوطنية؟

“أتابع اللاعب بولبينة، لأنه يتميز بالثقة العالية والهدوء في اللعب. هو من اللاعبين الذين يقدمون الإضافة على أرضية الميدان بطريقة راقية، ويُعد قدوة لأي لاعب شاب.”

ومن هو قدوتك عالميًا؟

“من دون شك، ليونيل ميسي هو قدوتي في كرة القدم. لاعب متكامل، يجمع بين الأخلاق العالية، التواضع، والموهبة الخارقة. أتعلم منه كيف أتعامل مع الكرة وكيف أواجه التحديات بصمت وثقة.”

هل تلقيت عروضًا من أندية أخرى؟

“لحد الآن لم أتلق عروضًا مباشرة من فرق أخرى، لكني أؤمن أن الفرصة ستأتي إذا واصلت العمل الجاد والتألق في كل مباراة. كل ما أتمناه هو أن تكون الفرص القادمة في الوقت المناسب ومن فرق تناسب طموحاتي.”

ما هو طموحك في المستقبل؟

“هدفي الأساسي هو أن ألعب في فرق كبيرة، سواء داخل الجزائر أو خارجها، وأن أتمكن من تمثيل المنتخب الوطني الجزائري في المحافل الدولية. أؤمن أن الحلم لا حدود له، وأن الطريق إلى القمة يبدأ بالاجتهاد والتضحية.”

كلمة أخيرة…

“أشكر جريدة بولا أولا و شكرا لكل من ساندني منذ بدايتي، وأعد الجميع أنني سأواصل العمل دون كلل لتحقيق أحلامي. أتمنى النجاح في مسيرتي الكروية، وأن أحقق كل الألقاب الممكنة. الرسالة التي أوجهها لكل شاب يحب كرة القدم: آمن بحلمك، وثابر، وستصل يومًا ما.”

حاوره: سنينة. م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى