بزايد ريان (لاعب النبلاء وهران لأقل من 15سنة): “مدربي هو مثلي الأعلى و سأسير على خطاه”

من ملاعب الأحياء إلى ملاعب المنافسات، هناك دوماً لاعب يخبّئ في قدميه موهبة لا تُقدّر بثمن، وفي قلبه حلم لا يهدأ. بزايد ريان، مواليد 2010، وسط ميدان هجومي في فئة أقل من 15 سنة لفريق النبلاء، يحمل الحلم الكبير في قلب صغير، لكن بإصرار الكبار وطموح لا يعرف التراجع. التقيناه في هذا الحوار الصحفي لنكتشف معه أسرار الشغف، الألم، الأمل، والهدف الذي يسعى إليه بكل قوة.
من هو بزايد ريان؟
“أنا بزايد ريان، وُلدت سنة 2010 وأدرس حالياً في السنة الثالثة متوسط.عالمي الحقيقي هو كرة القدم. منذ أن كنت صغيراً، وجدت نفسي أركض وراء الكرة أكثر مما أركض وراء الألعاب الأخرى. هي ليست مجرد رياضة بالنسبة لي، بل طريقة حياة.”
متى بدأت علاقتك مع كرة القدم، وكيف تطورت؟
“بدايتي كانت مثل كثير من الأطفال، في الأزقة والأحياء. لكنني شعرت أنني مختلف، أنني أملك شيئاً ما مميزاً في لمس الكرة وتمريرها. التحقت بفريق رائد وهران، وهناك بدأت أولى خطواتي الحقيقية. بعدها انضممت إلى فريق النبلاء، الذي أعتبره مدرستي الثانية.”
ما المنصب الذي تلعب فيه؟ ولماذا تفضله؟
“ألعب كوسط ميدان هجومي، لأنه المكان الذي أستطيع فيه التعبير عن نفسي بحرية، وصناعة اللعب، وخلق الفارق. أحب أن أكون صانع الفرحة في الفريق، اللاعب الذي يمرر قبل أن يُسجل، الذي يفكر قبل أن يتحرك.”
من هم المدربون الذين تركوا بصمة في مسيرتك؟
“المدرب حمزة بن حدادة كان أول من آمن بقدرتي، وعلّمني الأساسيات باحترافية. ثم جاء المدرب داود سفيان، الذي منحني الثقة، ورفع من مستواي الذهني والبدني. كل مدرب مررت عنده أضاف لي شيئاً، وأنا ممتن للجميع.”
ما هي أصعب مباراة لعبتها؟ ولماذا؟
“كانت المباراة النهائية ضد مولودية وهران. شعرت خلالها بحجم التحدي. كنا نلعب من أجل اللقب، وكان قلبي يخفق بشدة. رغم صعوبة اللقاء، كانت تجربة علمتني كيف أكون قوياً تحت الضغط.”
ما هي أجمل لحظة في مسيرتك إلى حد الآن؟
“حين تم اختياري كأفضل لاعب في ملعب زبانة، شعرت بأنني أطير فرحاً. أن تلمع في ملعب عريق مثل زبانة، أمام أسماء كثيرة ومنافسين كبار، ذلك فخر لا يُنسى. تلك اللحظة جعلتني أؤمن أكثر بقدرتي.”
وما هي أسوأ ذكرى مررت بها في كرة القدم؟
“الخسارة أمام رائد غرب وهران في نصف نهائي البلاي أوف الجهوي. كنا قريبين جداً من النهائي، لكن الحظ لم يكن معنا و هناك أمور غير رياضية كانت سببا في اقصائنا ،بكيت كثيراً بعدها، ليس لأننا خسرنا فقط، بل لأنني شعرت أننا لم نكافأ على مجهود موسم كامل.”
من هو الشخص الذي يدعمك في مشوارك؟
“أخي هو سندي الأول. هو من يشجعني دائماً، من يُرافقني في التدريبات، ويُقدّم لي النصائح. يؤمن بي أكثر من نفسي أحياناً، وهذا ما يجعلني أقاتل كل يوم لأبرهن له أن دعمه لم يذهب سُدى.”
ما هو الفريق الذي تحبه في الجزائر؟
“بدون تردد: مولودية وهران. أرى فيها التاريخ والعراقة والانتماء. أحلم أن أرتدي قميصها يوماً ما، وأن أرفع رأسها في المنافسات الكبرى.”
ومن الفريق الذي تشجعه عالمياً؟
“برشلونة هو فريقي المفضل في العالم. أحب أسلوب لعبهم الجماعي، والتيكي تاكا التي تشبه رقص الكرة، وأسطورة مثل ميسي جعلتني أعشق كل تمريرة وكل هدف.”
ما هو طموحك في عالم كرة القدم؟
“أحلم أن أصبح من أفضل اللاعبين في العالم. أعلم أن الطريق طويل، لكني مستعد للتضحية، للتعلم، للركض كل يوم خطوة جديدة نحو الحلم. أريد أن أترك بصمتي، أن أصبح قدوة لأطفال اليوم.”
كيف تصف علاقتك بمدربك الحالي داود سفيان؟
“علاقتي به تتجاوز حدود اللاعب والمدرب، لأنه يمثل لي نموذجاً حقيقياً للاعب المحترف والمجتهد. أستمع لكل توجيهاته باهتمام كبير، لأنني أعلم أنه لا يتحدث من فراغ، بل من تجربة طويلة ومعايشة حقيقية للمستوى العالي. هو لا يكتفي بتعليمنا كيف نلعب، بل كيف نفكر، كيف نتصرف، كيف نحترم القميص. يزرع فينا روح الانضباط والثقة، ويشاركنا الكثير من القصص الواقعية التي عاشها كلاعب، فتكون محفزة جداً لنا.”
ما الذي يميّز طريقة عمل مدربك، وما الذي تعلمته منه شخصياً؟
“أكثر ما يميّزه هو الصرامة مع العدل. لا يُجامل أحداً، وكل لاعب يأخذ فرصته على أساس العمل والالتزام، لا على الاسم أو العلاقات. يملك رؤية تكتيكية قوية جداً، ويُحسن قراءة الخصم وتوجيهنا في الملعب. شخصياً، تعلمت منه كيف أتحكم في نفسي تحت الضغط، وكيف أتعامل مع كل مباراة كأنها نهائي. وجوده معنا كنجم سابق يمنحنا دافعاً إضافياً، لأننا نؤمن أن من سار على دربه قد يصل بدوره إلى القمة.”
كيف تنظر إلى مستقبلك الدراسي؟
“الدراسة مهمة جداً. أحاول التوفيق بينها وبين الكرة. النجاح لا يأتي من موهبة فقط، بل من عقل منظم وواعي. الكرة قد تتوقف في لحظة، لكن العلم يبقى سنداً دائماً.”
كلمة أخيرة…
“أشكر كل من علمني حرفاً في كرة القدم، لأنهم أعطوني مفتاح حياة حقيقي. أعشق هذه الرياضة بصمت، وأؤمن أن التشجيع وحده لا يكفي. الآن حان وقت اللعب بحماس، بطموح، وبقلب لا يعرف الاستسلام. الطريق أمامي طويل لكنني ماضٍ فيه بثقة.”
حاوره: سنينة. م