بطولة إفريقيا إناث لأقل من 17 و 19 سنة … الجزائر تحتضن العرس الإفريقي لكرة اليد

كانت قاعة مركب ميلود هدفي بوهران على موعد مع ليلة استثنائية، جمعت بين الفن والرياضة والدبلوماسية، خلال حفل افتتاح البطولة الأفريقية لكرة اليد إناث (شابات وناشئات). الحفل، الذي حضره ممثلو السلطات الجزائرية إلى جانب كبار مسؤولي الاتحادية والكونفدرالية الأفريقية، اتسم بمزيج من العروض الفنية الباهرة والتصريحات الرسمية القوية، ليعكس بوضوح صورة الجزائر كحاضنة للأحداث القارية الكبرى، ويجسد وحدة القارة السمراء عبر الرياضة.
منذ الدقائق الأولى للافتتاح، شدّت العروض الفنية أنظار الحاضرين. الفرقة النحاسية أبدعت في عزف مقطوعات احتفالية رسمت أجواء مهيبة في القاعة، تلتها لوحات استعراضية مبهرة قدمتها الكشافة الإسلامية الجزائرية بأناشيد وطنية وأهازيج شبابية أضفت مسحة من الحماس الوطني. أما فرقة التحدي فقدمت حركات جماعية متناغمة جسدت روح العمل الجماعي والإصرار، في حين أبهرت فرقة وهران الحضور بوصلة تراثية استحضرت عمق الثقافة الوهرانية، من الإيقاعات الحوزية إلى الأغاني الشعبية التي أعادت إلى الأذهان صورة “الباهية” كعاصمة للفن والرياضة معاً. هذه الفقرات لم تكن مجرد استعراضات، بل كانت تعبيراً عن التلاقي الثقافي الجزائري – الأفريقي.
فكما جمعت البطولة وفود 11 دولة من مختلف أنحاء القارة، جاءت العروض لتقول إن الرياضة والفن معاً قادران على تجاوز الحدود وصنع فضاءات للتعارف والتآخي.
وهران… قبلة رياضية إفريقية بإمتياز
بفضل هذا الحفل المبهر، أثبتت وهران مرة أخرى أنها ليست مجرد مدينة ساحلية ذات إرث ثقافي، بل قبلة رياضية أفريقية بامتياز. المدينة التي تألقت في تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط، عادت لتؤكد جاهزيتها واحترافيتها في احتضان التظاهرات الكبرى، مدعومة ببنى تحتية حديثة وروح تنظيمية عالية. الافتتاح لم يكن مناسبة محلية فقط، بل محطة قارية جمعت تحت سقف واحد 11 منتخباً: مصر، تونس، كوت ديفوار، الكونغو الديمقراطية، بوركينا فاسو، زامبيا، مالي، كينيا، غينيا، أنغولا، إضافة إلى الجزائر البلد المنظم. هذا التنوع الجغرافي منح البطولة بعداً قارياً خالصاً، وجعل من وهران عاصمة أفريقية مصغرة، حيث امتزجت الألوان والرايات في أجواء من الفرح المشترك.
وراء جمال العروض وحيوية الكلمات، كان التنظيم محكماً بفضل جهود مشتركة. مصالح الأمن الوطني كانت حاضرة بقوة لتأمين كل جوانب القاعة ومحيطها، في حين سخرت الحماية المدنية فرقاً كاملة للتدخل عند الحاجة. كما تواجد الطاقم الطبي لمتابعة الحالة الصحية للمشاركين والجماهير، ما منح الجميع إحساساً بالاطمئنان.
مصطفى خليفاوي / نبيل شيخي