الأولىتحقيقات وروبورتاجات

بعد نتائج مونديال مصر…. لعبان “الراضي الوحيد” عن حصيلة الخضر 

يبدو أن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد الحبيب لعبان هو الراضي الوحيد عن نتائج المنتخب الوطني لكرة اليد المحققة في البطولة العالمية لمصر 2021، و هذا بعد احتلال الخضر للمرتبة 22 من أصل مشاركة 32 منتخباً لأول مرة في تاريخ المنافسة، و رغم أن كل عشاق الكرة الصغيرة في الجزائري غير راضون عما حققه الخضر في مصر بغض النظر عن كل السوابق التي كانت قبل شد الرحال نحو أرض الكنانة للمشاركة في المونديال، إلا أن ما يثير الاشمئزاز ليس المرتبة التي احتلها الخضر في مصر بقدر البهرجة الاعلامية التي يقوم بها رئيس الاتحاد الجزائري لكرة اليد واصفاً ما حققه الخضر بالإنجاز، متغنياً بالمرتبة الثانية و العشرين التي تليق بتاريخ كرة اليد الجزائرية و لا بالمواهب التي تتمتع الجزائر في كرة اليد.

التنقل من بلاطو لآخر لتبرير الفشل 

و لتبرير الفشل الذريع في هذه المنافسة، يطل الحبيب لعبان من يوم الى آخر و في بعض المرات عدة مرات في اليوم الواحد في عديد البلاطوهات التلفزيونية ، من أجل التغني بالمرتبة الثانية و العشرين و التي تعتبر تحصيل حاصل لما حدث قبل هذه الدورة، التي حضرت لها مختلف المنتخبات العالمية منذ الفراغ من المونديال الفارط، إلا أننا لا نزال نرى كل يوم خرجات لعبان في وسائل الإعلام للحديث عن دورة مصر، بل حتى أسلوبه في الحديث بات مستفزاً لعشاق كرة اليد الجزائرية التي من غير المعقول أن ترضى بفوز ضئيل على المنتخب المغربي الشقيق بالموازاة مع خسارة باقي المباريات في هذا المونديال.

غبنا لنسختين لنعود بتقدم بمرتبتين فقط 

و بعد غياب المنتخب الوطني الجزائري عن المشاركة في بطولة العالم لنسختين متتاليتين ( قطر 2015 و الدانمارك و ألمانيا 2019)، و بعد تحقيق المرتبة الأخيرة في آخر مشاركة مونديالية، كان الجميع يمني النفس بعودة قوية للساحة العالمية من خلال بطولة مصر، إلا أننا حققا إنجازا كبيرا في نظر لعبان و هو للتقدم بمرتبتين في التصنيف العالمي للعبة، و رغم غياب لستة سنوات كاملة كان من المفترض أن تكون للتحضير و إعادة هيكلة المنتخب و تقوية نواته، إلا أننا فزنا على المغرب ما يعتبره اتحاد كرة اليد بالإنجاز الكبير، في حين هناك منتخبات أخرى كمصر حققت في هذه الفترة بطولة العالم لفئة أقل من 19 سنة و حققت المرتبة الثالثة لفئة أقل من 21 سنة، و كادت تذهب للمربع الذهبي في المونديال الأخير، فيما هناك منتخبات غيرت من فلسفة كرة اليد، و اكتسبت طريقة لعب جديدة و ابتكرت أساليب حديثة في اللعبة و لم تتفاخر بما حققته، في حين نبقى نحن فخورين بتقدمنا بمرتبتين بعد غياب دام ستة سنوات، لا نعلم ماذا كان يعمل فيها القائمون على شؤون كرة اليد في الجزائر.

إذا كان ما حققه الخضر إنجازاً، ماذا نسمّي ما حققت مصر؟ 

و اذا كان ما حققه المنتخب الوطني الجزائري في مونديال مصر يسمى إنجازاً حسب السيد لعبان باحتلال الجزائر المرتبة الثانية و العشرين، فماذا سنسمي ما حققه المنتخب المصري الشقيق في هده الدورة، و كيف يمكن أن نصف المردود الكبير الذي قدمه الفراعنة في البطولة العالمية، حيث جرجروا أبطال العالم لضربات الترجيح و انهزموا بصعوبة أمام الوصيف السويدي في الدور الأول مع تقديم مستوى باهر و طريقة لعب حديثة بمنتخب شاب سيسيطر على كرة اليد الإفريقية لعقد من الزمن مستقبلاً، كما أن الأشقاء في مصر صدروا عديد النجوم لبطولات أوروبية و نوادي عريقة باتت تصنع أمجاد المنتخب الفرعوني في الساحة العالمية ،و إن كان ما يمكن الافتخار به فهو هذا، و ليس الفوز على المنتخب المغربي بشق الأنفس و ب ” دعاوي الخير”.

تأهل الجزائر للمونديال ليس إنجازاً للجزائر يا لعبان 

و بما أن الجزائر قامة في كرة اليد الإفريقية بسبع ألقاب قارية و الرياضة الجماعية الأكثر تتويجاً في الجزائر، و بعديد المشاركات المونديالية، فإن مجرد التأهل لا يعني أبداً إنجازا للكرة الصغيرة الجزائرية ذات الصيت الواسع و الباع الكبير في اللعبة، و لا حتى المرتبة الثانية و العشرين تعتبر إنجازاً، حيث أن جميع العالمين بخبايا كرة اليد يعلمون أن المونديال الحقيقي بدأ من الدور الرئيسي و ليس من الدور الأول بعد مشاركة منتخبات مجهرية في كرة اليد في المونديال الذي لعب ب 32 منتخباً لأول مرة في تاريخه، و هذا ما يؤكد أن كل الحديث عن المرتبة الثانية و العشرين هو تظليل للرأي العام فقط، حيث أن الخضر خسروا كل مبارياتهم في الدور الرئيسي الذي اعتاد أن يكون الدور الأول للمسابقة.

” كدنا نفوز على فرنسا” تعتبر إنجازاً أيضا؟

الأداء البطولي الذي قدمه اللاعبون في مباراة فرنسا، جعل الإتحادية تفتخر بهذا أيضاً واضعة إياه في خانة الإنجازات الكبيرة للغاية، حيث قدم رفقاء أيوب عبدي مردودا كبيرا للغاية، و أحرجوا المنتخب الفرنسي بنجومه، و لو أن الأمر يكون عادياً بما أن القضية تتعلق بمواجهة منتخب فرنسا، و نطراً للنديّة الكبيرة و الحساسية الموجودة بين البلدين، فإن اللاعبين كانوا جاهزين للقتال في الميدان لتفادي هزيمة مذلة ضد هذا المنتخب ،و هذا ما يعتبر غريزة في الجزائري لما يتعلق الأمر بمواجهة فرنسا، و مع هذا إلا أن النتيجة النهائية صبت في صالح الفرنسيين و هذا ما يؤكد أن الخضر خسروا المباراة و نقاطها، يجب تحية اللاعبين على ما قدموه و لا يجب الافتخار ب” كدنا نفوز على فرنسا”.

تحية للاعبين على كل ما قدموه… 

ومع هذا، يجب تقديم الشكر للاعبين الذين كانوا ضحية تسيير في غير محله، وجب أيضاً تقديم التحية لهم فرداً فرداً على مجابهتهم نجوم عالميين وهم في تدهور بدني كبير، ونقص فادح في المنافسة بالإضافة إلى أنهم هواة (أكثرهم محليين) وجدوا أنفسهم في مواجهة لاعبين محترفين، حيث أن لا تحضير في المستوى، ولا تحفيز، ولا دعم ولا سياسة صحيحة، وتدفع بهم لمواجهة فرنسا والبرتغال والنرويج وسويسرا وإيسلندا، فكل هذا يجب أن يلقوا الثناء عليه.

خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى