الأولىتحقيقات وروبورتاجات

بقيادة رشيدة من الرئيس تبون … نهضة تنموية رياضية في قلب الجنوب  

في مشهد يختزل عُمق الرؤية السياسية والتخطيط الاستراتيجي، حلّ رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، صبيحة أمس الخميس بولاية بشار، حيث أشرف على تدشين مشروع رياضي ضخم يُعد الأول من نوعه في تاريخ الجنوب الجزائري. زيارة تحمل في طياتها أكثر من مجرد نشاط ميداني، بل تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الجزائر الجديدة تمضي بثبات نحو الأمام وجعل الرياضة حقًا متاحًا لكل الشاب، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. بهذه الخطوة التاريخية، يُسطّر الرئيس تبون صفحة جديدة في سجل الإنجازات الوطنية، ويبعث برسالة قوية مفادها أن الجنوب في صلب معادلة التنمية، وأن بشار ستكون قريبًا قطبًا رياضيًا بمقاييس عالمية، بفضل إرادة سياسية لا تعرف المستحيل. وكانت أبرز محطات هذه الزيارة التاريخية، إطلاق مشروع رياضي ضخم وغير مسبوق في المنطقة، تمثّل في وضع حجر الأساس لمركب رياضي جديد يُعدّ الأول من نوعه في كامل الجنوب الجزائري. مبادرة تُشكّل نقطة تحوّل في مسار التنمية الرياضية في الجزائر، وتُجسّد رؤية الرئيس تبون الرامية إلى النهوض بالبنى التحتية في كل جهات الوطن، دون استثناء أو تمييز.

بُنية رياضية بمقاييس عالمية على أرض الجنوب الكبير

ويمتد المركب الرياضي الجديد لولاية بشار على مساحة تقدّر بـ40 هكتارًا، ليصبح بذلك أحد أضخم المشاريع الرياضية المُنجزة خارج الشمال الجزائري. ويضم المركب ملعبًا مغطى لكرة القدم يسع لـ25 ألف متفرج، وفق معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، إلى جانب ملعب ثانٍ مخصص لألعاب القوى بسعة 6500 مقعد، ومسبح أولمبي يتسع لـ1200 مشاهد، وقاعة رياضية متعددة الاستخدامات بسعة 400 مقعد، إضافة إلى مرافق إدارية وخدمية وموقف للسيارات، ما يجعله منشأة متكاملة قادرة على احتضان التظاهرات الوطنية والدولية. هذا المشروع، الذي طالما انتظره أبناء الجنوب، لن يكون مجرد منشأة رياضية، بل فضاءً جامعًا للشباب، ومحفزًا للطاقات والمواهب، وواجهة جديدة تعكس قدرة الجزائر على خلق مراكز إشعاع رياضي وتنموي خارج النطاق التقليدي.

تبون… قائد الإنجازات وصاحب الرؤية البعيدة

منذ توليه رئاسة الجمهورية، أظهر الرئيس عبد المجيد تبون تصميمًا قويًا على تجاوز السياسات الترقيعية، واعتماد مقاربة جديدة تعتمد على الاستشراف، العدالة المجالية، والتوزيع المنصف للثروات والمشاريع. وها هو اليوم، يُوفِي من جديد بتعهد من تعهداته، ويوجه رسالة واضحة مفادها أن الجنوب ليس منطقة انتظار، بل منطقة فعل وخلق وازدهار. ولقد نجح الرئيس تبون في زمن وجيز في ترك بصمات بارزة على الخريطة التنموية، خصوصًا في قطاع الرياضة، حيث شهدت البلاد إنجاز عدد من المركّبات والمنشآت ذات الطابع العالمي، من وهران إلى العاصمة وتيزي وزو، وها هي بشار تنضم إلى هذا المسار بإطلاق مركّبها الكبير، الذي من شأنه أن يعيد رسم ملامح النشاط الرياضي في الجنوب ويمنح الآلاف من الشباب فضاءً يُعبّرون فيه عن طاقاتهم وطموحاتهم.

استثمار في الشباب… رهان على المستقبل

ليس خافيًا أن الرئيس تبون يولي أهمية قصوى للشباب، وقد عبّر في أكثر من مناسبة عن اقتناعه بأن هذه الفئة ليست مجرد جمهور يُوجَّه، بل شريك في صناعة المستقبل. وفي هذا السياق، يأتي مشروع المركب الرياضي ببشار ليترجم هذه الرؤية، حيث يوفر فضاءً عصريًا لممارسة الرياضة، بعيدًا عن الآفات والانحرافات، ويمنح أملًا جديدًا لشباب الجنوب بأنهم جزء فاعل من مسار التنمية الوطنية. فمن خلال توفير البنى التحتية اللازمة، وإطلاق المشاريع ذات القيمة المضافة، يضع الرئيس تبون الأسس الصلبة لبناء مجتمع متوازن، قادر على إنتاج التفوق الرياضي والفكري والمهني، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب.

تمويل ضخم وإرادة سياسية لإنجاز المشروع في الآجال

وقد تم تخصيص غلاف مالي ضخم لإنجاز هذا المشروع الطموح، بلغ 33 مليار دينار جزائري، في خطوة تؤكد الجدية التامة التي تتعامل بها السلطات مع هذا الورش الحيوي. كما يُشرف على تنفيذ المشروع كل من وزارة السكن والعمران ووزارة الشباب والرياضة، في تنسيق متكامل يهدف إلى إنهائه في الوقت المحدد، دون تهاون في المعايير التقنية أو الجودة. وكان وزير السكن، السيد طارق لعريبي، قد سبق وأعطى إشارة انطلاق الأشغال في أوت من العام الماضي، خلال زيارة رافقه فيها وزير الشباب والرياضة السابق، عبد الرحمن حماد، ما يُظهر أن المشروع وُلد من رؤية مؤسساتية واستراتيجية دقيقة، وليست مجرّد رد فعل ظرفي.

بشار تنافس الكبار… والجنوب ينهض بثقة

من خلال هذا المركّب الضخم، تدخل ولاية بشار نادي المدن الجزائرية الكبرى التي تمتلك منشآت رياضية عصرية بمواصفات دولية، إلى جانب الجزائر العاصمة، وهران، وتيزي وزو. بل أكثر من ذلك، يُنتظر أن تتحول بشار إلى قطب رياضي في الجنوب، يحتضن البطولات، ويصنع الأبطال، ويُسهم في إعادة التوازن الجغرافي للرياضة الجزائرية. هذا هو مشروع تبون… مشروع جزائر جديدة، لا يُقصى فيها أحد، ولا يُترك فيها شاب بدون أمل، ولا تُهمّش فيها منطقة بسبب بعدها الجغرافي أو محدودية كثافتها السكانية.

الرئيس تبون يبني وطناً لا ينسى أحدًا

بكل المعاني، يُمكن اعتبار إطلاق مشروع المركب الرياضي ببشار انتصارًا لرؤية الرئيس عبد المجيد تبون، التي تقوم على التنمية الشاملة والمتوازنة. هو ليس فقط تدشينًا لبنية تحتية رياضية، بل إعلان عن مرحلة جديدة تعيد الاعتبار للجنوب، وتُعطي للشباب ما يستحقه من فرص وفضاءات. إن ما يقوم به الرئيس تبون في قطاع الرياضة يُعتبر لبنة أخرى تضاف إلى صرح الجزائر الجديدة، الجزائر التي تتقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل، وتُثبت يومًا بعد يوم أن الإرادة السياسية، إذا ما اقترنت بالإخلاص والكفاءة، قادرة على صناعة المعجزات.

إعداد: مصطفى خليفاوي 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى