حوارات

بلاحة عبد القادر (لاعب أشبال نادي البركة بوهني): “أطمح للعب في المستوى العالي”

في عالم الكرة حيث تنمو المواهب بين المعاناة والطموح، يبرز اسم بلاحة عبد القادر، الشاب المنحدر من مواليد 28 جوان 2009، والذي يسطع نجمه مع فريق بركة بوهني لفئة أقل من 17 سنة. أرقامه تتحدث عنه، 22 هدفًا و19 تمريرة حاسمة هذا الموسم وحده، مما يجعل منه أحد أبرز المواهب الصاعدة في سماء الكرة الولائية بمعسكر. من قلب التحديات التي عاشها، إلى الأفراح التي صنعها، التقيناه في حوار صريح ومليء بالشغف الكروي والطموح المستقبلي.

حدثنا عن بدايتك مع كرة القدم، كيف كانت؟

“بدايتي مع كرة القدم كانت بسيطة، مجرد لعب مع أصدقائي في الحي، لكن مع مرور الوقت أصبحت الكرة جزءًا من يومياتي. التحقت بفريق البركة بوهني وكانت تلك اللحظة بمثابة الانطلاقة الحقيقية، حيث شعرت بأن حلمي يمكن أن يصبح واقعًا إذا واصلت العمل بجد.”

ما الذي جذبك إلى مركز الهجوم تحديدًا؟

“الهجوم هو مركز المتعة والإبداع، لطالما أحببت تسجيل الأهداف وصناعة الفارق، وعندما أكون في الهجوم أشعر أنني أتحكم بمصير المباراة. أحب الشعور بأنني أستطيع أن أغير النتيجة في لحظة واحدة.”

هل تذكر أول هدف سجلته في مباراة رسمية؟

“نعم، أتذكره جيدًا، كان ضد فريق قوي و منظم دفاعيا، وسجلته بطريقة جميلة من خارج منطقة الجزاء. ذلك الهدف أعطاني ثقة كبيرة في نفسي وأكد لي أنني أستطيع تقديم الكثير إذا منحتني الفرصة.”

ما هي المباراة الأصعب التي لعبتها حتى الآن؟

“أصعب مباراة لعبتها كانت ضد وفاق مامونية في نصف نهائي دورة اللقب الولائي. خسرنا الذهاب، لكننا دخلنا الإياب بعزيمة كبيرة وتمكنا من الفوز 2-0. كانت مباراة قوية بدنيًا وذهنيًا، لكن روح الفريق صنعت الفارق.”

سجلت هذا الموسم 22 هدفًا، كيف تقيّم هذا الرقم؟

“أعتبره إنجازًا إيجابيًا، لكني لا أكتفي به. دائمًا أبحث عن التطور، وهدفي هو تقديم الأفضل دائمًا. ما يسعدني أكثر هو أن أغلب الأهداف كانت حاسمة وساعدت الفريق على تحقيق نتائج جيدة.”

19 تمريرة حاسمة أيضًا رقم مميز، هل تفضل التسجيل أم الصناعة؟

“كلاهما مهمان بالنسبة لي، فكما أحب التسجيل، أحب أيضًا أن أكون سببًا في فرحة زملائي. تمريرة حاسمة تعني أنك ترى الملعب وتفكر كفريق، وهذا جزء أساسي من كرة القدم الحديثة.”

ما هي الذكرى الأجمل في مسيرتك لحد الآن؟

“دون شك، تتويجنا بالنهائي بعد الفوز وتسجيل هدف الفوز. لحظة إطلاق الحكم لصافرة النهاية كانت لحظة لا تُنسى، شعرت أن كل تعبنا لم يذهب سدى.”

وفي المقابل، ما هي الذكرى الحزينة التي ما زالت تؤلمك؟

“خروجنا من نصف نهائي دورة اللقب الجهوي ضد أكاديمية مستقبل فروحة. عدّلنا النتيجة بعد تأخر، لكن ضربات الترجيح خذلتنا. كانت لحظة حزينة لأننا كنا نؤمن بقدرتنا على الوصول إلى النهائي.”

من هم الأشخاص الذين وقفوا إلى جانبك في مشوارك؟

“مدربي وأصدقائي كانوا دائمًا سندًا لي. دعمهم في اللحظات الصعبة ومساندتهم المستمرة هو ما يجعلني أستمر. لم أكن لأصل إلى هذا المستوى بدونهم.”

ما رأيك في المدربين الذين أشرفوا على تدريبك؟

“أشكر المدربين شعالة عبد الرحمن وبرنو منصور، لأنهم ساعدوني على تطوير إمكانياتي، آمنوا بقدراتي وعاملوني كابن لهم، وكانوا دائمًا يوجهونني نحو الأفضل.”

ما هو طموحك الأكبر في عالم كرة القدم؟

“هدفي هو اللعب في أقوى الفرق في البطولة الوطنية، ولمَ لا الوصول إلى الاحتراف خارج الجزائر. أنا مستعد للتضحية والعمل بجد لتحقيق هذا الحلم.”

من هو مثلك الأعلى محليًا وعالميًا؟

“محليًا، أعجب كثيرًا بعادل بولبينة لأنه يجمع بين الروح القتالية والمهارة. أما عالميًا، فالنجم رونالدو هو مثلي الأعلى، لأنه رمز الاجتهاد والانضباط وتحقيق المستحيل.”

ما هو الفريق المفضل لديك محليًا وعالميًا؟

“في الجزائر، أشجع اتحاد العاصمة لأنه فريق له تاريخ وقاعدة جماهيرية كبيرة. أما عالميًا، فأنا أعشق برشلونة، خاصة في فترات تألقهم بالتيكي تاكا.”

كيف توفّق بين الدراسة وكرة القدم؟

“بصراحة، الأمر ليس سهلاً، لكنني أؤمن أن التوازن بين الدراسة وكرة القدم ضروري جدًا. أخصص وقتًا محددًا للمراجعة والدروس، ووقتًا آخر للتدريبات. بدعم من عائلتي وتنظيم وقتي، تمكنت من النجاح في الجانبين. أعتبر الدراسة مهمة لأنها تفتح لي أبوابًا أخرى وتكمل شخصيتي كلاعب مثقف وواعي.”

ما هو أكبر تحدٍ واجهته كلاعب شاب وكيف تغلبت عليه؟

“أكبر تحدٍ واجهته كان في بداية مشواري عندما لم أكن أُمنَح الفرصة الكافية للعب كأساسي. شعرت بالإحباط أحيانًا، لكن بدل الاستسلام، قررت أن أعمل أكثر في التدريبات وأطور مستواي. تدريجيًا بدأت أفرض نفسي حتى أصبحت عنصرًا مهمًا في الفريق. هذا التحدي علمني أن الاجتهاد لا يضيع أبدًا.”

كيف تتعامل مع الضغط في المباريات الكبيرة؟

“أحاول دائمًا التركيز وعدم التفكير في الجمهور أو النتيجة. أدخل الملعب بعقلية الفوز وأركز فقط على التعليمات والخطة. الثقة بالنفس تلعب دورًا كبيرًا في تجاوز الضغط.”

ما هي رسالتك إلى اللاعبين الشبان مثلك؟

“أقول لكل شاب يحب الكرة: لا تتوقف عن الحلم، لا تجعل العقبات تُحبطك. بالانضباط والعمل المتواصل، كل شيء ممكن. الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب صقلها بالإرادة.”

كيف ترى مستوى كرة القدم في الفئات الشبانية؟

“هناك الكثير من المواهب في الفئات الشبانية، لكن نحتاج إلى اهتمام أكبر من المسؤولين، توفير بيئة احترافية تسمح لنا بالتطور بشكل أفضل.”

كلمة أخيرة تود أن توجهها؟

“أطلب من الجميع أن يدعوا بالرحمة والمغفرة لابن عمي بلاحة عبد القادر زكرياء، الذي كان لاعبًا في نفس الفئة،غادرنا منذ مدة قصير ، وأسأل الله أن يجعل مأواه الجنة. كما أشكر كل من ساندني من قريب أو بعيد، وسأواصل العمل حتى أصل إلى أهدافي بإذن الله.”

حاوره: سنينة. م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى