الأولىتحقيقات وروبورتاجات

تشاكرالملعب المهزلة … أبطال إفريقيا دون ميدان يأويهم

لا تزال تداعيات المهزلة التي يعيشها ملعب الشهيد مصطفى تشاكر بمدينة البليدة تصنع الحدث في الشارع الرياضي الجزائري، حيث بات أبطال إفريقيا دون ملعب محترم يأويهم و يحفظ كرامتهم بعد أن قلبوا القارة رأساً على عقب بأدائهم و نتائجهم الباهرة، و ها هم اليوم يلعبون على أرضية رملية صالحة للزراعة و ليس لكرة القدم،

انتقادات بلماضي لم تغيّر شيئاً

و رغم أن بلماضي كان قبل مباراة جيبوتي في الجولة الأولى من تصفيات مونديال قطر، قد أماط اللثام عن هذه المهزلة التي يعيشها الملعب و وصف الأمر الذي يعيشه بالتخريبي،

في إشارة إلى أن ما تعيشه الأرضية هي بفعل فاعل وليست مجرد صدفة فقط، خاصة و أن المنتخب الوطني كان قد أعلن أنه سيلعب مبارياته التصفوية في طريق المونديال في تشاكر، ما كان يتطلب عناية خاصة و عملا دؤوبا من أجل تجهيز الأرضية، إلا أن مباراة جيبوتي كشفت أن كل تلك الأشغال التي انطلقت كان فقاعة هواء فقط. ورغم تلك الضجة الإعلامية الكبيرة التي شنها بلماضي في ذلك الوقت حول أرضية الميدان، و ما صاحبها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من انتقادات لاذعة، الكل كان ينتظر أن تكون تلك الأرضية في أحسن أحوالها في مباراة النيجر، إلا أن الصدمة كانت كبيرة للغاية، حيث تفاجأ اللاعبون من الأرضية الرملية التي وجدوا عليها ملعب تشاكر، و حتى بلماضي نفسه سئم من الحديث عنها و ووجه السؤال الذي طرح إليه للاعبه عبد القادر بدران خلال الندوة الصحفية الخميس الماضي، وبدوره ابن البليدة قال إن الأرضية كارثية لا تصلح للعب كرة القدم، و على ذات النهج، سار مدرب المنتخب المحلي، مجيد بوقرة، الذي صرح عقب نهاية مباراة أشباله ضد البنين قائلاً: “الجميع تطرق لهذه المُشكلة، تكلمنا كثيراً، والمُشكل واضح، ولكننا نحن المحليين لم نتضرر كثيرا”. وواصل :”لقد لعبنا في البداية على أرضية وهران الجديدة، وبعدها في قطر، والآن لعبنا مرة واحدة فوق أرضية مُعشوشبة اصطناعياً، ولكنها لم تؤثر على عناصري كثيرا لأنهم مُتعودون عليها”.

اللاعبون عرّوا الواقع المرير

و من جانبهم فإن اللاعبين قد قرروا إزالة اللبس والخروج من صمتهم، حيث أشار الثنائي جمال بلعمري وبغداد بونجاح إلى سوء أرضية الملعب، حيث نشرا على “ستوري” حسابيهما بموقع التواصل الاجتماعي “أنستغرام” صورة للأرضية مع تعليق ساخر: “في أبهى حلة”، وذلك في ردهما على مسؤولي ملعب “مصطفى تشاكر” الذين كانوا يؤكدون أن أرضية الملعب جاهزة للمباراة. وتحدث رياض محرز في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة عن حالة أرضية ملعب “مصطفى تشاكر”، قائلاً:” للأسف، الأرضية لم تساعدنا كثيراً، فلم تكن صالحة تماماً، وأنا لا أفهم كيف لمنتخب مثل الجزائر ألا يملك ملعباً أفضل، على الأقل سيسمح لنا بتطوير طريقة لعبنا”. وفي السياق نفسه، ذهب إسلام سليماني الذي قال بدوره: “وجدنا صعوبة كبيرة في الشوط الأول بسبب أرضية الميدان الكارثية، عيب بلد مثل الجزائر ومنتخب بطل أفريقيا يلعب على أرضية مثل هذه، لا أدري ماذا يحدث”.

الصحافة العالمية نقلت تفاصيل المهزلة و الفرنسيين “قهقهوا” عبر قناة ليكيب

و من جانبها، فإن الصحافة العالمية نقلت كل ما حدث في ملعب مصطفى تشاكر، خاصة بعد تصريحات محرز و سليماني اللذان يملكان متابعة إعلامية كبيرة للغاية، فالمواقع و الصحف العربية نقلت حرفياً تصريحات اللاعبين و استيائهم من الأرضية الرملية التي لعبوا عليها، وتساءل مختلف الإعلاميين العرب عن السبب الرئيسي حول عدم امتلاك الجزائر ملعباً يليق بها، كل هذا يمكن أن يستساغ، فيما حزّ في نفوس الكثير الجزائريين الذين تابعوا مباراة الخضر و النيجر عبر قناة ليكيب الفرنسية التي نقلت اللقاء، عن الكم الهائل من السخرية و الضحك الذي وصل للقهقهة من طرف الإعلاميين والمحللين الفرنسيين حول أرضية الميدان و تصريحات اللاعبين في معنى واضح لتشفي الفرنسيين في حالة الميدان الكارثية و معاناة اللاعبين.

إلى متى تبقى الجزائر دون ملعب  يليق بسمعتها؟

و التساؤل الذي يطرحه الجميع، هو “إلى متى تبقى الجزائر دون ملعب يليق بسمعتها؟” فالملاعب التي تشيّد حاليا و التي انطلقت الأشغال بها قبل 10 سنوات لا تزال قيد الإنجاز، و رغم السعادة الغامرة التي اكتسحت قلوب الجزائريين عقب مباراة المنتخب المحلي و نظيره الليبيري في ملعب وهران، سرعان ما اصطدمت بمهزلة الشواء و مباراة بين الأحياء على تلك الأرضية العالمية التي انتظرها الجزائريون بشق الأنفس، لتنشر صورها و هي في حالة كارثية ما جعل الصدمة تكون أكبر، فبعد كل تلك السنوات من الانتظار و إذا بالجمهور الرياضي يصطدم بهذا الواقع المرير.

11 ملعب غير صالح

هذا و لا يمكن تقبل فكرة عدم وجود ملعب يحتضن لقاءات بطل إفريقيا، خاصة وأن الكاف اعتمدت ملعبين فقط لاحتضان لقاءات الخضر، ملعب تشاكر وملعب 5 جويلية، حيث تتوفر في الجزائر 11 ملعبا بقدرة استيعاب 30 ألف متفرج، ولكن كل هذه الملاعب تعاني أرضيتها العشبية، مما يجعلها ملاعب غير قادرة على احتضان مباريات كبرى، وهو ما يفسر توجه الجزائر للعب في دول الجوار مستقبلاً، ما يعكس لما وصلت إليه حالة التسيير الرياضي في بلد بحجم قارة.

تصريح محرز صفعة للجميع:” سنجد في النيجر أرضية أفضل من تشاكر”

صفعة أخرى وجهها رياض محرز لكل القائمين على القطاع الرياضي في الجزائر، و هو تصريحه بعد مباراة النيجر بأنه و زملائه قد يجدون ظروفاً أفضل في النيجر، حيث قال:” سنجد في نيامي أرضية أفضل من تشاكر، هي حقيقة مؤلمة لكن يجب قولها. ” و هذا ما قد يوقد الضمائر النائمة التي تهاونت في إصلاح الملاعب الجزائرية، فهل بلد مثل النيجر يملك ملاعباً أفضل من الجزائر؟ نعم يحدث هذا في 2021 و لأبطال القارة برمتها.

هل يمكن للفاف تسيير ملعب تشاكر و تجهيزه؟

قام وزير الشباب و الرياضة عبد الرزاق سبقاق بِجعل ملعب “مصطفى تشاكر” بِالبليدة، تحت تصرّف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم،. ما يعني منح هيئة الرئيس شرف الدين عمارة حق تسيير هذا الصرح الرياضي، الذي ارتبط بِانتصارات “محاربي الصحراء”، و هنا تم طرح تساؤل آخر يفيد بأحقية الفاف بتسيير هذا الملعب و هل ستكون في مستوى التطلعات، مع العلم أن ملاعب سيدي موسى التدريبية هي الأخرى في حالة يرثى لها و يندى لها الجبين، ما يؤكد أن الفاف ستكون أمام مهمة شبه مستحيلة لتجهيز تشاكر قبل مباراة بوركينا فاسو إذا ما استمرت في نفس طريقة تسييرها الحالية بالموازاة مع الصراع الإداري الكبير الذي بات يميز مبنى دالي إبراهيم في الآونة الأخيرة.

إقالة تلوى الأخرى و دار لقمان على حالها

و بعد قرار وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق، بإقالة مدير ملعب “مصطفى  شاكر” بِالبليدة، على خلفية استمرار رداءة البساط الطبيعي لِملعب البليدة، الذي يحتضن مقابلات المنتخب الوطني، فإن الجمهور الرياضي بات ينتظر أن تتغير الأحوال إلى الأفضل، خلافاً لما حدث بعد إقالة مدير الشباب و الرياضة للبليدة بعد تصريحات بلماضي الماضية حول أرضية الميدان.

هذا و قد كان وزير الشباب والرياضة قد غضب كثيرا بعدما اكتشف أنه راح ضحية تغليط عبر تقارير كاذبة، حيث وردته تقارير وصور مطمئنة، قبيل مباراة النيجر، تفيد بأن وضعية أرضية ملعب تشاكر “في حالة جيدة، لتنكشف كل الأمور من طرف بلماضي و لاعبيه.

أكد أنه تلقى تقارير مغلوطة بشأن وضعية الملعبسبقاق:” تفكير العصابة لا يزال متواجداً، المشكلة أعمق و اتخذنا قرارات فورية”

بدى وزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق، غاضباً بشدة بعد فضيحة ملعب “مصطفى تشاكر”، بمناسبة مواجهة الخضر أمام النيجر، ما جعله يقيل مدير الملعب على وقال الوزير سبقاق :”رئيس الجمهورية كان مُحقا،  عندما تحدث عن العصابة، يبدو بأن عقلية هذه الأخيرة أصبحت مُترسخة لدى بعض مُسيري المُنشآت في بلادنا”. و أضاف: ”من المؤسف أن تصل مثل الجزائر، للوضع الحالي، والفضيحة التي تحدث عنها لاعبو المنتخب الوطني”.  و واصل: ”لقد اتخذنا قرارات فورية، يمكن إعتبارها حلول آنية، ولكن المُعضلة أعمق، على أن نقوم بعدها بخطوات مدروسة مع المُختصين من أجل مُعالجة الإشكال المطروح”.

“تلقيت تقارير مغلوطة بشأن وضعية الملعب”

و اعترف الوزير سبقاق، أنه تلقى تقارير مغلوطة قبل مباراة الخضر و النيجر بشأن وضعية الملعب، حيث قال في تصريحات صحفية:” قبل مباراة الخضر أمام النيجر تلقيت تطمينات من خلال تقارير  وصور بخصوص وضعية ملعب “مصطفى تشاكر” ، للأسف التقارير التي تلقيتها كانت مغلوطة، ومخالفة للواقع الذي وقفنا عليه يوم المباراة”.و أضاف: “شيء مؤسف ما آلت إليه الرياضة الجزائرية، ونحن من جهتنا اتخذنا بعض القرارات العاجلة، وسنقوم بمحاسبة المسؤولين”.

إعداد : خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P