بن بوحة ميلود (لاعب مولودية سيق لكرة اليد): “رمضان شهر مختلف تماما بالنسبة للرياضيين”

في هذا الحوار، بن بوحة مبلود، لاعب مولودية سيق لكرة اليد الناشط في القسم الوطني الممتاز “ب”، وهو واحد من أبرز الأسماء في الفريق، حيث يتحدث معنا عن بداياته في عالم كرة اليد، كيف يقضي يومه في رمضان، التحديات التي يواجهها كلاعب، وطموحاته المستقبلية.
كيف كانت بدايتك مع كرة اليد؟
“بدايتي مع كرة اليد كانت منذ الطفولة، حيث كنت مولعًا بالرياضة بشكل عام، وكنت أمارس عدة رياضات في المدرسة والحي، لكن كرة اليد جذبتني أكثر بفضل سرعتها، حماسها، والتحدي البدني الذي تفرضه. بدأت في الفئات الشبانية وتدرجت عبر مختلف الفئات العمرية حتى وصلت إلى الفريق الأول لمولودية سيق، النادي الذي أعتبره بمثابة عائلتي الثانية. تعلمت الكثير خلال هذه المسيرة، حيث خضت تجارب صعبة ومباريات قوية جعلتني أكثر نضجًا كلاعب.”
ما الذي دفعك لاختيار كرة اليد بدلًا من رياضات أخرى؟
“كرة اليد رياضة فريدة من نوعها، فهي تجمع بين القوة البدنية، الذكاء التكتيكي، والسرعة في الأداء. أحب التحديات التي تفرضها هذه اللعبة، فهي تتطلب منك أن تكون في قمة تركيزك طوال المباراة، وأن تمتلك رؤية جيدة للملعب، بالإضافة إلى اللياقة العالية. كما أن روح الفريق تلعب دورًا مهمًا، فلا يمكن لأي لاعب أن يحقق النجاح بمفرده، بل يحتاج إلى دعم زملائه والعمل الجماعي لتحقيق الأهداف.”
كيف تؤثر أجواء شهر رمضان على التدريبات والمباريات؟
“رمضان شهر مختلف تمامًا بالنسبة للرياضيين، حيث يتطلب الأمر تكيّفًا خاصًا للحفاظ على اللياقة البدنية وتجنب الإرهاق. التدريبات تصبح أكثر تحديًا، خاصة مع الصيام، لذلك نقوم بتعديل البرنامج التدريبي ليكون أكثر ملاءمة لظروف اللاعبين.”
كيف يتم تعديل التدريبات خلال رمضان؟
عادةً، يتم تقسيم الحصص التدريبية إلى فترتين: قبل الإفطار: تكون التدريبات خفيفة، وتركز على الجانب التكتيكي والمهاري، مع تقليل الجهد البدني لتجنب الإرهاق. بعد الإفطار: تكون التدريبات أكثر قوة، حيث يكون الجسم قد استعاد طاقته، مما يسمح لنا بأداء تمارين بدنية مكثفة، مثل تقوية العضلات، تدريبات السرعة، والتحمل.”
هل الصيام يؤثر على أدائك في المباريات؟
“بصراحة، الصيام يمثل تحديًا، لكنه ليس عائقًا. المهم هو التأقلم معه من خلال تنظيم التغذية والنوم. أتجنب الأطعمة الدسمة، وأركز على تناول البروتينات، الفواكه، والخضروات للحفاظ على الطاقة. كما أن شرب الماء بكميات كافية بين الإفطار والسحور أمر ضروري لتجنب الجفاف أثناء المباريات.”
كيف تتعامل الاتحادية مع برمجة المباريات خلال رمضان؟
“الاتحادية تراعي ظروف اللاعبين خلال الشهر الفضيل، لذلك يتم برمجة المباريات في الفترة الليلية بعد الإفطار، وهو توقيت مثالي، حيث يكون اللاعبون في أفضل حالتهم البدنية والذهنية. لكن مع ذلك، هناك ضغط المباريات، حيث نلعب أحيانًا بفواصل زمنية قصيرة، ما يتطلب جهدًا إضافيًا في الاسترجاع والراحة.”
ما هي أهدافك مع مولودية سيق هذا الموسم؟
“هدفي الأول هو الصعود إلى القسم الممتاز وتحقيق نتائج إيجابية مع الفريق. لدينا مجموعة مميزة من اللاعبين، وإدارة تعمل بجد لتوفير كل الظروف المناسبة، لذلك نحن متحمسون للمنافسة بقوة هذا الموسم.”
هل تفكر في الاحتراف خارج الجزائر؟
“الاحتراف حلم أي لاعب، وإذا جاءت الفرصة المناسبة فسأكون سعيدًا بخوض تجربة خارجية، لكن في الوقت الحالي، تركيزي منصبّ على تقديم أفضل ما لديّ مع مولودية سيق، وتحقيق الصعود.”
هل تحلم بتمثيل المنتخب الوطني؟
“بالتأكيد. تمثيل المنتخب الوطني هو الحلم الأكبر لأي لاعب. ارتداء قميص المنتخب شرف ومسؤولية كبيرة، وأسعى بكل جهدي لتطوير مستواي والوصول إلى هذا الهدف. أؤمن أن العمل الجاد والالتزام سيقوداني لتحقيق هذا الحلم يومًا ما.”
كيف تقضي يومك في رمضان؟
“رمضان شهر مميز، لذلك أحرص على استغلاله بشكل جيد، وأقسم يومي كالتالي: الصباح: أبدأ يومي بقراءة القرآن وأداء الصلوات، ثم أخصص وقتًا لمراجعة خطط التدريب أو مشاهدة بعض المباريات لتحليل الأداء بعدها أستغل الوقت للراحة واستعادة الطاقة قبل التدريبات. قبل الإفطار أشارك في الحصة التدريبية الأولى، والتي تكون خفيفة وغير مرهقة. بعد الإفطار أتناول وجبة متوازنة، ثم ألتحق بالتدريب الأساسي مع الفريق. وفي الليل أخصص وقتًا للعبادة، قراءة القرآن، وصلاة التراويح، ثم أقضي بعض الوقت مع العائلة قبل النوم.”
كلمة أخيرة…
“أشكر كل من يدعمنا ويقف بجانبنا. كما أتمنى أن يكون رمضان شهر خير وبركة على الجميع، وأن يوفقنا الله في تحقيق أهدافنا. رمضان كريم لكل محبي كرة اليد والرياضة في الجزائر.”
حاوره: نبيل شيخي
تصوير: عبد الكريم مكالي