الأولىالرابطة الثانيةالمحليحوارات

الهواري بوراس طبيب جمعية وهران معتمد لدى الفاف في تصريح لـ”بولا”: “مشروعي لتطوير طب كرة القدم في لازمو فشل، والتلقيح أولوية قصوى”

فتح لنا طبيب جمعية وهران الهواري بوراس قلبه و هو في نفس الوقت طبيب كوفيد ، و مختص في كشف المنشطات معتمد من طرف الفاف، وتحدث عن الكثير من الأمور التي تخص تجربته مع جمعية وهران على مدار 12 سنة قضاها مع المدرسة، دون أن ننسى 15 سنة قضاها في ميادين كرة القدم و في مختلف النوادي، حيث خاض العديد من التربصات بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى خلال عهدة رئيس الفاف الأسبق محمد روراوة تحت إشراف زرقيني، ثم يقدح، لتتوقف الأمور بعدها بمجيء خير الدين زطشي.

“لم أنجح في تطبيق أفكاري مع لازمو”

واستهل الطبيب الهواري بوراس حديثه معنا باعترافه بفشل مشروعه و سقوط كل أفكاره في الماء و المتعلقة بتطوير طب كرة القدم، وصرح لنا بالقول:” قبل أكثر من 10 سنوات كانت لدي طموحات كبيرة، ورغبة جامحة من أجل تطبيق أفكاري على مستوى جمعية وهران، وتطوير شيء لا يعرفه الكثيرون و هو طب كرة القدم، وهو مختلف في الكثير من الأشياء مع الطب الرياضي، ولم أذخر جهدا على الإطلاق لفعل ذلك، لكن للأسف، وبعد كل هذه الفترة الطويلة أعترف بأنني قد فشلت في مسعاي، نظر للعديد من الظروف و العوامل، ولهذا قررت الانسحاب من هذا الميدان، وحاليا أساعد صديقي أطرش محمد بن يحيى و هو حاصل على ماستر 2 في التحضير البدني من جامعة مستغانم، ويحضر للدكتوراه، ومشرف أيضا على إحدى قاعات رياضة تقوية العضلات، وأقدم النصائح و الإرشادات للعدد من المنخرطين هناك”.

“هدفي لم يكن أبدا الأموال”

وواصل محدثنا بالقول:” هناك من يظن بأن الطبيب يأت للنادي بغية الأموال، أو أن يصبح غنيا أكثر، وهذا غير صحيح على الإطلاق، وأتحدث عن نفسي و كعملي في جمعة وهران، فأحيانا لا نأخذ إلا الفتات، وفي أحيان أخرى لا نحصل على شيء، بل و أضطر حتى لأصرف من جيبي الخاص، والحمد لله لدي عملي طبيب بعيدا عن كرة القدم و هو الذي أعيش منه، عندما قررت ولوج هذا العالم لم يكن إطلاقا هدفي الربح أو المال، بل أردت أن أساهم و لو بالقليل في غرس ثقافة جديدة، لكن للأسف أخفقت.”

“هذا هو مفهوم طب كرة القدم”

ولتوضيح الصورة قال الطبيب بوراس:” لا يجب الخلط في المصطلحات بين الطب الرياضي  و طب كرة القدم، فهذا الأخير تخصص قائم بحد ذاته، وفي الأندية الأوروبية خاصة الكبيرة منها قطعوا شوطا كبيرا في هذا المجال،  فعملنا من خلاله يسعى إلى الوقاية من الإصابات بالدرجة الأولى و ليس انتظار حدوثها، بالإضافة إلى تحضير اللاعبين و تطوير قدرات الفريق بشكل عام، حتى تكون النتائج ملموسة و مرضية.”

“هناك تداخل بين مهمة الطبيب و الممرض”

ولكشف مدى عمق الإشكال في الطب داخل الجزائر، صرح محدثنا:” لا يجب أن نكذب على أنفسنا، راهي خالوطة في كرة القدم مثلما يقال بالعامية، وهناك تداخل واضح بين مهام الممرض و المدلك في أي فريق و بين مهام الطبيب، أنا شخصيا على مدار 15 سنة خبرة وجدت الكثير من الممرضين يصفون أدوية و يعطون حقنا للاعبين دون استشارة أو أخذ رأي الطبيب، وهذا الأمر خطير جدا و غير مقبول.”

“عملي أصبح روتيني… بين الوصفات و البخاخ”

وبلغة فيها الكثير من الأسف على وضعية عمل الطبيب داخل الأندية، قال بوراس:” عملي في جمعية وهران بات روتينيا، بل لا يمت بأي صلة بطب كرة القدم القدم، فأنا أحضر التدريبات لأجد نفسي أدون وصفة طبية للاعب أو لآخر، أو التدخل ببخاخ تسكين الألم، ولا وجود لأي إمكانيات أخرى، ولو لا قدر لله حدثت إصابة خطيرة لأي كان لا يمكن التدخل على الفور لإنقاذ حياة أي لاعب، فحتى أجهزة الصدمات الخاصة بالقلب لا تعمل، وقديمة، ويمكن القول بأنها مجرد آلات توضع تحت تصرف الطبيب لا دور لها.”

“بعض المدربين يعلقون فشلهم على الطبيب”

وفتح بوراس النار على بعض المدربين الذين يتدخلون فيما لا يعنيهم، وأضاف في هذا الخصوص:” عملت مع عدة مدربين يتدخلون في عمل الطبيب، وهذا غير معقول على الطلاق، لأننا هنا نتحدث عن صحة لاعب و عن مستقبله الكروي، وليست خطة تكتيكية أو خيار فني يمكن أن يصيب و يخطئ و لا تترتب عنه نتائج مباشرة و ملموسة، هناك من يريد أن يعلق فشله و خسارته للمباريات على الطاقم الطبي، ويتهمه بعدم الكفاءة، وبأن إصابات اللاعبين أخذت أكثر من وقتها، وغيرها من الأشياء التي يندى لها الجبين.”

“محدودية التعداد هي سبب الإصابات”

وقال الطبيب بوراس:” لا يجب إغفال شيء مهم، عندما نرى الكثير من الإصابات داخل أي فريق فإن أصابع الاتهام توجه مباشرة نحو الطبيب، وهذا خطأ، وربما ما لا يعلمه الكثيرون هو أن محدودية التعداد، وعدم وجود لاعبين على نفس المستوى مع الأساسيين، فحينها يضطر المدرب إلى الاعتماد على نفس الأسماء طيلة الموسم، وهناك تتكرر الإصابات نتيجة للتعب و الإرهاق.”

“كوريبة لم يلعب لمدة أسبوع بسبب 1000 دج”

وكشف طبيب لازمو عن حادثة وقعت له الموسم الماضي، وقال:” حتى أوضح لكم صعوبة العمل مع لازمو أو حتى مع الأندية الأخرى ذات الإمكانيات المحدودة، فالمهاجم إلياس كوريبة تعرض للإصابة، وكان لزاما علينا القيام بصور أشعة قيمتها 1000 دج، لكن الإدارة لم تعطينا المبلغ، وانتظرنا أسبوعا كاملا من أجل القيام بالأشعة و مباشرة العلاج، وللقارئ الكريم الحكم.”

“غياب الانضباط يفاقم الوضع أيضا”

وصرح بوراس أيضا:” عندما يغيب الانضباط في الحضور إلى التدريبات، فإن الإصابات التي تبدو بسيطة تتفاقم، فهناك عدة لاعبين مصابين لا يحضرون لحصة الاستئناف حتى أجري الفحوصات عليهم، وأحدد طريق علاجهم، ثم يأتون بعد يومين أو ثلاثة طلبا للعلاج، وهناك يصبح أمر عودتهم إلى الملاعب أطول من المتوقع، بل هناك من يعالج نفسه بنفسه، وعندما تسوء الأمور يأتي إلي و يطلب حلا سحريا.”

“بروتوكول الوقاية من الكوفيد غير مطبق”

وعقب خوضه في المشاكل التي تعترض عمله طبيب مع جمعية وهران، عرج هواري بوراس للحديث عن البرتوكول الوقائي لكوفيد 19، وقال في هذا الشأن:” اللجنة الطبية التابعة للفاف وضعت برتوكولا صحيا متكاملا على الورق، لكن على أرض الواقع الأمر مغاير تماما، فهذه الإجراءات لا تطبق بحذافيرها، وهذا راجع بشكل أكبر لنقص إمكانيات الأندية خاصة في الأقسام السفلى.”

“تحليل “الأونتيجينيك” لا يكفي”

وبخصوص التحاليل التي تقوم بها الأندية قال بوراس:” بصفتي طبيب كوفيد معتمد من طرف الفاف، وخلال خبرتي مع هذا المرض على مدار سنتين تقريبا، فإن معظم النوادي لا تجري فحوصات البي سي أر و ذلك لارتفاع ثمنها، وتلجأ لتحاليل الأونتيجنيك السريعة الكشف و التي تصدر نتائجها في غضون 30 دقيقة، وإن كانت لها نسبة لا بأس بها من الدقة، لكن هامش الخطأ فيها أيضا موجود، لذا هي غير كافية، خاصة و أنها تجرى قبل 36 ساعة عن موعد كل مباراة، وتخيلوا مثلا في لازمو بعد إجراء التحليل الخاص بكورونا فإن اللاعبين يتوجهون إلى منازلهم و يختلطون مع أهاليهم ثم يأتون ليلة المواجهة، دون أن ننسى بأنهم يسافرون في حافلة واحدة مكتظة، وينامون في غرف ثنائية و ثلاثية و ليست فردية مثلما يقول البروتوكول، وتناول الطعام في مكان واحد دون احترام التباعد، خلاصة القول أن الله فقط هو من ستر.”

“الحل هو تلقيح الجميع دون استثناء”

وعن الحلول الممكنة بالنسبة للموسم المقبل، قال بوراس:” لا بديل عن تلقيح كل اللاعبين في مختلف الأقسام و الأصناف، بالإضافة للمدربين، والأطقم الإدارية و الفنية، والحكام و مرافقيهم، ورجال الإعلام المكلفين بتغطية المباريات، ورجال الأمن أيضا، ولا يمكن لأي شخص أن يدخل الملعب دون أن يحمل معه بطاقة التلقيح ضد الكوفيد مهما كان منصبه أو درجته، مع المواصلة في تطبيق البروتوكول الصحي الوقائي، لأن التلقيح لا يحمي من الفيروس، وإنما يحمي من الإصابات القوية و الخطيرة لكورونا.”

“أحد المدربين يجب التحقيق معه لاتهامه الأطباء بالتزوير”

وأبدى بوراس استياءه من أحد المدربين، وقال:” شاهد حصة رياضية على إحدى القنوات التلفزيونية، واستضافت حينها مدربا لكرة القدم، اتهم بعض الأطباء بالتواطؤ مع الأندية، وتزوير تحاليل الكوفيد، وهذا الاتهام خطير للغاية، وحدث أمام مرأى و مسامع الرأي العام، لذا يجب فتح تحقيق في الموضوع معه و استدعاؤه لتقديم الأدلة على ما يقول، ومعاقبة المزورين إن وجدوا، لكن أن يوجه الاتهامات جزافا فإن العدالة يجب أن تقف لمثل هؤلاء المضللين.”

“ترشحت لأكون مؤطرا في طب كرة القدم”

وفي الختام قال الطبيب بوراس:” رئيس اللجة الطبية في الفاف زرقيني يريد فرض فلسفة جديدة، وتكوين أطباء في مجال كرة القدم، وهو مشروع جيد للغاية و يستهويني، لذا قررت الترشح، وأرسلت سيرتي الذاتية للجنة، حيث ستقوم بدراسة كل الملفات، ثم ستجري مقابلات معنا، وأتمنى فعلا أن أكون ضمن هؤلاء المؤطرين ليس طمعا في المنصب، لكن رغبة في تقديم الإضافة لهذا المجال الهام.”

رامي ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P