بن سعيد عبد العزيز (مدرب أكاديمية بارادو لأقل من 17سنة): “في أكاديمية بارادو كل لقب هو مسؤولية إضافية”
يُعتبر نادي بارادو نموذجًا يُحتذى به في مجال التكوين الكروي في الجزائر، بفضل رؤية واضحة، عمل ممنهج، واستمرارية أعطت ثمارها على الصعيدين المحلي والدولي. ومن بين أبرز أركان هذا المشروع الرياضي الطموح، نجد المدرب بن سعيد عبد العزيز، الذي يشرف على فئة أقل من 17 سنة، والتي توج معها مؤخرًا بالبطولة للموسم الثالث على التوالي، كما قاد الفريق نحو الكأس الممتازة والتأهل للدور الوطني من دورة اللقب.
كيف كانت بدايتك في عالم التدريب؟
” أنا ابن بلدية عين الأشياخ بولاية عين الدفلى. بدأت مشواري التدريبي مع الفئات الشبانية لشباب عين الأشياخ، ثم انتقلت إلى صفاء الخميس الذي توجت معه ببطولة فئة أقل من 15 سنة. بعدها التحقت بأكاديمية بارادو، وتشرفت بالعمل مع المكون جمال عايش، وفي هذا الموسم أشرفت على فئة أقل من 17 سنة رفقة المدرب عبد القادر أحمد هجالة، الذي أراه من أبرز المدربين القادمين بقوة على الساحة الوطنية.”
كيف تفسر هذا النجاح المتواصل الذي تحققه أكاديمية بارادو؟
“السر يكمن في العمل القاعدي المدروس، المبني على أسس علمية دقيقة من طرف مسؤولي الأكاديمية، حيث لا نترك شيئًا للصدفة. كل شيء مخطط له، من اختيار اللاعبين إلى برمجة الحصص، والاهتمام بالجانب النفسي، البدني، والفني. هذه المنظومة المتكاملة هي مفتاح نجاحنا.”
كيف تتم برمجة الحصص التدريبية في الأكاديمية؟
“نعتمد على برمجة دقيقة تشمل الحصص الجماعية، إضافة إلى تمارين فردية حسب حاجة كل لاعب. هذه التمارين تسمح لنا برفع جاهزية كل عنصر، وتطوير نقاط ضعفه بشكل خاص دون التأثير على المجموعة.”
هل هناك عمل خاص حسب المناصب؟
“أكيد. لدينا برامج فردية خاصة حسب مركز اللاعب. كما نقوم بحصص فيديو تحليلية لكل لاعب، نوضح له تحركاته، تمركزه، أخطاءه، وكيفية تحسين مردوده. هذا العمل الفردي هو ما يُحدث الفارق في النهاية.”
كيف تتعاملون مع الجوانب النفسية والانضباطية داخل الأكاديمية؟
“لدينا جناح متخصص في الطب النفسي داخل الأكاديمية، ونعتبره جزءًا لا يتجزأ من التكوين. كما أن الأكاديمية لديها قانون داخلي صارم، واللاعبون مُلزمون باحترامه. الانضباط سلوك قبل أن يكون شرطًا.”
هل هناك تقييم فردي للاعبين؟
“نعم، في نهاية كل موسم نُعد تقريرًا مفصلًا لكل لاعب يشمل تطوره البدني، الفني، الذهني وحتى السلوكي. كما يخضع اللاعبون لمعاينة دورية تساعدنا على تتبع تطورهم بدقة وتصحيح المسار عند الحاجة.”
كيف تفسرون الإستمرارية في النتائج داخل الأكاديمية؟
“سبب هذا النجاح المتواصل هو السياسة الثابتة والصحيحة المبنية على أسس علمية وتجربة ميدانية. تراكم الخبرة، والاستفادة من النجاحات والإخفاقات السابقة، جعلنا نُتقن فن التكوين باحترافية عالية.”
ما العوامل التي ساعدت الأكاديمية على تصدير هذا العدد من المواهب؟
“العمل المدروس، وتوفير كل شروط التكوين الناجح، من بنى تحتية، تجهيزات، طاقم مؤهل، وبرامج مطابقة للمعايير العالمية. كل هذه العوامل مجتمعة صنعت الفارق، وساعدتنا على تصدير مواهب محترفة.”
ما مدى مساهمة الأكاديمية في دعم المنتخبات الوطنية؟
“أكاديمية بارادو تُعتبر خزانًا دائمًا للمنتخبات الوطنية. لاعبونا متواجدون في مختلف الفئات، ونحن دائما على استعداد لتقديم الأفضل من أجل تمثيل الجزائر خير تمثيل.”
هل تلمسون تطورًا شخصيًا في تجربتكم مع الأكاديمية؟
“بكل تأكيد. العمل داخل منظومة مثل أكاديمية بارادو يفتح أمامك أبوابًا جديدة للفكر والتطوير. أتعلم يوميًا، وأحرص على التطور في كل موسم، سواء على مستوى التدريب أو طرق التعامل مع اللاعبين. إنها مدرسة داخل مدرسة.”
ما هي أهم القيم التي تزرعونها في لاعبيكم؟
“الاحترافية، الانضباط، احترام الغير، والروح الجماعية. نحرص على تكوين إنسان قبل اللاعب. نريد لاعبين يحملون قيمًا نبيلة داخل وخارج الميدان، لأن هذه القيم هي ما تُميز اللاعب الحقيقي.”
كلمة أخيرة…
“تحياتي لجريدة بولا التي نعتبرها منبرًا حقيقيًا للمواهب الشابة. نشكركم على دعمكم واهتمامكم بما يُنجز في الميدان بعيدًا عن الأضواء، وهذا النوع من الصحافة هو ما تحتاجه كرة القدم الجزائرية في مرحلة البناء.”
حاوره: سنينة. م
