بن عدودة عمر (رئيس ديركتوار الإتحادية الجزائرية للمبارزة): “وهران احتضنت بنجاح بطولة العالم سيف الحسام”
في حديث خاص لجريدة “بولا”، فتح عمر بن عدودة قلبه للتحدث عن تفاصيل بطولة كأس العالم للحسام التي احتضنتها مدينة وهران. تطرق في الحوار إلى أبعاد النجاح التنظيمي والتنافسي لهذه التظاهرة العالمية، ودورها في تعزيز سمعة الجزائر دوليًا. كما كشف عن استراتيجية الاتحادية لتطوير الرياضة، بناء جيل جديد من اللاعبين، وتوسيع انتشار المبارزة عبر الوطن.
بدايةً، كيف تقيمون بطولة كأس العالم للحسام التي استضافتها وهران؟
” البطولة كانت على أعلى المستويات سواء من حيث التنظيم أو المنافسة. استقبال وهران لهذه التظاهرة دليل واضح على إمكانيات الجزائر في تنظيم أحداث رياضية عالمية. مشاركة أقوى المنتخبات مثل فرنسا، إيطاليا، وكوريا الجنوبية، والروح التنافسية التي شهدناها تعكس القيمة العالية لهذه البطولة. إقصاء بطل ذهبية أولمبياد باريس من دور الـ16 كان مثالاً حيًا على قوة المنافسة، وهو ما أكدته ردود فعل المشاركين الأجانب الذين أشادوا بالأجواء والتنظيم.”
كيف كانت ردود فعل الأجانب وضيوف الجزائر خلال البطولة؟
“ردود الفعل كانت إيجابية للغاية، وهو ما أكده الاتحاد الدولي للمبارزة الذي أبدى إعجابه الكبير بالتنظيم وبالقاعة التي استوفت أعلى المعايير الدولية. المنافسة كانت ناجحة من كافة الجوانب، وهو ما يعزز سمعة الجزائر عالميًا. هذا النجاح يمثل شرفًا لنا ويدعم ملف الجزائر لاستضافة تظاهرات رياضية كبرى مستقبلاً.”
كيف تقيمون أداء المنتخب الجزائري خلال هذه التظاهرة؟
“نحن نعمل على استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى بناء جيل جديد من اللاعبين والحكام الدوليين. أعمار معظم عناصر المنتخب لا تتجاوز 22 سنة، وهذا يعكس اهتمامنا بتكوين قاعدة شبابية قوية. النتائج كانت مرضية مقارنة بالإمكانات والظروف، لكن الأهم هو التجربة التي اكتسبها اللاعبون في مواجهة أفضل الرياضيين في العالم.”
ما هي الخطط المستقبلية لتطوير المبارزة في الجزائر؟
“نسعى لتوسيع رقعة رياضة المبارزة في الجزائر لتشمل كل الولايات. حاليًا لدينا خمس رابطات و30 فريقًا موزعين على 14 ولاية، لكن هدفنا الوصول إلى 20 ولاية بحلول نهاية العام. هناك ولايات مثل معسكر تقدم نموذجًا رائعًا بتطورها ووجود سبعة فرق. نسعى لدعمها، وتعميم تجربتها في ولايات أخرى. كما أن التحدي الأكبر أمامنا الآن هو توفير العتاد اللازم للفرق الجديدة.”
كيف ترى دور الفعاليات العالمية في تعزيز مكانة الجزائر رياضيًا؟
“هذه الفعاليات ليست مجرد بطولات رياضية، بل هي نافذة لإظهار قدراتنا التنظيمية وتقديم صورة إيجابية عن الجزائر. تنظيم بطولة كأس العالم للحسام بوهران وضعنا في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال، خاصة أن البطولة كانت محطة أولى بعد الأولمبياد. تفاعل المشاركين الأجانب كان إيجابيًا للغاية، وهو ما سيشجع على استقطاب المزيد من التظاهرات مستقبلاً.”
ماذا عن دور الاتحادية في إعداد الرياضيين الأولمبيين؟
“منذ تأسيسها عام 1963، كانت الاتحادية تسعى لبناء أبطال أولمبيين. المبارزة الجزائرية شاركت في معظم التظاهرات الدولية، لكنها تطمح دائمًا لتحقيق المزيد. نحن نركز على التكوين المستدام، ونستهدف دعم المواهب الشابة للوصول إلى أعلى المستويات.”
هل لديكم برامج خاصة لتطوير الحكام والمدربين؟
“بالتأكيد، لا يمكن تطوير رياضة المبارزة دون حكام ومدربين على مستوى عالٍ. لدينا برامج تكوينية خاصة تستهدف إعداد جيل جديد من الحكام والمدربين المعتمدين دوليًا. هذا الأمر مهم للغاية، لأنه يسهم في ضمان جودة المنافسات ويعزز مكانة الجزائر في المحافل الدولية.”
كلمة أخيرة…
“أود أن أشكر كل من ساهم في إنجاح كأس العالم للحسام، من السلطات المحلية ووزارة الشباب والرياضة إلى أهل وهران الذين كانوا مثالا للكرم وحسن التنظيم. كما أوجه رسالة للشباب الجزائري: رياضة المبارزة تحتاج إلى جهودكم وشغفكم. أبوابنا مفتوحة لكل من يريد الانضمام والمساهمة في رفع راية الجزائر عاليًا.”
حاوره: نبيل شيخي