يعتبر أحد أعمدة رياضة الكاراتي دو بوهران … بن علي قاسمي: “أنا مستعد لوضع خبرتي في خدمة شبان بلدي”
يعتبر بن علي قاسمي أحد أعمدة الكاراتي دو بوهران. سافر وهاجر للولايات المتحدة الأمريكية في سن التاسع عشر من أجل تعلم تقنيات جديدة بخصوص هذه الرياضة. قبل أن يقرر العودة لأرض الوطن من أجل وضع خبرته في خدمة شبان بلده. الشيخ بن علي قاسمي وفي هذا الحوار الشيق يعود لنا لذكرياته في رياضة الكاراتي دو، محدثنا أيضا عن واقع هذه الرياضة في الجزائر.
السلام عليكم. بداية كيف هي الأحوال؟
“وعليكم السلام. الحمد لله. أنا سعيد جدا بتواجدي في مدينتي وهران، وبالخصوص في مقر رابطة الكاراتي دو.”
هل لك أن تعرف نفسك للجمهور الرياضي؟
” نعم. معكم الشيخ بن علي قاسمي، من مواليد 6 أفريل 1956 بوهران. خبير في رياضة الكاراتي دو. أنا مقيم حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية. لكنني أزور باستمرار بلدي الجزائر.”
هل لك أن تروي لنا بدايتك مع رياضة الكاراتي دو؟
“بدايتي في رياضة الكاراتي دو تعود لسنة 1964. أتذكر بأنني كنت أمارس آنذاك الكاراتي دو و الجيدو. بعدها، انتقلت للجزائر العاصمة حتى أكمل دراستي، بما أنني درست “المناجمت”. لكن الدراسة لم تمنعني من التخلي مواصلة ممارسة رياضة الكاراتي دو. كما أن شغفي في الرياضة جعلني أقوم بالعديد من التربصات في أوروبا حتى أطور نفسي. كنت دائما أرغب في أن أرفع عاليا الراية الوطنية. كنت أحب أن أبرهن بأن الجزائريين باستطاعتهم الوصول للقمة. وكنت أقارن نفسي كثيرا مع الأجانب. كما كنت أحب التعلم من عندهم. فلقد كان لذي الفضول للتعلم. بعدها تنقلت رفقة صديقي رحمه الله سبع الهواري للولايات المتحدة الأمريكية من أجل تطوير موهبتي.”
حدثنا عن تاريخ الكاراتي دو بوهران؟
“أول من جاء برياضة الكاراتي دو لوهران هو عنصر إبراهيم و الذي كان يتدرب بفرنسا. لقد لديه قاعة في واجهة البحر بوهران.كما أن رياضة الكاراتي بوهران انطلقت من عنده سنوات 1963 و1964. فقبله، كان هناك فقط رياضة الحيدو. ليقوم بعدها الشيخ موفق ميمون رحمه الله بفتح قاعة للتدريبات بالمدينة الجديدة مع حميد بن شنان. بدجورنا قمنا بفتح قاعة للتدريبات سنة 1977.”
وماذا عن القاعة الرياضية التي قمت بفتحها سنة 1977؟
“أول مرة ذهبت فيها للولايات المتحدة الأمريكية، بقيت هناك لمدة ثلاثة أشهر. وعندما رجعنا للجزائر، قمت رفقة صديقي بضبط برنامج تدريبي خاص. كنا نمارس الكاراتي دو، بالإضافة لرياضة اليوغا. بعدها، تنقلنا لفرنسا في شهر ماي 1976، وبالتحديد لباريس. آنذاك، كنا متقدمين على المصارعين الفرنسيين، والسبب أنه نحن تدربنا مع الأمريكان، وعرفنا كيف نطور أنفسنا. ففي ذالك الوقت، كان الإصلاح الرياضي، وهو ما ساهم في تطوير مستوى مختلف الرياضات. لنقوم سنة 1977 بفتح قاعة خاصة برياضة الكاراتي دو، وبالتحديد في “ليبودروم”. آنذاك، كانت هناك العديد من التساؤلات بخصوص قوانين هذه الرياضة. كما أنه في ذالك الوقت لم تكن هناك فيدرالية أو رابطة خاصة برياضة الكاراتي دو. فكل الرياضات القتالية حينها كانت تابعة لفيدرالية الجيدو. هذه القاعة الموجودة لحد الساعة أنجبت العديد من الأبطال.”
وماذا عن إعادة ترميم قاعة الكاراتي؟
” هو يعتبر مشروع من أجل تكوين شباب له مفهوم خاص بالفنون القتالية، على غرار الكاراتي دو، الجيدو والآيكيدو. هدفنا هو منح هؤلاء الشبان قاعدة تدريبية صحيحة. وحتى يكون لديهم درجة حزام الأسود في مختلف الفنون القتالية.”
بكل صراحة، كيف ترى واقع رياضة الكاراتي دو اليوم بوهران؟
” بكل صراحة أنا أرى بأن ممارسة الكاراتي دو في وهران بصفة خاصة، والجزائر بصفة عامة تراجعت نوعا ما، مثلها مثل باقي الرياضات كالجيدو، الملاكمة، كرة اليد، الكرة الطائرة. ربما لا يوجد الدعم اللازم لهذه الرياضات. كما أنه هناك سبب أخر هو غياب المراقبة.”
بما أنك مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، فكيف تقضي رمضان هناك؟
” سؤال ممتاز. بكل صراحة، فإن أحسن رمضان بعد الذي قضيته بمكة المكرمة، هو ذالك الذي أقضيه في الولايات المتحدة الأمريكية. لأن الأمر وبكل بساطة يتعلق بالنظام. ولا يخفى عليكم بأنه يوجد مسجد في كل حي. مثال على ذلك، هو أننا والحمد لله قمنا ببناء مسجد يقدر مبلغه بخمسة ملايين دولار، في ظرف عامين، واسمه “سالف بيك” في كاليفورنيا، وهو اسم أحد المسلمين الذين قاموا ببناء المسجد، وهو من باكستان. كما قمنا بتنظيم مائدة إفطار خاصة بالجميع وليس فقط بالمسلمين. هذه الفكرة نالت إعجاب الجميع. بالنسبة لتربية الأطفال عندنا كل نهاية أسبوع يدرسون في المسجد. وحتى في المدارس الأمريكية تدرس عندنا مادة اللغة العربية. وفي نهاية شهر رمضان نقوم بجمع هدايا للأطفال، وليس للمسلمين فقط بل لجميع الأطفال وهذا من أجل التعريف بعيد المسلمين.”
رسالة ختامية..
“وصيتي للرياضيين وهي ضرورة المواصلة في هذا المنوال و العمل من أجل بلوغ الأهداف المسطرة. كما أقول لهم بأنكم مطالبون بتنظيم وقتكم. لا تضيعون وقتكم في الكلام الفارغ والمقاهي. الدراسة ثم الدراسة لأنها أهم شيء في حياتكم اليومية. الحمد لله، فلا يزال هناك خبراء يحبون رياضة الكاراتي دو. ويجب الاستفادة من هذه الخبرة. في الأخير أشكركم على هذا الحوار الشيق.”
حاورته: وداد هاشم