حوارات

بن عودة نصر الدين (مدرب وداد تلمسان لأقل من 15 سنة):  “عدم نجاحي في مشواري كلاعب جعلني أتحول لمهنة التدريب”

ولاية تلمسان وإن كانت قدمت أبطالا في مختلف الرياضات ومدربين وصلوا إلى أعلى المستويات على الصعيد المحلي في صورة عبد القادر عمراني وفؤاد بوعلي وعبد الكريم بن يلس وسيد أحمد سليماني، فإنها لاتزال أيضا موطنا لبروز مدربين شباب أثبتوا جدارة كبيرة في الميدان، خصوصا على مستوى الفئات الشبانية في صورة المدرب الشاب بن عودة نصر الدين المدرب الحالي لفريق وداد تلمسان لأقل من 15 سنة .

“بداياتي مع كرة القدم كانت كلاعب في وداد تلمسان”

 عن بداياته في مجال كرة القدم، قال بن عودة نصر الدين:” أنا عاشق لكرة القدم منذ نعومة أظافري، وخصوصا عاشق لفريق وداد تلمسان، الذي تدرجت في مختلف أصنافه من المدرسة إلى صنف الأواسط، في منصب مدافع أيمن ووسط ميدان دفاعي أين كنت ضمن مجموعة من المواهب في صورة براهيم بوسحابة وحاج الشيخ وضيف حميد ونسيم زازوة،

حيث ولسوء حظنا في موسمنا الأخير في صنف الأواسط تغيرت القوانين، وتم حذف صنف الفريق الرديف، حيث أصبح اللاعب يصعد من الأواسط إلى فريق الأكابر مباشرة، وهو ما حرمني من المواصلة مع فريق وداد تلمسان، والتوقف بشكل نهائي عن لعب كرة القدم، على إعتبار أن الفريق الأول لوداد تلمسان كان يضم أسماء كبيرة ولها مستوى كبير ، عكس بعض زملائي في صورة بوسحابة ونسيم زازوة الذين إنضموا لأندية اخرى، بعثوا من خلالهم مشوارهم الكروي ووصلوا إلى أعلى المستويات .”

“عشقي لكرة القدم جعلني أتحول إلى مهنة التدريب”

 وعن تحوله لمهنة التدريب وكيف كان ذلك، قال مهندس إنجازات فريق شباب أحياء تلمسان:” مثلما قلت لك سابقا أنا عاشق لكرة القدم، وبعد عدم نجاحي تحقيق حلمي منذ الصغر بان أكون لاعبا، للأسباب التي ذكرتها آنفا، قررت وبعد تفكير عميق، التحول إلى مهنة التدريب، أين كانت بداياتي مع الدراسة، بحثا عن الشهادة، التي تسمح لي بالعمل في الميدان ، أين كانت البداية تحت إشرافي المديرية الفنية الولائية لرابطة تلمسان بقيادة المدرب القدير عبد القادر بومديني الذي فتح لي كل الأبواب وساعدني كثيرا من أجل الحصول على الشهادة الأولى وكذلك بقية الشهادات التي نلتها لاحقا .”

“المرحوم يوسف هبري ساعدني كثيرا في بداياتي في مجال التدريب”

وعن بداياته العملية في مجال التدريب يقول بن عودة نصر الدين:” بداياتي في مجال التدريب، كانت صدفة، حيث تزامن حصولي على الشهادة، مع تنظيم  مدرسة آمال الكيفان لدورة كروية، حيث فضلت الحضور، ومتابعة بعض المباريات بإعتباري عاشق لكرة القدم، وهنا إقترب مني رئيس جمعية الشباب الرياضي لتلمسان، أين عرض علي فكرة الإنضمام للجمعية والإشراف على الشبان بإقتراح من المدير الفني الولائي عبد القادر بومديني، وهنا كانت بدايتي الفعلية في مجال التدريب في هذه الجمعية مع المرحوم يوسف هبري الذي ساعدني كثيرا في بداياتي  سواء في هذه الجمعية او بعد ذلك من خلال جمعية الزيانيين التي أسسناها وعملنا فيها لأكثر من عامين، قبل أن تتوقف بعد وفاة يوسف هبري الذي أغتنم هذه الفرصة للدعاء له بالمغفرة والثواب .”

“شباب الحناية أول فريق فتح لي الأبواب كمدرب”

وعن تجربته مع فريق شباب الحناية ومن عرض عليه فكرة العمل في هذا الفريق، فقال :” بعد تجربتي مع الشباب الرياضي لتلمسان وجمعية الزيانيين، تلقيت عرضا للعمل في فريق شباب الحناية، للإشراف على فريق أقل من 15 سنة، وهذا بإقتراح من الأخ العزيز والمناجير الحالي لوداد تلمسان يوسف برحال ،الذي زكاني لدى الرئيس آنذاك المرحوم عكاشة فقيه، أين عملت لمدة موسمين وكانت تجربة جد مفيدة ورائعة بالنسبة لي .”

“غمادي وبرحال فتحا لي أبواب العمل في وداد تلمسان”

وعن تجربته في فريق القلب وداد تلمسان، فقال بن عودة :” بعد موسمين في فريق شباب الحناية، تلقيت عرضا للعمل في فريق القلب وداد تلمسان، وهذا من طرف المناجير العام يوسف برحال والرئيس آنذاك محمد غمادي اللذان فتحا لي أبواب فريق وداد تلمسان  ومكناني من تحقيقي حلمي بالعمل في فريق القلب ، أين عملت في فريق المدرسة رفقة الصديق إسماعيل بن يمينة لمدة موسمين .”

“طريقة  الإستغناء عن خدماتي بعد كورونا آلمتني كثيرا”

وعن قرار إدارة وداد تلمسان بالتخلي عن خدماته بعد مرحلة ” كورونا” وعودة النشاط الكروي تدريجيا في الجزائر، فقال :” في الموسم الثاني لي مع وداد تلمسان، توقف النشاط الكروي في الجزائر بسبب جائحة كورونا، لفترة تقارب الخمسة أشهر، وهو ما جعلني وبعد تحسن الأوضاع نسبيا، أنشر إعلانا عبر صفحتي الرسمية أقترح فيه على كل اللاعبين سواء الذين كانوا يعملون معي في وداد تلمسان أو في فرق أخرى ،

أن أشرف على تحضيراتهم خلال فترة التوقف من اجل الحفاظ على لياقتهم البدنية، بدرجة أولى، وحتى يكونوا جاهزين مع عودة النشاط الكروي، لتكون مفاجأتي كبيرة مع عودة النشاط، وإستئناف الفرق تحضيراتها للموسم الجديد ، باستغناء إدارة وداد تلمسان عن خدماتي بحجة عدم حيازتي على الشهادة التي تسمح لي بالعمل في الفريق، وهو ما حز في نفسي كثيرا، خصوصا  بعد كل ما قدمته مجانا للاعبين خلال فترة التوقف، وكذلك لأن الفريق كان يعمل فيه مدربين لايملكون الشهادة أيضا، وكذلك لأنني كنت أرغب في مواصلة العمل مع الشبان الذين عملوا معي لمدة ثلاثة سنوات، وتوجوا بعد رحيلي بلقب البطولة مع مدرب آخر .”

“ليس لدي آي مشكل مع الرئيس سليمان نصر الدين”

وعن خلافاته الكبيرة مع رئيس النادي الهاوي لوداد تلمسان نصر الدين سليمان، والتي جعلته لا يتردد في إنتقاده علنا في كل مناسبة، فقال :” ليس لدي أي مشكل شخصي مع الرئيس نصر الدين سليمان ، ربما كانت خلافات في طريقة العمل، ولكن بعض الأطراف سامحها الله هي من صبت الزيت على النار وجعلت الخلاف يكبر، قبل أن تعود الأمور إلى نصابها في الآونة الأخيرة بيننا، ولكن ما أؤكده في هذا المقام هو أن الرئيس سليمان ورغم أخطائه وكل ما يقال عنه إلا أنه يحب كثيرا وداد تلمسان .”

 

“شباب أحياء تلمسان كان تحدي شخصي بالنسبة لي”

 وعن تجربته مع فريق شباب أحياء تلمسان الذي صنع الحدث في عاصمة الزيانيين خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، فقال بن عودة نصر الدين الملقب ب ” ناصري” :”  شباب أحياء تلمسان كانت فكرة شخصية لي خلال فترة جائحة كورونا، وقررت ترسيمها على أرض الواقع بمساعدة الأخ جيلالي حمزي، الأب الروحي لهذه الجمعية،  والذي عمل على توفير كل الظروف المريحة لي من أجل العمل والنجاح في مهمتي مع هذه الجمعية، حيث نجحنا في تكوين ثلاثة فئات، شاركنا بها في مختلف الدورات سواء الولائية أو الوطنية، ونلنا ثناء كبيرا سواء فيما يتعلق بمستوى اللاعبين أو طريقة اللعب، وهو ما يشرفني كثيرا رفقة الرئيس جيلالي حمزي وكذلك رفيق دربي رضا بطاهر الذي كان سندا كبيرا لي في كل الظروف ومدرب الحراس أسامة بريكسي، دون أن أنسى مسوؤلي وعمال ملعب الإخوة زرقة ورئيس بلدية تلمسان خواني بوجنان ورئيس الصندق البلدي للرياضة علاء دراقي الذين ساعدوني في النجاح في هذه المهمة، التي كانت بمثابة تحدي شخصي بالنسبة لي لإثبات الذات .”

“عودتي إلى وداد تلمسان كانت من أوسع الأبواب”

وعن عودته إلى فريق وداد تلمسان للإشراف على فئة أقل من 15 سنة فقال بن عودة نصر الدين  :” عودتي إلى وداد تلمسان جاءت بعد التغيير الذي طرأ على الجهاز الإداري للفريق بعودة يوسف برحال، وتولي سمير قندوسي رئاسة الفريق ناهيك عن إنضمام جيلالي حمزي الذي حملت معه في شباب أحياء تلمسان  للطاقم الإداري مع تسجيل عودة أبناء الفريق سواء في الفريق الأول في صورة خريس وهبري وحبي وبلغري  وجلطي او في الفئات الشبانية في صورة حامدي وسيدي الحاج ودحلب،  حيث كانت عودتي من أوسع الأبواب وبشروط، أبرزها عدم التدخل في صلاحياتي وتوفير ظروف العمل وهو ما تحقق على أرضية الميدان بعد أكثر من 5 أشهر  عمل، أين يبقى هدفنا ككل إعادة مدرسة وداد تلمسان إلى سابق عهدها  .”

“الإدارة الجديدة أعادت الهيبة للوداد وأنقذته من الإندثار”

وعن رأيه في الإدارة الجديدة للوداد بقيادة سمير قندوسي وبرحال، فقال :” فريق وداد تلمسان كان يسير نحو الإندثار بسبب الديون، ولكن الحمد لله الإدارة الجديدة بقيادة سمير قندوسي ويوسف برحال، وبمساعدة السلطات المحلية لولاية تلمسان وعلى رأسها الوالي بشلاوي، نجحت في رفع التحدي، وانقذت الفريق من الضياع، وخصوصا أعادت للفريق هيبته، سواء على مستوى الفريق الأول أو الفئات الشبانية التي تحظى برعاية كبيرة من طرف الإدارة عكس ما كان عليه في السنوات الماضية، خصوصا فيما يخص العتاد واللباس الرياضي والتنقلات والإطعام .”

“ورقة الصعود لم تحسم والفريق يبقى بحاجة إلى أنصاره”

وعن تأكيد الجميع على  تضييع الفريق لورقة الصعود بعد إتساع الفارق بينه وبين ثنائي المقدمة إتحاد الكرمة ومولودية سعيدة، فقال :” مشوار البطولة لايزال شاقا وطويلا ولا شيئ حسم فيه لحد الآن، صحيح الوداد لم يحقق النتائج المطلوبة، ولكن ما أشهد عليه هو أن الطاقم الفني الحالي يقوم بعمل كبير رفقة الإدارة، وعلى الأنصار التجند خلف الفريق ومساندته إلى غاية آخر ثانية من بطولة هذا الموسم وإن شاء الله فيها خير .”

“قدوتي في التدريب خريس محليا وغوارديولا عالميا”

 وعن قدوته في مجال التدريب فقال :” قدوتي في كرة القدم، سواء كلاعب او مدرب في الجزائر، هو جاري وصديقي وأخي خريس خير الدين الذي لن أنسى فضله عليا ما حييت، حيث  لم يبخل عليا بأي شيئ في مجال كرة القدم، أما عالميا فأنا ملهم بمنهج المدرب العالمي غوادريولا أسعى لتسجيد منهجية عمله ” التيكي تاكا” في جميع الفرق التي عملت فيها  لحد الآن .”

“طموحي نيل كل الشهادات و تدريب أحد المنتخبات الشبانية”

    وعن طموحاته في مجال التدريب فقال بن عودة نصر الدين:”  طموحي هو نيل كل الشهادات الممكنة في مجال كرة القدم، و تقديم الإضافة للفئات الشبانية في فريقي وداد تلمسان  ولملا تحقيق حلمي بالإشراف على أحد المنتخبات الوطنية  الشبانية في المستقبل إن شاء الله .”

حاوره: حمزة.ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى