حوارات

بهاء الدين بروس (لاعب مولودية سيدي بلعباس): “الإحتراف هو هدفي الذي لن أتنازل عنه”

في زمنٍ لم تعد الموهبة وحدها كافية لفرض الذات، هناك أسماء تُصرّ على أن تصنع لنفسها مسارًا خاصًا، متحدّية كل العراقيل، رافعة شعار الإيمان بالنفس والعمل المتواصل، كسب بهاء الدين بروس احترام من يعرفون معنى الصبر والكفاح. مهاجم بجناحين، يحلّق بين الأندية، ويترك بصماته رغم الصعوبات. هو نموذج للشاب الجزائري الطموح، الذي لا يعترف بالمستحيل.

من هو بهاء الدين بروس، وكيف كانت بداياته مع كرة القدم؟

“أنا بهاء الدين بروس، من مواليد 27 أفريل 1999 بوهران، طالب جامعي ومحب لكرة القدم منذ نعومة أظافري. بدأت اللعب في الأزقة والأحياء الشعبية، حيث تعلمت أولى مهاراتي، وهناك وُلد حلمي بأن أكون لاعبًا محترفًا. الشغف باللعبة كان أكبر من أي شيء، وكنت دائمًا مستعدًا للتضحية بالكثير من أجل الكرة.”

ما هو المنصب الذي تلعب فيه حاليًا، وما الذي يميزك فيه؟

“ألعب كمهاجم جناح، سواء في الرواق الأيمن أو الأيسر، وأحب هذا المنصب لأنه يمنحني حرية الحركة والقدرة على المراوغة وصناعة الفارق. أمتلك سرعة جيدة، وتحكمًا مقبولًا بالكرة، بالإضافة إلى رؤية هجومية تساعدني في خلق الفرص سواء لنفسي أو لزملائي.”

حدثنا عن الأندية التي مررت بها، وما الذي استفدته من كل محطة؟

“تنقلت عبر العديد من الفرق: ترجي مستغانم، مولودية سعيدة، أولمبيك خميستي، سريع النعامة، اتحاد النعامة، شباب النعامة، النجمة، وداد أمال كارطو، أمال شوبو، رائد سيتي بيتي، ومؤخرًا مولودية بلعباس. كل نادٍ كان مدرسة في حد ذاته. تعلمت أشياء كثيرة عن الانضباط، التحمل، وأهمية الجماعية. بعضها منحني الفرصة للتألق، والبعض الآخر واجهت فيه التهميش، لكنه زادني نضجًا.”

من هم المدربون الذين ساهموا في تكوينك وصقل موهبتك؟

“كان لي شرف العمل مع مدربين لهم باع طويل في الكرة الجزائرية مثل بلبحري محمد، أحمد بن صفية، مازوزي، قادة دربال، عبد القادر بن جيلالي، نور الدين جلال وناجي نبيل. كل واحد منهم أضاف لي شيئًا. بعضهم علّمني الانضباط، وآخرون منحوني الثقة، والبعض الآخر ساعدني على تحسين تموضعي الهجومي وكيفية قراءة اللعب.”

ما هي المباراة التي لن تنساها أبدًا؟

“مباراة كأس الجمهورية كانت تجربة لا تنسى. التوتر كان حاضرًا بقوة، وكان علينا أن نثبت أننا في مستوى التحدي. رغم الضغط الكبير، قدمت مستوى جيدًا، وخرجت من اللقاء بشعور الفخر، خاصة بعدما تلقيت إشادات من الأنصار والمدرب.”

ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتك؟

“الظلم والتهميش كانا ألدّ أعدائي. لكنني لم أضعف. في كل مرة أُقصى فيها، أعود إلى التدريبات بعزيمة أكبر، لأنني مؤمن أن العدالة الكروية ستتحقق عاجلاً أم آجلاً.”

من وقف إلى جانبك في الأوقات الصعبة؟

“عائلتي كانت سندي الأول. تحملوا معي عناء التعب، دعموني نفسيًا ومعنويًا، ولم يتخلوا عني حتى في أصعب الفترات. والدي وأمي بالخصوص، كانا يؤمنان بي حين كان الآخرون يشككون. ذلك الإيمان كان دافعًا قويًا للاستمرار.”

ما هي أجمل ذكرى تحتفظ بها في مشوارك؟

“تتويجي بالكأس مع أحد الفرق كان لحظة لا توصف. شعور رفع الكأس بين زملائك، بعد موسم شاق ومليء بالتضحيات، كان بمثابة اعتراف بمجهوداتي، وكانت لحظة فخر حقيقية.”

وما هي الذكرى التي تود نسيانها؟

“ضياع البطولة في آخر جولة كان بمثابة الصدمة. كنا الأقرب، والكل كان يراهن علينا، لكن للأسف الكرة لا تعترف إلا بمن يُنهي المهمة. تلك الخسارة أثرت فيّ كثيرًا، لكنني تعلمت منها أن المشوار لا يُحسم حتى صافرة النهاية.”

هل سبق أن تعاملت مع مناجير؟ ولماذا؟

“لا، لم أتعامل مع أي مناجير حتى الآن. ربما لأنني كنت أركز على تطوير مستواي قبل التفكير في الأمور الإدارية، ولكنني لا أنكر أن وجود مناجير نزيه يمكن أن يفتح لك الأبواب في عالم الاحتراف.”

هل لديك اتصالات أو عروض من أندية أخرى؟

“نعم، وصلتني بعض الاتصالات في الفترة الأخيرة، وهناك أندية أبدت اهتمامها، لكنني أنتظر العرض الجاد الذي يمنحني الاستقرار والفرصة لإثبات نفسي.”

ما هو الهدف الذي تسعى لتحقيقه اليوم؟

“هدفي الأساسي هو الاحتراف خارج الوطن، واللعب في مستويات عالية تليق بإمكانياتي وطموحاتي. أريد أن أكون مثالاً للشاب الجزائري الذي شق طريقه رغم كل التحديات.”

ما الذي تحتاجه لتصل إلى هذا الهدف؟

“أحتاج إلى الفرصة، فقط الفرصة. أنا مستعد بدنيًا وذهنيًا، وأتدرب بانتظام. لو تُمنح لي مساحة حقيقية لإظهار ما أملك، أنا واثق أنني سأصل إلى أبعد مما يتصور البعض.”

من هو اللاعب الذي تعتبره قدوة لك في الميدان؟

“أحب طريقة لعب كريستيانو رونالدو لأنه يجسد المعنى الحقيقي للعمل والتضحية. مثابرته وتحوله من لاعب عادي إلى أسطورة هو درس لكل من يؤمن بأن العمل يسبق الموهبة.”

كلمة أخيرة…

“أشكر كل من دعمني منذ البداية، وأخص بالذكر عائلتي التي لم تتخلَّ عني. أعدكم أنني لن أستسلم، وسأواصل الكفاح حتى أصل. المستقبل لا يُمنح، بل يُنتزع، وسأنتزع مكاني إن شاء الله في سماء الكرة.”

حاوره: سنينة. م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى