بوحفصي مراد (رئيس النادي الرياضي الهاوي السعادة): “هدفنا رياضي تربوي ولا نلهث وراء الأموال”
يعتبر مراد بوحفصي أحد أبرز اللاعبين السابقين الذين أنجبتهم وهران و الذي لم يبتعد عن المجال بعد اعتزاله لعالم المستديرة، حيث ظل قريبا للغاية من الرياضة التي أحبها و قضى معظم فترات شبابه في ممارستها، وعين بوحفصي في منصب مدير لملعب الحبيب بوعقل منذ عدة سنوات، كما أنه مؤسس و رئيس النادي الرياضي الهاوي السعادة المختص في التكوين، وفوق كل شيء فهو ابن عائلية ثورية معروفة لعبت دورا كبيرا في حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، وتحدث مراد لجريدة “بولا” عن مشروعه التكويني الطموح الذي بدأ سنة 2001 و ترسم سنة 2003، وحاول من خلال إطلالته عبر صفحات جريدتنا اطلاع الرأي العام حول الدور الذي تلعبه هذه المدرسة الواعدة في التكوين و الصعوبات التي تواجهها.
في البداية كيف جاءتك فكرة تأسيس نادي هاوي للتكوين؟
“أنا ابن كرة القدم، وعندما اعتزلت اللعبة لم أفكر في شيء آخر سوى البقاء في هذا المجال الذي أعرفه، لذا و بعد تفكير طويل قررت تأسيس نادي رياضي للصغار يهتم بتكوينهم و منحهم فرصة قد لا يجدونها في أندية أخرى، ولهذا بدأ العمل على التجسيد سنة 2001 لكننا لم نحصل على الاعتماد من طرف الجهات المعنية سوى في 2003، والحمد لله منذ ذلك الحين و أنا أشرف على هذا الفريق الذي صار معروفا على المستوى الولائي و حتى الوطني.”
هل لك أن تتحدث لنا عن الهدف من وراء هذا التأسيس؟
“منذ البداية كان هدفنا واضحا، وهو فتح الأبواب للجميع دون استثناء، هناك لاعبون موهوبون تعرضوا للحقرة هنا و هناك، فاحتضنتهم مدرستنا و طورت إمكانياتهم، وآخرون لا يعرفون إطلاقا ممارسة كرة القدم، ومع ذلك منحناهم فرصة عيش أجواء الملعب، بل وصل الأمر لغاية إنشاء فريق للمصابين بمتلازمة داون بدافع إنساني بحت، ففي نهاية المطاف يبقى هدفنا هو الجانب التربوي و الديني و الإنساني، ونحن لا نلهث إطلاقا وراء الأموال، وجعل هذه المدرسة الكروية مصدرا للاستغناء من وراء تعلق الأطفال الصغار بكرة القدم.”
من هم الذين يشرفون على تأطير اللاعبين؟
“أنا شخصيا أحد المؤطرين، وسعيت لاكتساب بعض الشهادات و تطوير نفسي بالإضافة لخبرتي كلاعب سابق في المستوى العالي، وهناك مدربون آخرون يتميزون بالكفاءة، ولديهم شهادات تدريب معترف بها من طرف الفاف، ونستعين أيضا في بعض الأحيان بإطارات من الديجياس، ولدينا طاقم طبي متخصص، فنادينا رغم أنه فريق هاوي لكنه مهيكل وفقا للإمكانيات المتاحة.”
ما هي الصعوبات التي تواجهكم في مهمتكم؟
“كما يعلم الجميع فان الجاني المالي مهمة في كرة القدم، وعلى وجه التحديد التكوين في الفئات الصغرى، وللأسف الشديد مداخيلنا من الإعانات معدومة منذ فترة طويلة، ومع هذا لم نتوقف يوما واحدا أو نتذمر، فكما قلت لا نسعى وراء الأموال، والحمد لله هناك رجال واقفون معنا، وهم من أولياء بعض اللاعبين ميسوري الحال، حيث يعتبرون الأموال التي يقدمونها على أنها صدقة لهؤلاء الأطفال الصغار من أجل تشجيعهم على ممارسة كرة القدم و إنقاذهم من الضياع و الآفات الاجتماعية، وأستغل المناسبة لأتوجه بالشكر الجزيل لهم على ما قدموه، ولولاهم لما ظلت مدرستنا صامدة لـ20 سنة و المسيرة ستبقى متواصلة إن شاء الله.”
من هم الأشخاص الذين ساهموا في هيكلة هذا الفريق؟
“حتى تكون الأمور واضحة، الفضل الأكبر يعود للمربي و المنسق العام للفئات الشبانية لجمعية وهران محي الدين بخات، فهذا الأخير قام بهيكلة فريقنا بطريقة ممتازة، ووضع لنا أسسا صحيحة للاستمرار، وبالمناسبة أيضا أتمنى له الشفاء العاجل بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب، وأقول له اشتقنا لتوجيهاتك و لنصائحك، فهو رجل يعرف معنى التكوين و التأطير، وأنا شخصيا أعتبره من أكفأ المكونين على المستوى الوطني، وتعلمنا منه الكثير و سنبقى كذلك لسنوات طويلة.”
في كل مرة تتحدث بفخر عن اللاعب بلايلي، ما السبب وراء ذلك؟
“يوسف بلايلي لاعب كبير، ومهما قالوا عنه أو انتقدوه فهو موهبة نادرة للغاية، وسبب فخري عند الحديث عنه هو أن بدايته الكروية كانت معنا من خلال النادي الرياضي الهاوي السعادة، قبل أن يشق طريقه نحو النجومية، وهو أيضا في كل مرة يتحدث عنا بفخر و اعتزاز، ولم ينكر الجميل، انه لاعب طيب للغاية، ومن الطبيعي أن نعتز بها فهو عنصر مهم مع المنتخب الوطني، وساهم بقسط كبير في تتويجنا بكأس أمم إفريقيا 2019 في مصر، والآن يصنع أفراح مولودية العاصمة، وأتمنى له كل التوفيق، وأن يتواجد ضمن قائمة كان 2024 بساحل العاج، فهو يستحق ذلك.”
كلمة أخيرة تريد أن تختم بها هذا الحوار…
“أود أن أشكر كل ما ساعدوني على تأسيس و تكوين هذا النادي، وأترحم على والدي العزيزين اللذين كانا لهما الفضل في كل نجاح حققته، ولولاهما لما فعلت شيئا، أدعو الله لهما بالرحمة و المغفرة، كما أنني سأواصل العمل و تأطير هؤلاء الأطفال و الشبان متحديا كل العقبات و المصاعب، لأن هدفنا نبيل و لا وجود لأي مصالح شخصية، ومن يريد ممارسة كرة القدم فمرحبا بهم في النادي الرياضي الهاوي السعادة و الأبواب مفتوحة للجميع.”
رامي.ب