حوارات

بورقعة سفيان مناجير و مدرب الفئات الشبانية لأولمبي الونزة: “الأولمبي خزان حقيقي للمواهب و أتمنى إلتفاف الجميع حول الفريق”

كيف هي الأحوال؟

“السلام عليكم، الحمد لله بخير”.

عرف نفسك للجمهور الرياضي؟

“سفيان بورقعة من مواليد 26/01/1985 بالونزة ولاية تبسة لاعب سابق في صفوف الفئات الشبانية لأولمبي الونزة وحاليا مناجير ومدرب الفئات الشبانية، متحصل على شهادة فاف 2 في التدريب مع بعض الشهادات التي تحصلت عليها في إطار تربصات المدربين”.

كيف بدأت قصتك مع كرة القدم؟

“بدأت قصتي مع كرة القدم في الحي مع الأصدقاء كوني أقطن بجانب الملعب البلدي العريق عبد الحميد مشري بحي الزوابي بالونزة ، وبعدها تم استدعائي من طرف أحد المدربين المعروفين في مدينتي و هو المرحوم الشيخ يحيى لغبش رحمة الله عليه ، عند مشاهدته لي وأنا ألعب مقابلة مع أصدقائي في الملعب رغم صغر سني آنذاك إلا أنه فرض علي التدريب فقط مع أصاغر أولمبي الونزة دون خوض المباريات الرسمية، و ذلك من أجل تحضيري إلى أن أصل سن الإمضاء مع الأصاغر، و حين وصلت إلى السن المشروط للإمضاء فى نادي القلب أولمبي الونزة OSO ،بدأت مشواري الرياضي باللعب مع الفئات الشبانية لفريق أولمبي الونزة حتى الأشبال و مناصر لفريق القلب ، و بعدها درست عن التدريب حيث تحصلت على شهادات تدريبية و الآن أنا مناجير ومدرب للفئات الشبانية بالونزة علما أن نهاية مسيرتي كلاعب كانت بعد إجراء عمليتين جراحتين واستحالة عودتي للعب وكانت أسوء ذكرى لي في حياتي”.

كيف إلتحقت  بنادي شباب الونزة؟

“بعد غياب لسنوات عن المدينة  كوني كنت أعمل بالعاصمة، و كانت لي الفرصة واستغليت قربي من مدربي إتحاد العاصمة للفئات الشبانية بملعب عمر حمادي ببولوغين وعشت معهم سنوات كما استفدت من خبرتهم على أرضية الميدان والحمد لله كانت إيجابية ولم يبخلو علي بشئ. بالمناسبة أقدم لهم كل التقدير والاحترام كل واحد بإسمه، كما تحصلت على شهادات تدريب و شاركت في الكثير من تربصات المدربين، وبالعودة إلى المدينة كان لي أول اتصال من رئيس نادي أولمبي الونزة كمال صياد للعمل كمدرب للأصاغر لكن رفضت الفكرة وقراري كان مساعد مدرب فقط مع الأواسط. لكن كانت المسيرة قصيرة لبعض الظروف وفي العام الموالي اتصل بي رئيس فريق أولمبي الونزة منير لبيض واتفقنا بسهولة تامة كوني كنت متحمسا لخوض أول تجربة تدريبية كمدرب وكمدير فني لجميع الفئات الشبانية في مدينتي و الحمد لله”.

فئة أقل من 15سنة و أقل من 17سنة صنعوا الحدث ،ما السر في ذلك؟

“نعم السر في تألق الفئات الشبانية يكمن في العمل و التدريب المستمر و زيادة على هذا الانضباط الكبير للاعبين و تطبيق خطط المدرب والفئات الشبانية عموما وخاصة في مدينة الونزة كانت بارزة على مر السنوات ، وهذا راجع أولا للخزان الكبير من المواهب الذي تتمتع به المدينة وكذا العمل المتواصل معهم رغم قلة و أحيانا انعدام الإمكانيات”.

بعد توقف بطولة الشبان لوقت طويل ،هل سيؤثر ذلك على اللاعبين الشبان؟

“طبعا سيؤثر توقف البطولة على اللاعبين لأن تدريب المجموعة مختلف كثيرا على التدريب الفردي ، زائد انعدام المنافسة،  وفئة الشباب مثل الكبار يتأثرون بغياب المنافسة وخاصة المستوى البدني لكن مع ذلك فنحن نجري تقريبا أسبوعيا دورات رياضية للشبان بغرض المحافظة على المستوى وكذا اللياقة البدنية”.

فريق الأصاغر و الأشبال يزخران بعديد المواهب،هلا أعطيتنا لمحة عن هؤلاء اللاعبين الشبان؟

“نعم الفئات الشبانية للنادي العريق مدرسة أولمبي الونزة غنية عن التعريف على المستوى الوطني، وهي ولادة للمواهب وتزخر بالكثير والكثير من المواهب الصاعدة مثل اللاعب أنور بوذيبة ولزهر بوڨفة ولؤي فصيح و الحارسان علاء ملوك وسيف الدين سهيل  وضياء حمة وسفيان العلمي وجهاد بوخشم وبهاء الدين عطية ولطفي رتيتي والكامل نصر الله، والقائمة طويلة”.

كيف تقيم مستوى الشبان في المواسم المنصرمة؟

“كانت مواسم استثنائية في الموسمين المنصرمين، الفئات الشبانية لأولمبي الونزة تحصلوا على بطولات جهوي عنابة زائد الوصول إلى الربع النهائي من كأس الجمهورية لفئة أقل من 15 سنة، بمجموع 6 بطولات جهوية في ثلاث مواسم على التوالي ،حقيقة رغم انعدام الإمكانيات والمرافق إلا أنهم كانوا محاربين وأبطال بشهادة الجميع و أقولها وأعيدها المشوار كان ناجحا على جميع الأصعدة، إذا أخذنا في الحسبان أن العمل مع الشباب لا يأخذ النتائج بعين الاعتبار بقدر ما يكون العمل مركزا على التكوين وتطوير المهارات الفنية والبدنية والذهنية قصد تكوين جيل للمستقبل”.

برأيك هل كرة القدم  التبسية بصفة عامة وصلت للمستوى المطلوب من حيث التنظيم و النتائج؟

“المستوى على غرار كل فرق الوطن يتقارب أحيانا ويتباعد أحيانا أخرى، وهذا راجع لعدة عوامل أهمها الإمكانيات المادية والمرافق الرياضية، لكن لحد الآن لم تصل بعد للمستوى المطلوب خاصة وأنها تتمتع بخزان للمواهب وحتى بعض المرافق ، إلا أن سوء التسيير والإدارة في بعض الأحيان يحول دون ذلك و الدليل أن شبان الولاية يلقون الاهتمام والتكوين خارج الولاية أكثر”.

كيف تقيم عمل الرابطة الجهوية و هل هي عند حسن تطلعات الأندية؟

“رغم النقائص ونحن نعلم جميعا أن كل الرابطات متشابهة في الكرة الجزائرية إلا أنهم يقومون بمجهود رائع حاليا”.

كيف ترى مستقبل الكرة في الونزة في ظل نقص الملاعب و كذا عدم صلاحية بعضها ؟     

“بصراحة، مستقبل الرياضة في مدينة الونزة مجهول إن لم أقل في خطر، خاصة بعد التراجع الرهيب لدعم الأندية والتي تعاني من أزمات عميقة أدت إلى هجرة الملاعب من طرف اللاعبين والمدربين والمسيرين وحتى الجمهور، وأسباب أخرى مثل انعدام  الملاعب الجوارية المعشوشبة والمرافق الرياضية ،ونظرا  للمواهب الموجودة في المدينة .ومعروف عن الونزة أنها ولادة للمواهب بإذن الله ستحلق المدينة عاليا في مجال كرة القدم في المستقبل”.

الكل يعلم الوضعية البيئية الصعبة التي تمر بها البلاد،ألا ترى بأن هاته الوضعية تؤثر بشكل مباشر على شبان المدينة من حيث الرغبة في الممارسة؟

“نعم تؤثر وخاصة في ظل عدم وجود التجهيزات و عدم وجود المقومات التي تساعد في بناء و رقي اللاعبين، لكن كما قلت سابقا تنظيم الدورات الرياضية من حين لآخر يساهم ولو جزئيا في المحافظة على المستوى الفني واللياقة البدنية للاعبين مع نشر بعض النصائح في وسط لاعبينا عن طريق التواصل الاجتماعي”.

بصفتك مدرب للشبان كيف ترى واقع التكوين على مستوى مدينة الونزة؟

“لا أبالغ حين أقول أن التكوين شبه منعدم إلا نادرا، وهذا راجع لأسباب عديدة منها انعدام المرافق والدعم ،لكن نحن نعمل ليلا نهارا لتكوين اللاعبين و الحمد لله عملنا يثمر هذا الموسم بتوقيع لاعبين في المحترف الأول، و مع ذلك يوجد نقائص كبيرة جدا في الهياكل والمنشآت الرياضية ومازال يحتاج الكثير والكثير لتطويره”.

ما هي الحلول لإرجاع العمل القاعدي و التكوين إلى ما كان عليه في السابق؟

“العمل القاعدي هو الأصل في كرة القدم ،وقد رأينا نتائج العمل مع الشبان في كافة أنحاء العالم ،وأين وصلت نيجيريا والكامرون وفرنسا إلى اعلى المستويات بفرق بدأت مع بعضها منذ سن 15سنة ، ويجب وضع اليد في اليد ووضع الخلافات جانبا والالتفاف والتكاتف من أجل مستقبل الأجيال القادمة و الدعم لإرجاع النادي العريق أولمبي الونزة والمدرسة الغنية عن التعريف إلى سابق عهدها ، والاعتماد على تكوين الفئات الشبانية والمواهب التي تزخر بها المدينة وتدعيمهم من كل الجوانب وخاصة الرياضة المدرسية و خلق أكاديميات للمواهب الصاعدة في المدينة”.

هل تؤيد قرار المكتب الفيدرالي بإيقاف البطولة بمختلف أقسامها إن تفاقم الوضع الصحي                                                                                      

“طبعا لا ، فهذا القرار ظالم وسيضع كرة القدم الجزائرية في ورطة والضحية الأكبر هم الفئات الشبانية ،وندعو الله أن يرفع عنا هذا الوباء وتعود الحياة إلى طبيعتها إن شاء الله”.

كيف تريد أن نختتم هذا الحوار؟

“كل الشكر والتقدير والاحترام لهذه الجريدة التي تقوم بعمل جبار وبكل احترافية ، وشكرا لكم على الالتفاتة و وصولكم إلى مدينة الثروات الحدودية بالشرق الجزائري ومدينة المناجم ومدينة النادي العريق أولمبي الونزة ، وأتمنى لهذه الجريدة النجاح والتوفيق، وفى الأخير أختم كلامي وهو ندائي للسلطات لإعادة النظر والوقوف على الرياضة في الونزة التي أطاحت بفرق عريقة في موسم مابين الرابطات وأطاحت بعميد الأندية الجزائرية مولودية الجزائر MCA في إطار كأس الجمهورية ، والتأهل إلى الدور 16 ، و أمنيتي أن أرى النادي العريق أولمبي الونزة يحلق في الأقسام الأولى ومواهب الونزة تتألق في المحترف.ورسالة إلى رجال المدينة العريقة وضع الخلافات جانبا و وضع اليد في اليد للنهوض بالرياضة في مدينة النادي العريق أولمبي الونزة”.

حاوره سنينة مختار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى