بوعبد الله عدة (مدرب أواسط نادي درب وهران حاليا): “نقص الإمكانيات لن يثني من عزيمتنا في مجال التكوين”
من بين الفرق العريقة المتواجدة بوهران، إضافة إلى اتحاد وهران أو شباب بلانتير، نذكر على سبيل المثال نادي درب وهران CDJ كما كان يطلق عليه سابقا، إذ يعود تاريخ تأسيسه إلى منتصف القرن الماضي، ليتوقف عن النشاط بعد الاستقلال ثم يعود من جديد في السنوات الماضية. حيث أن هذا الفريق أعطى الكثير للكرة الجزائرية، خاصة العديد من اللاعبين الذين تألقوا عبر مختلف الملاعب الوطنية، ومازال ينجب العديد من المواهب، خاصة في الفئات الصغرى. هذا العمل، لم يكن ليتحقق لولا وجود من هم قادرين على العمل مهما كانت الظروف. من بينهم، عدة بوعبد الله، مدرب اواسط نادي درب وهران، وهو الذي قضى أزيد من عشرين سنة كمربي ومدرب لمختلف الأصناف الشبانية وبغية التعريف به كان لجريدة بولا لقاءا خاطفا معه.
“مسيرة طويلة وحافلة في الميدان الكروي”
في البداية أكد بوعبد الله عدة، بأن عمله كان مقتصرا في الفئات الشبانية منذ 17 سنة تقريبا، أما في مجال الممارسة الرياضية فهو حكما سابقا من خريجي المدرسة الوهرانية المميزة على الصعيد الوطني. كما كان مدربا في صفوف “نادي بلانتير” لسنوات طويلة في فئة الأشبال على وجه الخصوص. باختصار فقد قام بتدريب جميع الأصناف من فئة البراعم إلى الأواسط كما هو عليه الشأن هذا الموسم إذ يشرف على أواسط نادي درب وهران إضافة إلى إشرافه على المدرسة الكروية لسريع وهران الفتية. وعلى الرغم من الإمكانيات المتواضعة المتاحة أمام الفرق حاليا، ونظرا لحبه لمهنته، أقدم بوعبد الله عدة على إجراء تربصا من أجل الحصول على شهادة تدريب تحت إشراف رابطة وهران الولائية لكرة القدم.
“ليس من السهل تدريب الفئات الصغرى”
أكد بوعبد الله عدة بأن مهمة تدريب الفئات الشبانية من أصعب المهام في مجال التدريب، وهذا لعدة اعتبارات، ونظرا أيضا لحساسية هذه الفئات التي تتطلب المراقبة الدائمة والتدخل في الجانب التربوي والأخلاقي: “كون أنها مسؤولية كبيرة وأمانة في أعناقنا من قبل أهالي اللاعبين. كما أن الاهتمام بها يتعدى إلى الجانب الدراسي فلا يمكن التخلي عنه ولابد من المدرب التقرب من اللاعبين ومحاولة معرفة انشغالاتهم في حياتهم الاجتماعية حتى يتم تأهيلهم وتحضيرهم من جميع الجوانب. هذا ما يتم تطبيقه في النوادي والمدارس العالمية وفق دراسات منهجية وعلمية حديثة وعلينا أن نكون على دراية بكل ما هو جديد في مجال التدريب.”
“نعمل في ظروف صعبة”
أضاف محدثنا قائلا: “كما يعلم الجميع فان العمل دائما ما يكون وسط قلة الإمكانيات ولولا حب المدرب لمهنته النبيلة خاصة في الفئات الصغرى لغادر جلهم هذه المهنة خاصة في وهران، أين غابت الإعانات منذ سنوات أي منذ 2017 عن الفرق كما يؤكد غالبية رؤساء الفرق ذلك. تجد في بعض الأحيان المدرب يتكفل بنفسه بشراء لوازم التدريب البيداغوجية اللازمة للعمل. أما عن جديد هذا الموسم فقد انطلقت التحضيرات منذ منتصف شهر أوت ونحن بصدد إجراء لقاءات ودية من أجل تحديد التشكيلة النهائية التي سوف تحمل ألوان الفريق ولتعويض بعض اللاعبين الذين غادروا الفريق لنوادي أخرى وهذا ما يبين مدى طبيعة العمل القاعدي عندنا كما أننا نعمل بالتنسيق مع مدرب فئة الأكابر السيد مسلم وليد الذي يعطي أهمية كبيرة لعنصر الشباب في تدعيم فئة الأكابر مستقبلا.”
“ننتظر دعم السلطات”
كما اختتم مدرب أواسط نادي درب وهران، بوعبد الله عدة حديثه قائلا: “أتمنى من السلطات أن تدعم الفرق الصغيرة لأنها الخزان الأول للنوادي الكبيرة وهي مستقبل كرة القدم الجزائرية فكم من اللاعبين من وهران غادروا فرقهم نحو مختلف الفرق الأخرى عبر كامل القطر الجزائري بسبب قلة التحفيزات المالية و عدم إعطاء الفرصة للجميع بسبب المحسوبية و سياسة “السوسيال”، حيث الأفضلية لأصحاب الجاه و المال ما أثر على مستوى كرة القدم بوهران التي تعاني منذ مدة من جميع النواحي و حتى إعلاميا، أين تجد القليل من وسائل الإعلام من تفتح صفحاتها لمختلف الأقسام على غرار جريدة بولا الرياضية.”
حاوره: زروقي ح /إعداد: محمد عمر