بين سقوط سعيدة و الحمراوة و إنسحاب وادي تليلات … كرة اليد في الغرب الجزائري تحتضر
تاريخ كرة اليد في الغرب الجزائري مليء بالإنجازات والتتويجات، حيث كانت الأندية المحلية تلعب دورًا كبيرًا في تطوير هذه الرياضة على المستوى الوطني والقاري. لكن اليوم، تواجه هذه الأندية تحديات كبيرة تهدد وجودها واستمراريتها. في هذا المقال، سنتناول وضع أندية المنطقة، مع التركيز على مولودية وهران ومولودية سعيدة ومولودية وادي تليلات، بما أنها أندية نخبة و تشارك في بطولة القسم الممتاز الجزائري وسنستعرض تفاصيل كل فريق ومشاكله في هذا التقرير لجريدة بولا….
تاريخ مولودية وهران يذهب أدراج الرياح
يعتبر نادي مولودية وهران من أعرق الأندية الرائدة في الجزائر. خلال مسيرتها، حققت العديد من الألقاب على المستوى المحلي والقاري، بما في ذلك الدوري الجزائري مرتين وكأس الجزائر مرتين مع وصافة لستة مرات كاملة مع تتويج بكأس إفريقيا لمرتين و بطولة العرب لخمس مرات. كما عُرفت بلعبها القوي والمتميز، واحتلت مكانة مرموقة في قلوب عشاق كرة اليد. كانت مولودية وهران تملك قاعدة جماهيرية كبيرة، مما ساهم في تعزيز مكانتها في الساحة الرياضية. و لكن للأسف، يواجه الفريق أزمة إدارية خانقة منذ بداية الموسم، حيث لا يزال بلا رئيس أو إدارة. وقد انعكس هذا الغياب الإداري بشكل سلبي على الأداء، حيث يحتل الفريق مؤخرة الترتيب بعد سلسلة من الهزائم المتتالية. فقد تمكن من تحقيق فوز يتيم على حساب الجار مولودية سعيدة، مما وضعه على حافة الهبوط إلى القسم الأدنى.
موسم صعب للغاية
بدأت معاناة الفريق بتعثره في المباريات الأولى من الموسم، حيث تلقى هزائم متتالية سواء داخل الديار أو خارجها. كانت النتائج المخيبة للآمال تتوالى، مما أثّر على معنويات اللاعبين والجماهير. تعاني مولودية وهران من نقص في الثقة والاندفاع، وهو ما يظهر جليًا في أدائها على الملعب. مع اقتراب نهاية الموسم، يبدو أن مولودية وهران ستفقد مكانتها في القسم الممتاز، مما يهدد تاريخها العريق ويثير قلق الجماهير. يتطلب الوضع تدخل السلطات والجهات المعنية لإنقاذ هذا النادي الذي يمتلك تاريخًا حافلًا.
مولودية سعيدة..المدرسة تعيش أسوأ مواسمها في التاريخ
تُعتبر مولودية سعيدة من الأندية التي ساهمت بشكل كبير في دعم المنتخب الوطني، حيث تخرج منها العديد من اللاعبين المميزين. تاريخها مليء بالتتويجات، بما في ذلك الألقاب المحلية والقارية، مما جعلها مدرسة حقيقية لكرة اليد. كانت مولودية سعيدة تُعرف بجودة لاعبيها وتاريخها الحافل، حيث لعبت دورًا محوريًا في تشكيل منتخب الجزائر. لكن الوضع الحالي للفريق ليس أفضل من جاره مولودية وهران. فقد عانت مولودية سعيدة من أداء مخيب للآمال، حيث لم تحقق أي نقطة في 10 مباريات كاملة هذا الموسم. إن الغياب عن تحقيق النتائج الإيجابية يضع الفريق في موقف حرج، حيث يحتل مؤخرة الترتيب. تعكس هذه النتائج ضعف الإدارة وعدم الاستقرار في الفريق، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بين اللاعبين والجماهير. و تتطلب الأوضاع الحالية في مولودية سعيدة تدخلًا عاجلاً من السلطات المحلية لإنقاذ الفريق وتوفير الدعم المالي والإداري اللازم لعودة الفريق إلى سكة الانتصارات. إن عدم التدخل الفوري قد يؤدي إلى هبوط الفريق إلى القسم الأدنى، مما سيكون له تأثير كبير على تاريخ النادي ومستقبل اللاعبين.
الغرب الجزائري لن يشهد مباريات القسم الممتاز مستقبلا
تشترك الأندية الثلاثة في العديد من التحديات، بما في ذلك الأزمات المالية والإدارية فغياب الاستقرار في هذه الأندية يؤثر بشكل كبير على مستوى المنافسة في كرة اليد في المنطقة. كما أن فقدان الأندية العريقة لمكانتها يهدد بتقليص قاعدة الجماهير ويؤثر على تطوير اللاعبين الشباب. تتطلب الأوضاع الحالية استراتيجية شاملة لإنقاذ كرة اليد في الغرب الجزائري. يجب أن يتم تنسيق الجهود بين الأندية والجهات الرسمية لتوفير الدعم المالي والتقني. يمكن أن تلعب الاستثمارات في البنية التحتية والتدريب دورًا كبيرًا في إعادة إحياء هذه الأندية. تتطلب الأوضاع الصعبة التي تمر بها أندية الغرب الجزائري لكرة اليد، وخاصة مولودية وهران ومولودية سعيدة ومولودية وادي تليلات، تدخلًا عاجلاً من السلطات المحلية والجهات المعنية. يجب أن يتم توفير الدعم المالي والإداري اللازم لإنقاذ هذه الأندية من شبح الهبوط والانهيار، وإعادة بناء تاريخها العريق في كرة اليد. إن مستقبل هذه الأندية يعتمد على القرارات التي سيتم اتخاذها في الأيام القادمة، وأمل الجماهير أن تعود الأندية إلى سكة الانتصارات والمنافسة على الألقاب. إن إعادة بناء كرة اليد في الغرب الجزائري ليست مهمة سهلة، لكنها ممكنة إذا توفرت الإرادة والموارد اللازمة.
بسبب الأزمة المالية ..نادي مولودية وادي تليلات يلوح بالانسحاب من البطولة
وسط أجواء صعبة، يواجه نادي مولودية تليلات لكرة اليد أزمة مالية خانقة قد تدفعه إلى الانسحاب من البطولة الوطنية. عبد الحق زمالي مفتاح، رئيس فرع كرة اليد للنادي، صرح لجريدة بولا بتفاصيل مقلقة حول الوضع المالي للنادي، مشيرًا إلى غياب الدعم المالي والفشل في الحصول على الإعانات المستحقة من الجهات المختصة. في تصريحاته لبولا قال زمالي مفتاح: “ندرس فكرة الانسحاب من البطولة بسبب غياب الدعم المالي. لم نتمكن من التنقل إلى ورقلة للعب المواجهة الماضية بسبب غياب الموارد المالية.” وأضاف: “لم نتلقَ حتى الآن الإعانات المالية من البلدية ومديرية الشباب والرياضة لموسمي 2023/2024 و2024/2025.”
تفاصيل الأزمة المالية
واجهت مولودية وادي تليلات تحديات مالية متزايدة في السنوات الأخيرة. عدم استلام الإعانات المالية المستحقة جعل من الصعب على الفريق تغطية نفقات السفر، التدريب، والمباريات. هذا الوضع أدى إلى إلغاء بعض المباريات وعدم قدرة الفريق على التنقل للمشاركة في المواجهات الرسمية في البطولة، وأوضح زمالي مفتاح: “طرقنا كل الأبواب من أجل الدعم المالي، ولم نتلقَ أي رد.”، مشيرًا إلى التمييز الذي تعاني منه مولودية وادي تليلات في توزيع الإعانات المالية: “أندية تنشط في أقسام أدنى تحصلت على ميزانيات وإعانات أكثر منا بكثير.”
و تعكس تصريحات زمالي مفتاح الإحباط الكبير الذي يشعر به النادي حيال الوضع الحالي. الفشل في تأمين الدعم المالي يعكس ليس فقط أزمة مالية، بل أيضًا إدارة غير فعالة من الجهات المختصة. عدم وجود استراتيجية واضحة لتوزيع الموارد المالية يعمق الفجوة بين الأندية ويزيد من التحديات التي تواجهها الفرق في الأقسام العليا. و أضاف زمالي مفتاح: “أموّل الفريق من مالي الخاص، ولن يكون بمقدوري المواصلة في هذه الظروف.”، مما يعكس الضغط الشخصي والمالي الذي يواجهه رؤساء الأندية والجهود الكبيرة التي يبذلونها للحفاظ على فرقهم قائمة.
الأزمة المالية لم تؤثر فقط على الفريق الأول، بل امتدت أيضًا إلى الفئات الشابة التي تعتبر العمود الفقري لمستقبل النادي. عدم توفر الموارد اللازمة لتطوير الفئات الشابة قد يؤدي إلى تراجع المستوى الرياضي على المدى الطويل وفقدان المواهب الواعدة. وأشار زمالي مفتاح إلى أن النادي قد يضطر للانسحاب من البطولة الوطنية والتركيز على الفئات الصغرى، مما يعكس التحدي الكبير في تحقيق التوازن بين الاستدامة المالية وتطوير اللعبة.
دعوة للتغيير و تدخل السلطات
و أكد زمالي مفتاح أن حل الأزمة يتطلب تدخلاً سريعًا من الجهات المختصة والسلطات المحلية، قائلاً: “على السلطات التدخل ووقف ما يحدث”، مطالبًا بتوزيع عادل للموارد المالية وإيجاد حلول مستدامة لدعم الأندية الرياضية في الجزائر. إن الوضع الحالي يستدعي تغييرات جذرية في كيفية إدارة ودعم الرياضة الجزائرية، لضمان استدامة وتطور الأندية وتمكينها من المنافسة على المستوى الوطني والدولي.
مصطفى خليفاوي