الأولىالمحلي

بعد استمرار الوداد و الترجي مطولا في الأقسام الهاوية.. طال غياب المستديرة المستغانمية عن أقسام النخبة

دخلت رياضة كرة القدم ولاية مستغانم في بداية القرن 20 عندما تم تأسيس 4 فرق منها فريقان اوروبيان وفريقان مسلمان، كون ان هذه المدة واكبت المرحلة الاستعمارية، الفريقان الاوروبيان كان اسم الاول Color في حين كان اسم الفريق الثاني green اما الفريقان المسلمان الاخران فكان اسم الاول S.C.M الذي تم تاسيسه من قبل الاخوة “إسبوزيتش” لعلم ان الفريق الاوروبي الاول هو فرنسي ويضم بدوره تشكيلتين ، في حين الفريق الاوروبي الثاني كان يضم فريق واحد اسمه الشباب الرياضي لحي سان شارل J.S.SC لذا ذكرنا بداية كرة القدم ب 4 فرق مستغانمية، ومن هذه الامور تضاعف حب ساكنة مدينة الظهرة لكرة القدم وتهافتت الشعوب على تأسيس فرق مسلمة تنافس الفرق الاوروبية ، وكان لهم ذلك عندما تم تأسيس فريق مسلم يسمى ب C.S.M سنة 1928/1927 من طرف السيد بشير بن يخو، وبعد هذا التأسيس و حب وشغف المستغانمية لكرة القدم وانشاء فرق جديدة ليظهر فريقي الترجي و وداد مستغانم اللذان لازال ينشطان إلى يومنا هذا ، حيث تم تأسيس فريق ترجي مستغانم سنة 1940 من طرف لعرج برياطي، بن صابر، و مادوني الحاج بمساعدة اصحاب شخصيات القوية في المدينة وعرف الفريق عدة عراقيل من طرف المستعمر حتى لا يصعد للأقسام العليا حتى لا يكون له صدى كبير ويساهم في استقلال الوطن، وقد شارك الترجي في اول دورة كروية باللون الاخضر والابيض وكانت هذه الدورة جهوية في الغرب الجزائري ، وقاد تشكيلة الترجي آنذاك في التسيير السيد عبد الرحمن ابرير حيث كان مساعد مدرب جبهة التحرير الوطني ، وكان اول صعود للاقسام العليا لترجي سنة 1964 اين شارك ضمن نخبة القسم الاول ، كما سبق له تنشيط أو نهائي لكأس الجمهورية عقب الإستقلال و انهزم فيه أمام النسر الأسود وفاق سطيف. أما وداد مستغانم تأسس يوم 1 نوفمبر 1945 بالحي الشعبي تجديدت من طرف كل من بن يحي، علي عبد الله، فغلول بلقايد، وكان السبب في تأسيسه مجازر 8 ماي 1945 و اطلق على تسمية الفريق باسم وداد مستغانم الرياضية، ولكن هذه التسمية سرعان ما تغيرت عندما تم دمج وفاق مستغانم مع وداد مستغانم سنة 1948 ليصبح الفريق بالتسمية : وداد امل مستغانم وقد اختير اللون الاحمر والابيض لون الفريق بعد دراسة طويلة من طرف المؤسسين حيث ان اللون الاحمر كان يرمز لشهداء في حين اللون الابيض كان يرمز الى اخذ الاستقلال والحرية. و قد لعب وداد مستغانم لمواسم عديدة في القسم الوطني الثاني ، لكن في سنة 1994 صعد للقسم الأول إلا أنه لم يعمر طويلا في حضيرة الكبار وعاد للقسم الثاني سنة 1995 و لكن سرعان ما عدا للقسم الاول سنة 1996 واليوم اصبح هذا الفريق العريق يتخبط في قسم مابين الرابطات رغم عراقته وتاريخ للجهة الغربية. لكن هذا الموسم يتواجد في صدارتها مع إدارة جديدة ، تنوي إعادة وداد مستغانم للواجهة من جديد ، كما لن تقتصر الكرة المستغانمية على فريقي الوداد و الترجي فقط ، بل هناك فريق أيضا أخرى عريقة رغم تواجدها في الأقسام السفلى على غرار غالية عين تادلس ، سيدي لخضر ، سيدي علي ، فتح بن عبد المالك رمضان ، شباب بوقيراط إلا أنها كانت خزان للمواهب تخرجت منها العديد من الأسماء البارزة على غرار ڨوال عفيف صانع ألعاب مولودية وهران في التسعينات.

♦ ديس اسماعيل أحسن سفير للكرة في مدينة الظهرة

يبقى ديس اسماعيل واحد من أحسن ما أنجبته مدرسة ترجي مستغانم في نهاية التسعينيات ، بل يعتبر من بين أفضل المدافعين في البطولة الوطنية خلال العشرية الأخيرة ، وهو الذي ذاع صيته في مختلف الفرق التي لعب فيها بداية من اتحاد البليدة التي قضى فيها ثمانية مواسم حتى ظن غالبية متتبعي الكرة المحلية أنه ينتسب لمدينة الورود، فوفاق سطيف الذي عرف معه الألقاب ، إلى أن أنهى مسيرته في اتحاد بلعباس ، ديس الذي ينتمي لعائلة كروية ،حيث كان والده مسيرا في ترجي مستغانم ، ولد وترعرع في حي “سان جول” الذي يبقى خزان للمواهب الكروية لمختلف الفرق المستغانمية ، تعلم أبجديات كرة القدم في ترجي مستغانم . و تدرج في مختلف أصنافه من الأصاغر إلى الأكابر. و كان له شرف لعب أو لقاء ضد جمعية أمل عين مليلة هناك في موسم 1997 بعد أن تعرض المدافع بن سالم إلى إصابة خطيرة فدخل كبديل ، وبعدها جاء الموعد أمام إتحاد الجزائر الذي كان ينافس على لقب البطولة بأرمد من اللاعبين بملعب الرائد فراج بموستا ، المدرب تاج بن ساولة آمن بقدراته ،رغم المضايقات و المعارضة الشديدة التي تعرض لها من طرف رئيس الفريق وحاشيته وقتها التي رفضت مشاركة ديس بحكم صغر سنه ، لينتهي اللقاء بانتصار ترجي بهدفين ، و كان ديس صمام الآمان في الدفاع و ذلك الوقت اكتشف الجمهور الكروي الجزائري لاعبا محاربا في الدفاع .و تعد تجربة اسماعيل من أحسن التجارب مع اتحاد البليدة التي لا يقدر على نسيانها ما دم حي ثمانية سنوات كاملة ، تعامل فيها مع العديد من المدربين مثلما تعامل مع الرئيس محمد زعيم و محمد زحاف ،هذا الأخير الذي فعل كل شيء حتى يحقق لقب واحد على الأقل للجمهور البليدي ، للأسف “التخلاط ” و الصراعات ألت دون أن تتحقق رغبة زحاف و أنصار الإتحاد. كما كان للاعب المستغانمي تجربة قصيرة في البطولة التركية دامت قرابة 6 أشهر ، حيث لعب لفريق معروف في تركيا اسمه ” سيفاس سبور” قدم مرحلة ذهاب جيدة، في الدوري التركي كان قويا في ذلك الزمان ، مع فريق “غلطة سراي ” كان قد حقق لقب كأس الاتحاد الأوربي ، وهو اللقب الأول من هذا النوع في تاريخ الكرة التركية ، كانت هنالك ثورة كروية في مطلع الألفية حتى المنتخب التركي في وقتها تحصل على المركز الثالث في مونديال 2002 ، ليقرر بغدها العودة مجددا إلى البليدة. في وفاق سطيف كانت تجربة مغايرة تماما . خصوصا و أن النسر الأسود كان يلعب على الأدوار الأولى على صعيدين المحلي و الإقليمي، ما كان ينقص ديس في البليدة وجده في سطيف، ألا و هو الألقاب، حيث نال مع أبناء عين الفوارة بطولتين ، كأسين للجمهورية ، وثلاثة كؤوس لبطولة شمال إفريقيا. ليعلق الحذاء في اتحاد بلعباس، أما على الصعيد الدولي فكان أول استدعاء للخضر عام 2001 تحت رابح ماجر كمدرب بمساعدة تاج بن ساولة الذي سبق له تدريب ديس في الترجي وهو من منحه الفرصة للبروز ،ليشارك في كأس إفريقيا 2002 بمالي ، كما تواجد في المباراة الودية أمام أبطال العالم الديكة بملعب ساندوني و هي التي كانت بمثابة حلم بمواجهة الأسطورة زيدان ، جوركاييف ، بوتي و البقية ، بالرغم من عدم مشاركته كأساسي ، لكن يكفيه شرفا التواجد في قائمة ال23 لاعبا التي واجهت أبطال العالم.

من إعداد : بن حدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى