كرة السلة الوهرانية .. ماضي مشرق وحاضر مؤلم
بعد تفحص ماضي وحاضر مختلف الرياضات بوهران، استنتجنا أن الماضي كان أفضل، أجود، مميز من حاضره. وعليه ارتأينا تسليط الضوء على ماضي رياضة جماعية سبق لها وأن صنعت أفراح ولاية وهران، على غرار كرة اليد، السباحة، المبارزة، ألعاب القوى، الملاكمة، الدرجات الهوائية وكرة القدم. إنها كرة السلة التي أنجبت قدور بلخضر وابنيه جمال ودليل سلامي ميلود، مقني سيد أحمد، درغام سيد أحمد، سوداني جمال والماحي، بومدين محمد، ديدي الجيلالي، قمراوي عبد العزيز والقائمة طويلة. هذه الرياضة حققت لعاصمة الغرب الجزائري العديد من التتويجات في حقبة الستينات عن طريق جمعية وهران بفرعها للكرة البرتقالية ثلاثة القاب للبطولة 1963، 1964، 1965 ناهيك عن كأس الجمهورية في 1969 بعناصر بارعة وأنيقة في اللعب، كان يقودها الظاهرة قدور بلخضر الذي تألق مدربا مع مولودية وهران بنيله البطولة الوطنية سنة 1984 وكأس الجمهورية في 1989 والوصافة سنة 1990 لما كان فريق مولودية وهران قيد النشاط قبل وفاته وانقراضه من الوجود عام 1994. شأنه شأن الجار لازمو الذي انقرض منذ السبعينات بتتويجات خلدها تاريخ الرياضة الجزائري. سنة 1994 عرفت تأسيس النادي الوهراني بمباركة من الوكالة العقارية الذي صال و جال في سماء كرة السلة الجزائرية و الهدف كان إعادة بريق وهران الباهية في هذه الرياضة مع المدرب ميموني هواري الذي انطلق بالفريق من البطولة الولائية إلى أن وصل معه إلى القسم الممتاز بجيل من الشباب، على شاكلة، بوثلجة أحمد الذي بقي وفيا للفريق إلى غاية اعتزاله منذ ثلاثة مواسم، زلاط أحمد، مجاهر توفيق، بريجي محمد واحد من بين أحسن اللاعبين في الجزائر ذلك الوقت ، مهدي فول ، بلعطوي ،بودة و دليل بلخضر و غيرها من الأسماء محققا معهم الوصافة في 2001 و 2003 منشطا نهائي كأس الجمهورية موسم 2002 ضد وداد بوفاريك بعد أن أقصى مولودية الجزائر، المجمع البترولي حاليا في النصف النهائي. كانت سنة 2004 مع أول مشاركة في البطولة الإفريقية للأندية البطلة التي انسحب منها بسبب الضائقة المالية التي ألمت بالفريق بعد توقف الوكالة العقارية عن تمويله حيث سقط الفريق على إثرها للقسم الأول ما جعل ميمون هواري يرمي المنشفة. ليستلم مساعده واللاعب الدولي السابق بومدين محمد القيادة، وهو لا يزال المدرب والرئيس للفريق إلى يومنا هذا. منذ ذلك الوقت والفريق بين الهبوط والصعود كالمصعد، إلى أن توقف عن عجلة الصعود منذ ثلاثة مواسم في بطولة القسم الأول لعدة أسباب، أبرزها الارتجالية والانفراد في القرارات. إلى أن صار “كوب” مملكة شخصية. وبما أن قطبي كرة السلة الوهرانية بات اليوم ينحصر في إسمين فقط، ألا وهما النادي الوهراني وبريد وهران، فإن الأخير حاله يندى له الجبين فشتان بين بريد الراحل بوسيف الخالدي في السنوات الأخيرة و بريد اليوم. هو الذي كان مدرسة ومشتلة للمواهب، إلى أن صار مهددا بالحل وتجميد النشاط أكثر من أي وقت مضى. ذلك لتواجده في أيادي أصحاب المصالح. الضحية هو اللاعب دون سواه في مختلف الأصناف. كما اكتفى الفريقين باللعب على البقاء في القسم الأول وهما يمنيان النفس بأن يتم إقرار الموسم الأبيض جراء تداعيات كورونا حتى يتفاديان السقوط إلى القسم الجهوي. الانحطاط لم يشمل قط الأكابر فقط، بل حتى الفئات الصغرى التي حققت أخر لقب لها عام 2002 بواسطة الجمعية الرياضية لديوان التسيير العقاري لوهران، الذي كان يدربه المرحوم بلحول فيلالي. فرحل من رحل وانسحب من انسحب وبقيت الكرة البرتقالية الوهرانية في سلة المهملات.
بلخضر.. نخوة كرة السلة الوهرانية
الحديث عن كرة السلة الوهرانية والوطنية يجرك حتما لذكر أحد أبرز أسمائها الذي تألق لاعبا ومدربا من خلال الألقاب التي حققها بين حقبتي الستينات ونهاية الثمانينات. إنه قدور بلخضر الذي نال كلاعب مع فريق جمعية وهران للكرة البرتقالية ثلاثة القاب للبطولة 1963 ،1964 ،1965 وكأس الجمهورية في 1969 كمدرب. وحقق مع الجار مولودية وهران كأس واحدة وبطولة وحيدة. في حقبة الثمانينات مع أرمدة من اللاعبين على غرار قمراوي، بومدين وابنه جمال، انطلق في تأسيس النادي الوهراني “كوب” سنة 1993 مع مجموعة من قدامى كرة السلة الوهرانية وبمباركة من الوكالة العقارية التي كانت الممول الرسمي للفريق. قبل أن يشد الرحال للعمل في ليبيا والسعودية ثم يتولى منصب المدير الفني الوطني للإتحادية الجزائرية لكرة السلة مطلع الألفية الجديدة التي حققت فيها كرة السلة الجزائرية أحسن نتائجها على مر العصور. قدور بلخضر عرف كثيرا أيضا بصراحته وجرأته. مؤكدا أن غياب فرق وهران عن القسم الأول هو عار ومخزي في حق تاريخها. كيف لا وأول بطل للجزائر كان اسمه جمعية وهران سنة 1963. كما تعد عائلة بلخضر من بين العائلات التي عرفت على ساحة كرة السلة الوهرانية والوطنية من خلال الوالد قدور لاعبا ومدربا والابن البكر جمال الذي كان حاضرا في انجازات مولودية وهران حقبة الثمانينات أو من خلال مشاركاته مع المنتهب الوطني في بطولات افريقيا رفقة زميليه قمراوي وبومدين. كما امتد حب كرة السلة في عائلة بلخضر لكل من الإبن الأصغر دليل وحتى الشقيقة، على أمل أن يخرج من رحم وهران عائلة بلخضر جديدة تعيد البهاء لكرة السلة الوهرانية.
من إعداد: بن حدة