مولودية سعيدة صاحبة أول لقب لفرق الجهة الغربية.. أسماء بارزة تألقت في مدرسة الصادة مع أسطورتها سعيد عمارة
يعدّ نادي مولودية سعيدة أول فريق من الغرب الجزائري وثالث فريق جزائري يحصل على كأس الجزائر على حساب ترجي مستغانم بملعب 20 أوت بالعاصمة سنة 1965 بحضور 18000 مشجّع. و هو اللقب الأول و الأخير للكرة السعيدية ، التي أفلت عن منصات التتويج منذ تلك الفترة و شهدت تذبذب ، كبير إلا أنها كانت و لازالت خزان للمواهب ، أنجبت العديد من الأسماء البارزة ، من الحقبة الإستعمارية لغاية اليوم و الحديث عن الصادرة يجرك حتما لذكر اسم المجاهد البطل سعيد عمارة ، الذي تألق لاعب مع المولودية و في البطولة الفرنسية ، قبل أن يساهم في تألق العديد من الفرق في الجهة الغربية من البلاد الذي كان له الفضل في بروزها ، ولد بمدينة سعيدة في 11 مارس 1933 ، حيث عقود الخمسينات والستينات تألق سعيد عمارة كلاعب كرة قدم بدأ مع مولودية سعيدة، قبل أن يتوجه إلى اتحاد بلعباس. ذاع صيته في نادي ستراسبورغ بفرنسا خلال موسم 1956-1957، وانتقل إلى AS Béziers في العام التالي، وبقي هناك حتى عام 1960، وهي السنة التي انضم خلالها إلى فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم. نجح هذا الفريق في الدعاية لقضية الجزائرية وكافح من أجل استقلال الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، عقب الاستقلال. عاد سعيد عمارة إلى فرنسا وبالتحديد إلى نادي بوردو الفرنسي والذي وصل إلى نهائي كأس فرنسا في عام 1964. في الموسم الموالي عاد إلى الجزائر، للعب تحت ألوان مولودية سعيدة، الذي فاز في أول موسم بكأس الجزائر سنة 1965. في عام 1971، وضع حد لمسيرته كلاعب كرة القدم، بعد أن كان مدرب ولاعب لشبيبة تيارت. في ذلك العام، درب منتخب الجزائر لكرة القدم، وعاد ودربه في 1972 و1973 و1974 كانت مسيرته التدريبية حافلة ، بتدريب كل من مولودية سعيدة، شبيبة تيارت، مولودية وهران، غالي معسكر، ترجي مستغانم، اتحاد بلعباس، فريق بن غازي الليبي، خريج المعهد الوطني للرياضة مدرب و مكون بباريس من اوائل المتخرجين على يد بولون، مدرب الفريق الوطني الجزائري ، مدير فني للمنتخبات، مكون بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم و رئيس ودادية المدربين الوطنيين الجزائريين، مكون بالكنفيدرالية الأفريقية لكرة القدم، مدير فني للفريق الوطني في كأس افريقيا، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ، رئيس مؤسسة فريق جبهة التحرير الوطني، رئيس مولودية سعيدة، رئيس الرابطة الجهوية لكرة القدم بسعيدة. كل هذه المناصب تقلدها عمي سعيد عمارة الذي يعد واحد من أعيان ولاية سعيدة، على غرار عمار هناك أسماء سعيدية أخرى تألقت في سماء المولودية المحلية على غرار المرحوم مني محمد الذي لم يلتحق بصفوف مولودية سعيدة حتى صنف الاكابر، فلم يتدرج في فئاتها التكوينية اطلاقا، لعب المرحوم مني محمد في ميادين بعض أحياء المدينة خاصة بالكاسطور والعقب بالرائد المجدوب حيث نشأ هذا الطفل الذي استهوى كرة القدم و منعه استحياؤه من التجرؤ و إجراء و لو حصة تجريبية في الفرق الرسمية لمدينته سعيدة. مني محمد برز كوسط ميدان دفاعي مما لفت انتباه مسيري مولودية سعيدة مع نهاية السبعينيات وبدأ مشواره مع مدربين كبار منهم عمارة سعيد، كروم صحراوي، لخضر رحاي وقروج حمزة. هذا الأخير الذي قال عنه مني محمد اللاعب المثالي، المتخلق، المنضبط في التدريبات والذي ينفذ التعليمات حرفيا على أرضية الميدان و يسهل دور المدرب خارج الأرضية و هو يوجه اللعب و رفاقه.
شخصيات مؤثرة مرت على الفريق
فيما يرى مغربي عبد الكريم لاعب الصادة و سريغ غليزان و غالي معسكر و قائد فريق الناحية العسكرية الثانية خلال فترة الخدمة الوطنية أن مني محمد كان قدوة خارج و داخل الملعب، فهو الإنسان العاقل و الخلوق، ذو شخصية قيادية، لاعب كبير و وجه معروف بكرمه و ابتسامته العريضة، متواضع و قد خسرت مولودية سعيدة إنسانا من الوزن الثقيل. بدوره عبد الكريم برحو لاعب مولودية سعيدة و خريج مدرستها الذي تألق بالعديد من الأندية منها ترجي و وداد مستغانم، اتحاد الحراش أن “خراجي” و هي الكنية المعروف بها مني محمد تعلمت معه الأجيال فنون اللعب و التربية ضمن تلك الكوكبة من اللاعبين الكبار الذين ورثوا ارثا ثقيلا صنعته الامجاد. مني محمد الاحتكاك به يعني اكتساب التجربة و التعامل الحسن. هي لمحة وجيزة عن المرحوم مني محمد أحد اللاعبين الذين ثابروا بعد أن بدأ من العدم فاكتسب ثقة مدربين كبار منهم لاعب الأفلان سعيد عمارة، لم يكتسب فقط مكانة لاعب بل قائد و هو يحمل شارة قيادة المولودية في أوج قوتها و منصبا كثيرا ما احتكره لاعبون كبار في وسط الميدان من طراز محمد ورداس و أمثاله ممن سبقوه في تقمص ألوان فريق عريق اسمه مولودية سعيدة. و من بين الأسماء التي فضلت جريدة بولا في ذكرها من بوابة التألق في مولودية سعيدة ، نخص بالذكر المايسترو طاهيري محمد سطع في سماء الكرة السعيدية ، نافس لخضر بلومي و كبار صناع اللعب في الجزائر فجلب انتباه اكبر الأندية لطلب خدماته ، حيث قضى فترة منتصف الثمانينيات مع جمعية الشلف بارمدتها حموني و مكسي و الآخرين و هي ذات الفترة التي اتصلت فيها به مولودية الجزائر ، إلا أن محمد طاهيري و تعلقه بالفريق الذي نشأ فيه لم يسمح له من البقاء بعيدا بالرغم من قضائه مواسم باتحاد بلعباس و ترجي مستغانم فيما بعد. الكثير من أنصار الصادة ولصمت هذا اللاعب الذي درس في صغره شعبة الرياضيات بثانوية عبد المؤمن لم تطل على مشاعره الجياشة لفريقه مولودية سعيدة ومشواره مع مغربي محمد، مرزوق خميس، رشيد بلحاج، بغداد احمد، مني زقاي، مغربي عبد الكريم، عمارة كريم وقميدي احمد و با احمد عبد الكريم. فنظرة محمد طاهيري كانت على رقم 10 وهو الرقم الصعب الحصول عليه بعد أن تداول عليه لاعبون كبار من فزة محمد ورحماني كريمو واللذان تميزا خاصة بقذفاتهما الصاروخية، لكن أسلوب محمد المختلف كان ميال للفنيات والاحتفاظ بالكرة ومراقبة الخصم عن قرب عندما يكلف بهذا الدور تألق طاهيري بجانب تومي اسماعيل موسم الصعود أعطاه الثقة اللازمة بمعية رحمة ناصر بروان كقلب دفاع وتاهي مصطفى ظهيرا ايمنا، قادة فزة و كروم عبد الكريم، محمد و قاسمي عبد الرحمن و شعيب تامي. توجه بعدها للتدريب وقضى موسما مع قادة شيخي على رأس العارضة الفنية للمولودية، قبل أن يتفرغ للعمل الخاص بعيدا عن الأضواء.
من إعداد: بن حدة