تامر مبروك عراب كاتب ومؤثر إجتماعي : ” فترة الحجر كانت فرصة لتطوير نفسي و مواهبي وتأليف كتابي “
بداية نود من ضيفنا الكريم التعريف بنفسه للجمهور؟
” تامر شاب عادي ككل شاب يحلم ببلوغ القمة و تمثيل بلده في مجال معين، من ولاية سطيف بلدية العلمة و طالب أدب عربي تخصص دراسات نقدية، حب الفن في تامر منذ الصغر فبدأ بالرسم لعشقه للألوان ثم انتقل للكتابة لما أصبح بحاجة للبوح و اليوم يكافح لأن يكون مؤثر إجتماعي ليس مشهورا أو ذا صيت عالي بل ذا تأثير كبير و عظيم بواسطة الكتابة “.
كيف حالك استاذ ؟
” طالما نحظى بنعمة الحياة و نعمة الصحة في هذا الوضع الرهيب، فنحن في نعمة عظيمة و الحمد لله”.
كيف بدأت الكتابة وكيف دخلت عوالمها أو من شجعك على ذلك ؟
” وراء كل كاتب عظيم طفولة بائسة كما قال أرنست همنغواي، لست عظيما و لكن طفولتي و كل الأحداث البائسة التي عشتها تجبرني على البوح. لدى أمي كل الفضل العظيم في كوني حرفي و نصي اتسق و انتظم لأنها من غذتني بالمطالعة و القصص التراثية و شجعتني على الكتابة فكانت في كل منزل تقرأ قصصي و تفتخر بي “.
لمن قرأت… وبمن تأثرت ؟
” القارئ مجروح لا يشفى أبدا و خاصة إذا وجد من يلمس جراحه، يزداد بحثه عن كاتب آخر يلمس جرحه بعمق أكبر، تأثرت بالرابطة القلمية و لعل جبران خليل جبران أكثر من أثر فيا بفلسفته التأملية في النفس الإنسانية . قرأت لأحلام مستغانمي، جرجي زيدان، طه حسين، عباس محمود العقاد، نجيب محفوظ، طاهر وطار، واسيني الأعرج و مصطفى صادق الرافعي . هؤلاء أهم العرب الذين أثروا في نصي كثيرا أما أدباء الغرب، فتأثرت كثيرا بإرنست همنغواي، غابريال غارسيا ماركيز، فيدور دوستويفسكي و الأهم رابندرانات طاغور “.
لمن تكتب ؟ وهل أنت في كل ما كتبت ؟
” أكتب لكل شاب ينظر للحياة بوجه البؤس و الألم، ينظر للوطن على أنه العدو الأكبر بعد العائلة محاولا تغيير نظرته السلبية إلى إيجابية. تامر يتحدث في كل حرف بألم عميق و لا يخلو أي نص لي من عتبة الحزن لأنني نشأت عليه و منه أستمد قوتي “.
ما هو العمل الذي أكسبك شعبية؟
” أظن عذاب القدر لأنني قدمت قصة تراثية “بقرة الأيتام” في حلة جديدة، بعدما قدمت ندوة تنادي بحفظ التراث القصصي و الأدب الشعبي في أدب عام “.
ماهي الكتب التيأ عليها؟
” أنا ضد الكتب الجامعة و لدي أسبابي الخاصة لهذا، أظن أن الشاب الذي يكتب عليه أن يحول نصه من خام إلى نص قابل للقراءة عن طريق المطالعة التي تغذي لغته “.
ماهي الندوات التي شاركت فيها ؟
” منذ سن 16 إلى يومي هذا شاركت في عديد الندوات الدينية و التاريخية و أهمها الأدبية في مختلف المناطق الجزائرية “.
ماهي الكتب التي شاركت فيها؟
” لم أشارك في أي كتاب جامع لأنني ضدها منذ ظهرت هذه الفكرة”.
ما هو دور الشعر والأدب في عصر الكمبيوتر وعصر الاستهلاك ؟
” الأدب يبقى رسالة و مع هذا العصر للأسف فقد تحول لتجارة، تبعا لهيمنة الرأسمالية على كل أقطاب الحياة فقد ماتت فكرة نظرية الخلق التي نادت بالفن للفن و أن الفن ليس تجارة “.
ما هي مشاريعك القادمة ؟
” أظن أنني سأتجه لليوتيوب إن شاء الله و سأستغل التكنولوجيا في تطوير فكرة الفن للفن و القضاء على فكرة التجارة التي اقتحمت الأدب “.
ماهي هوايتك المفضلة من غير الكتابة؟
” عشقي للألوان يدفعني للرسم و لعل الرسم أجمل مواهبي و هواياتي بعد الكتابة”.
من شجعك على الكتابة أول مرة؟
” شجعتني أمي و أستاذتي في المرحلة الإبتدائية، و كان فوزي بالمركز الأول في مسابقة عبد الحميد بن باديس للقصة القصيرة قد شجعني على الإستمرار بالكتابة”.
ما هو احساسك وأنت تكتب رواية؟
” ينتابني دوما سؤالين عند كتابة رواية ما، هل هذا ما أريده حقا ، هل سيفيد هذا أي شاب في تغيير وجهة نظره للحياة “.
هل ممكن أن تكتب قصة حياتك ؟
“أجد أن رواية صك الغفران تمثل حياتي بدرجة كبيرة “.
لو أردت تقديم نصيحة للشباب والبنات ماذا تقول؟
“أهم ما أنادي به : اصنع مستقبلك مهما كانت الفكرة التي تؤمن بها، فمن يضحك عليك اليوم سيسعى جاهدا غدا لأخذ صورة معك “.
كنصيحة للشباب الراغب في دخول عالم الكتابة ماذا تقول لهم؟
” لا تظن المجد تمرا أنت آكله ، و لا تظن عالم الكتابة مجرد جلسة توقيع و صور سيلفي، عليك أن تؤمن أولا أن الأدب رسالة و أنك ستحاسب عما ستكتب لأنها مسؤولية عظيمة”.
ماهي أجمل واسوأ ذكرى لك؟
” أسوأ ذكرى مقتل صديقي محمد و أجملها فوزي في مهرجان تافتيكا للأدب 2019 “.
ماهي رياضتك المفضلة؟
” اعشق الرقص باعتباره فن أولا و رياضة ثانيا، كما أعشق الجمباز و لست من محبي كرة القدم “.
هل أنت من عشاق كرة القدم؟
” لا أحب كرة القدم، بل أحب منتخبنا الوطني باعتباره قد شرف بلدنا عدة مرات”.
ما هو فريقك المفضل؟
” منتخبنا الوطني طبعا “.
لاعبك المفضل؟
” العديد يقولون أنني أشبه اللاعب رامي بن سبعيني كثيرا، و على هذا الأساس أحبه و أحب يوسف بلايلي أيضا “.
هل أنت من عشاق الكرة المستديرة؟
” لا أهتم بأي نوع من الرياضة غير الجمباز باعتباره جزء من المسرح “.
جائحة كورونا هل أثرت عليك؟
” لها الفضل العظيم في صناعة تامر شخص آخر و تطوير نصي إلى جانب تنمية عدة مهارات”.
كيف كانت فترة الحجر الصحي ؟
” كانت فرصة عظيمة و ذهبية في تطوير نفسي و مواهبي ، و أهم ما قدمته لي المراجعة للباكالوريا و قد نجحت بتقدير جيد جدا”.
هل كنت تطبق قوانين الحجر ؟
” الكثير من أصدقائي يضحكون حين أخبرهم أنني طوال فترة خمسة أشهر لم أغادر البيت إطلاقا”.
نصيحة تقدمها للمواطنين خلال هذه الفترة؟
” نصيحتي للمواطنين كنصيحة كل المسؤولين، فترة الحجر الصحي كانت بمثابة محطة تعليمية لنا لنتعلم تقدير نعمة الحرية و نعمة الصحة و نعمة الإقتراب و وجودنا بالقرب من بعضنا البعض “.
ماذا استفدت من الحجر الصحي؟
” تعلمت اللغة الفرنسية بطلاقة بعدما وجدت إشكال كبير معها خلال مسيرتي الدراسية كما طورت موهبتي في الرسم و قراءة حوالي 188 كتاب “.
كلمة أخيرة المجال مفتوح؟
” جزيل الشكر للأخ أسامة شعيب على هذا الحوار فقد استمعت به كثيرا، شكرا لكل من وثق في تامر عراب، و شكرا لوطني كونه الملاذ الأول و الأخير لي “.
أسامة شعيب