بولا تستضيف الرئيس السابق لغالي معسكر والإتحادية الجزائرية لكرة القدم .. السيناتور برحال بن عومر: “كنت أبكي لخسارة الغالية، واستقلت من رئاسة الفاف بسبب وزير الرياضة آنذاك”
كيف هي الأحوال مع الشهر الفضيل؟
“الحمد لله، نحن نقضي أجواء رمضانية خاصة بسبب الحجر الصحي، و نسأل الله أن يرفع عنا الوباء في أقرب الآجال.”
بداية نريد أن تقدم نفسك للقراء..
” أنا برحال بن عومر أصغر رئيس لنادي غالي معسكر، سنة 1982 كنت أبلغ من العمر 31 سنة، و الحمد لله أني وفقت في مهامي بمساعدة المخلصين و النزهاء، وهذا بعد أن ترأس والدي رحمه الله برحال مختار النادي من قبل و قاده لتحقيق الصعود سنة 1971، و هو الذي كان سبباً في دخولي الجمعية العامة للغالية و ترأس النادي فيما بعد، و لقيت تشجيع كبير من قبل محبي النادي الذين عبّروا عن رغبتهم في قيادتي للنادي بعد والدي، الذي ترك بصمته و كتب التاريخ فيه، و رغم تحجّجي بنقص الخبرة و صغر السن، إلا أنهم دفعوني للرئاسة و أكدوا لي بأن والدي سيكون مستشاري في هذه المهمة، و لقيت مساعدة من عدة أشخاص أبرزهم الحاج دهيب، قدور بن شيخ، و باش الذي كان هو المحرك، و آخرين، و رغم صعوبة المهمة إلا أنها كانت سهلة نوعاً ما بسبب مساعدة المسيرين.”
و ماذا عن النتائج التي حققتموها؟
” صراحة، عانينا في بداية المشوار، خاصة و أننا كنّا في القسم الوطني الأول، و العام الموالي قدمنا مشوار مميّز و حققنا لقب البطولة الوطنية، و قمت بانتداب مدربين معروفين على الساحة الكروية، أبرزهم سي الماحي الذي ندعوا له بالشفاء هو مقيم بمدينة رين الفرنسية، و سبق له أن كان لاعباً كبيراً أيضاً، و كذلك السيد سعيد عمارة، و هم من قادوا الغالية لتحقيق ذلك اللقب التاريخي.”
و هل واصلت مسيرتك بعد هذا التتويج؟
” بالتأكيد، واصلت المهمة، حيث كنت رئيساً للنادي لمدة 8 سنوات، و بعدها تقلدت مهاماً في الإتحادية، و بعدها توجهت للحياة السياسية، حيث كنت نائباً عن ولاية معسكر في البرلمان، و كل هذا بسبب العمل الكبير الذي قمت به على رأس الفريق، و هو الذي فتح لي الأبواب”.
حدثني عن مرورك في الفاف…
” كنت عضواً في الجمعية العامة، رفقة كل محي الدين خالف، و بوشامة، و غيرهم من المسيرين المعروفين، و ترشحت للمكتب الفدرالي سنة 87 و الحمد لله أني فزت، كنت أبلغ 35 سنة وكنت أصغر نائب لرئيس الفدرالية، و طلب مني وزير الرياضة آنذاك ترأس الفدرالية و لكني اعتذرت حيث أردت أن أكسب خبرة أكبر، و الكل كان سعيداً بالعمل الذي كنا نقوم به، و الحمد لله.”
مع مشوار مماثل، أكيد أنك تعرضت لمشاكل و عراقيل، أوّد أن تحدثنا عنها..
” بالطبع، صادفتني عديد المشاكل، و عندما كانت نائب رئيس الفاف و رئيس نادي غالي معسكر، ومع ولوجي عالم السياسة، ابتعدت قليلا عن الرياضة، و لكن طلب مني محبي النادي العودة بما أن الفريق كان يعاني في تلك الفترة، و عدت للغالية كرئيس و قمت بانتداب الطاهر بن فرحات من تيارت رحمه اللَّه سنة 1996، و أعدنا الفريق للقسم الوطني الثاني بعد سقوطه، و عدت مجدداً للفدرالية كنائب للرئيس ديابي ، و رغم صعوبة الأمور في العشرية السوداء إلا أننا نجحنا في قيادة الكرة لبر الأمان، حتى سنة 99 تم طلب السيد محمد ديابي رحمه الله الإنسحاب من الرئاسة، وهذا ما دفعني للترشح لذات المنصب، و بحضور الأعضاء و المفتش العام لوزارة الشباب والرياضة، و الحمد لله تم انتخابي بالأغلبية الساحقة على رأس الفاف سنة 2000، و بعدها دخلت في مشاكل عديدة مع وزير الرياضة في تلك الفترة، و لم يرغب برئاستي للإتحادية، حيث أراد أن يكون المنصب لأحد الأشخاص من حاشيته، و لم تدم رئاستي سوى شهرين من الزمن، ‘ حسبي الله و نعم الوكيل’، و أشكر كل من وضع في الثقة و انتخبني على رأس أعلى هيئة كروية في البلاد،.”
و لكنك كنت تملك كل المعاير التي تسمح لك بأن تكون رئيساً للفاف…
” ربّما تم رفضي من قبل الوزارة بما أنني أنحدر من ولاية معسكر، أو أن المناصب كانت بالتعيين و ليس بالإنتخاب في ذلك الوقت، رغم أني أملك كل ما يسمح لي بأن أترأس الفاف، و الحمد لله أني المولى عز وجل أكرمني بحسن الخلق و حسن السيرة و أنحدر من عائلة شريفة.”
و هل سكت على هذا الظلم و غادرت الفاف في صمت؟
” صحيح أني كنت مظلوم، ولكني قررت رفع شكوى للفيفا رفقة أعضاء المكتب، و رغم أن السياسة ممنوعة من التدخل في الرياضة، إلا أن الوزير رفض أن أواصل مهامي، و توجهت لزيوريخ لمقر الإتحادية الدولية لكرة القدم التي كان يرأسها جوزيف بلاتير في تلك الفترة، و استقبلني السيد مونيي و بعد اطلاعه على الملف اعترف بأني تعرضت للظلم من قبل الوزير، و قامت الفيفا بمراسلة بالسلطات العليا للبلاد و الطلب منها بأن يعود السيد برحال لمنصبه، و هذا ما جعلهم يعينون وزير جديد لشباب و الرياضة، و بعد عودتي لأرض الوطن، عقدت جمعية عامة و استقلت من هذا المنصب، حيث أني رفضت الدخول في الصراعات.”
و كيف عدت بعدها للفاف؟
” ترشحت مجدداً مع الحاج محمد روراوة، و قمت بحملة انتخابية كبيرة في الجهة الغربية للوطن رفقة السيد بن سكران رئيس الرابطة الجهوية وفقه الله في مهامه، و الحمد لله أن كانت لي سمعة طيبة و شعبية في كل ربوع الوطن شرقاً و غرباً، و انتخُبت مجدداً نائباً لرئيس الفاف محمد روراوة حتى سنة 2005، و بعد وفاة الوالد قررت الإبتعاد التسيير الرياضي والتقرب من العائلة أكثر، و بقيت في المجال السياسي رفقة جبهة التحرير الوطني حيث أني أحد أبنائها الأوفياء و النزهاء.”
صراحة، هل تشتاق للعودة للتسيير الرياضي، ألم يتم الاتصال بك لتقديم خبرتك الكبيرة في هذا المجال؟
” صراحة الأمور تغيّرت كثيراً، و أتمنى أن يعود التسيير الرياضي لسابق عهده، عندما كان لنا فريق وطني كبير بأرمادة: سرباح و بلومي و ماجر و عصاد و غيرها، و كلهم لاعبين محليين و مكونين في الجزائر، و للأسف أصبح من هب و دب يسيّر في النوادي الجزائرية، و أصبحت الناس تبحث عن الشهرة، و كل المدارس الكروية العريقة لم يعد لها باع في الوقت الراهن، كجمعية وهران، نصر حسين داي، غالي معسكر و بقية الفرق، و تم التخلي عن التكوين القاعدي، و الحمد لله أن اللاعبين المغتربين يكونون نواة المنتخب حالياً و هم مشكورون على كل ما قدموه و يقدمونه.”
ما رأيك في الإحتراف في الجزائر حالياً؟
” أين هذا الإحتراف؟ الدولة تمنح أموالاً طائلة للنوادي الرياضية، دون أي نتائج و حتى المراقبة المالية غير موجودة، الجمعيات العامة التي كان يحضرها الناس المخلصين لم يعد لها أثر، و نتمنى أن تتغير الأمور نحو الأحسن في الجزائر بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون الذي له نية خالصة في العمل و التغيير و نسأل الله له التوفيق و السداد، و أن يقف معه الرجال المخلصين لمساعدته في مهامه.”
ما هي الصيغة التي تقترحها لإنقاذ الموسم الرياضي في ظل هذا الوباء؟
” بداية يجب أن نطبق ما طلبته الدولة الجزائرية، لتطبيقه و الإلتزام بالحجر الصحي و معايير الوقاية، و عن الجانب الرياضي اللعب دون جمهور يبقى أمر مفروغ منه، و إنهاء الموسم بأفضل طريقة ممكنة.”
ماذا ينقص الرياضة الجزائرية حسب رأيك؟
” يجب أن يكون في الميدان ناس مخلصين لهم حب الرياضة قبل كل شيئ، للعودة كما كنا في السابق، لم يكن لنا المال في السابق، و لكن كان لنا القلب و النية الصادقة و شخصيا كنت أبكي لخسارة غالي معسكر، و نتمنى أن يكون رجال مخلصين في الميدان.”
هل تطمح للعودة لرئاسة الغالي من جديد؟
” أنا جاهز للمساعدة في أي وقت، و الغالي يعاني في الوقت الراهن، و يجب أن يتحد الجميع في سبيل إعادة الفريق، و ان رأيت أشخاص نزهاء و مخلصين في الفريق، أقسم بالله أن أكون أول من يساعد الغالي و يكون معه، و أتمنى أن يتم إعادة النظر في المنظومة الرياضية ككل، و عودتي للفريق تخيف و تضايق الجميع لأني انسان مخلص، و مع برحال لا مجال للتلاعب أو لمس ممتلكات الفريق، و الكل يشهد أنه في فترة رئاسته للفريق لم يكن هناك و لا مسير يقترب من أموال النادي.”
كلمة أخيرة، تفضل..
” نشكركم على هذا الإستقبال، و رمضان كريم لكل الشعب الجزائري، و أطلب من المواطنين الالتزام بالبيوت و بمعايير الوقاية من هذا الوباء، و الدولة مشكورة على كل ما تقوم به، و ان شاء الله بحلول عيد الفطر المبارك سنتخطى هذا الوباء و تعود الحياة لطبيعتها.”
خيلفاوي مصطفى