فتح رئيس الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم سابقا بن عومر برحال قلبه لجريدة “بولا” عندما تحدث عن كل كبيرة وصغيرة تخص كرة القدم الجزائرية. برحال أصر على أن يؤكد مرة أخرى فشل مشروع الاحتراف في الجزائر، موجها رسالة للمسؤولين القائمين على تسيير كرة القدم الجزائرية بترك الفرصة لوجوه جديدة. ولم يفوت برحال الفرصة للتأكيد على أن إنجاز الخضر في مصر كان بفضل اللاعبين وبلماضي.
في البداية كيف هي أحوال الحاج برحال في عالم السياسة؟
“كما تعلمون فأنا حاليا أشغل منصب عضو في مجلس الأمة بعدما تقلدت عدة مناصب سياسة من عضو في المجلس الشعبي الولائي إلى رئيس ثم عضو في البرلمان، ويبقى هدفي سياسيا هو أن أكون ممن يساهمون في بناء الجزائر الجديدة. ”
هل لازلت تتابع أخبار كرة القدم الجزائرية؟
“بكل تأكيد فدخولي عالم السياسة لم يمنعني إطلاقا من البقاء عن قرب من عالم الرياضية وبالأخص كرة القدم لأنها تسري في دمي، حيث أتابع كل كبيرة وصغيرة سواء فيما يتعلق بالمنتخب الوطني أو حتى النوادي. ”
كيف تعلق على الوضعية التي آلت إليها كرة القدم الجزائرية في الآونة الأخيرة؟
“كرة القدم في الجزائر تسير من السيء إلى الأسوأ وذلك بسبب التسيير الفاشل وتواجد أشخاص دخلاء ليست لهم أي علاقة بالرياضة ولا كرة القدم، وحتى أكون صريحا معك فكرة القدم الجزائرية لم يتبقى منها سوى الاسم. ”
يقال بأنك من المعارضين لرئيس الفاف الحالي زطشي، فما قولك؟
“ليس لي أي مشكلة مع رئيس الفاف زطشي وأنا لا أعارض الأشخاص بل أعارض السياسة المنتهجة والتي أثبتت فشلها، وما حدث مؤخرا بخصوص توقيف البطولة وكأس الجمهورية ومشاكل قضايا ترتيب المباريات وصراعات رئيس الفاف مع رؤساء الأندية يعطيني الحق في معارضة السياسة المنتهجة. ”
على ذكر صراع زطشي مع بعض رؤساء النوادي، ما تعليقك؟
“رئيس الفيدرالية يجب أن تكون له علاقة متميزة مع كل الرؤساء والمسيرين ويجب أن يدافع عن مصالحهم على حد سواء، ففي عالم كرة القدم وحتى تنجح لا يجب أن يكون لك أعداء في الميدان، خاصة وأن تعامل الفاف يكون مع الأندية لذا فما حدث مع ملال وحتى زرواطي مع رئيس الفاف يؤكد بأن هناك ثمة فجوة عميقة بين الفيدرالية والنوادي. ”
كيف ترى سياسة الفاف خاصة في الآونة الأخيرة بعد قرار صعود عدة أندية مع تفادي السقوط؟
“حتى لا نغطي الشمس بالغربال فقرارات الفاف الأخيرة تندرج في خانة التحضير للانتخابات المقبلة، حيث تسعى الفاف لكسب ود مسيري الأندية من خلال إقرار صعود عدة فرق مع تفادي السقوط، وهذا ما لن يخدم إطلاقا كرة القدم الجزائرية. ”
هناك من يرى بأن عهدة الفاف ناجحة خاصة بعد تتويج الخضر بكان 2019؟
“تتويج المنتخب الوطني بكأس أمم إفريقيا لا علاقة له بالفاف التي كانت مسؤولية محصورة في التنظيم وفقط وهذا واجبها، أما الفضل الكبير فيعود بالدرجة الأولى للاعبين وإرادتهم القوية وكذا الناخب الوطني بلماضي الذي ترك بصمته بشكل كبير. ”
من خلال كلامك نفهم بأنك تعارض بقاء المكتب الفيدرالي الحالي؟
“قلت لك بأنه ليست لدي أي مشاكل ما أي شخص وأنا لا أعارض الأشخاص بل أعارض السياسة المنتهجة، وفي رأيي فإنه من الأفضل ترك المنصب لأشخاص آخرين قادرين على تقديم الإضافة خاصة إذا كانوا من أهل الميدان والاختصاص. ”
كنت من أشد المعارضين من قبل للرئيس السابق روراوة في تطبيق الاحتراف، فما قولك؟
“هذا صحيح فلقد كنت الوحيد الذي عارض الرئيس السابق روراوة في تطبيق الاحتراف، لأنني كنت أدرك جيدا بأن ذلك سيتحول من نعمة إلى نقمة على الأندية، وهذا ما يتجسد حاليا في ظل المشاكل العديدة التي تصاف الأندية، وأعتقد أن الاحتراف في الجزائر تحول إلى انحراف وهو مشروع فاشل على طول الخط. ”
ما موقفكم من امتلاك أندية لشركات على حساب أندية أخرى؟
“سياسة الكيل بمكيالين أرفضها جملة وتفصيلا وفي رأيي فإنه يجب تمكين كل الأندية التي تنشط في الرابطة الأولى على حد سواء من الاستفادة من شركات وطنية، لأنه من غير المعقول أن نجم مقرة على سبيل المثال ومع كامل احتراماتي له ميزانية مليار أو مليارين من البلدية، أن ينافس مولودية العاصمة بميزانية تفوق ال 100 مليار سنتيم، لذا فيجب أن نعطي لكل الأندية نفس الإمكانيات حتى نتحدث بعدها عن المنافسة. ”
في رأيك أين يكمن مرض الرياضة وكرة القدم الجزائرية؟
“كرة القدم الجزائرية والرياضة عموما ضحية التسيير الفاشل وكذا الدخلاء الذين استغلوا مرحلة الفرع خلال العشرية السوداء حتى يتحكموا في تسيير النوادي، ومثلما يقال إذا أسند الأمر لغير أهله فأنتظر الساعة. ”
كيف تعلق على مشاكل أندية الولاية 29 وخصوصا غالي معسكر؟
“أندية ولاية معسكر ومن بينها الغالي تدفع هي الأخرى مشاكل سوء التسيير وتواجد أشخاص لا علاقة لهم بالرياضة على رأس هذه النوادي، فعلى الرغم من مساعي كل المسؤولين والولاة الذين تداولوا على ولاية معسكر لإيجاد حل لمشاكل هذه النوادي، إلا أن وجود أشخاص دخلاء يسيرون هذه الفرق حال دون نجاحها. ”
غالي معسكر يعاني في القسم الثالث، فما قولك؟
“غالي معسكر فريق القلب الذي ترأسه والدي ونجحت في قيادته للتتويج بأول لقب وأنا في عمري 32 سنة، وبكل صراحة عيب كبير أن الغالبية تلعب في القسم الثالث في حين أن أندية مغمورة تلعب في الرابطة الأولى والثانية. ”
هل أنت متفائل بمستقبل الرياضة وكرة القدم في الجزائر؟
“صحيح أن هناك مساع من وزير الشباب والرياضة وذلك بأوامر من رئيس الجمهورية الذي يقوم بعمل كبير في جميع المجالات حتى تتحقق أمنيته في رؤية جزائر جديدة، لكن كل ذلك يبقى مرتبط بالقضاء على الدخلاء والمسيرين الفاشلين وإبعادهم نهائيا من الساحة ووضع الكرة في مرمى أهل الاختصاص. ”
كلمة أخيرة الحاج برحال
“أتوجه بالشكر الجزيل لجريدة “بولا” التي تربطني بها علاقة متميزة وأتمنى لها التوفيق والنجاح، كما أتمنى أن تتخلص كرة القدم الجزائرية من مرضها الخبيث بوضع الثقة في أشخاص نزهاء من أهل الاختصاص، على أمل الازدهار والرقي بجزائرنا الحبيبة. ”
حاوره: الحاج علي
