بعد الأداء المبهر للاعب الجزائري الشاب أنيس حاج موسى في الدوري الهولندي ورابطة أبطال أوروبا و اختياره رجل المباراة ضد مانشستر سيتي الإنجليزي بترسانة نجومه، كان لجريدة بولا هذا الحوار المميز مع وكيل أعماله، محمد دحمان، نناقش معه مسيرة حاج موسى، أسباب تألقه، مستقبله مع نادي فينورد والمنتخب الوطني، بالإضافة إلى رؤيته حول اللاعبين الجزائريين الشباب في أوروبا و كذا مشروعه لرعاية اللاعبين….
كيف تعلق على المستوى الكبير الذي ظهر به أنيس حاج موسى في مباراة مانشستر سيتي؟
“مردود أنيس في مباراة مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا كان رائعا للغاية، فقد عرف كيف يسير تركيزه قبل و خلال المباراة، فينورد لم يتمكن من الإستحواذ على الكرة في مواجهة السيتي ما صعب مهمة لاعبي الهجوم، و لكن الكرات التي مرت على أنيس عرف جيدا كيف يتعامل معها، فقد أظهر هدوءا كبيرا و نضجا خلال المباراة، و فيما يخص الجانب الآخر فإن جودته الفنية تعتبر سلاح فتاك بالنسبة له، و يعرف كيف يستغلها أمام أي منافس.”
هل كنت تتوقع أنه سيتوج بجائزة أفضل لاعب في المباراة أمام نجوم مانشستر سيتي؟
“بصراحة لا، و إلى غاية تسجيله الهدف فقد أظهر روحا قيادية كبيرة، و لكن في كل لمسة كرة كان يظهر المزيد من الخطر على مدافعي المنافس، و بعد هدفه فقد أعاد الروح لفريقه و أعتقد أن هذا ما جعله يحصل على جائزة رجل المباراة، لأنه و بعد أن تكون منهزما بثلاثية نظيفة، فأن عدد قليل من اللاعبين من يملك تلك القوة الذهنية الكبيرة.”
حاج موسى عاد بقوة في الجولات الأخيرة، ما سبب ذلك في رأيك؟
“أرى أن إيمانه القوي بالله هو أول سبب لذلك، و هو يعلم جيدا أنه لا شيء يأتي من العدم و كل مجهود ستكون له مكافأة، و خلال الفترة الصعبة التي مر بها، كنت رفقة والده و عائلته بمثابة العصا التي يتوكأ عليها و دعمناه بقوة، لأننا نعلم منذ البداية حجم الامكانيات التي يمتلكها، و الحمد لله أنه يملك محيط عائلي مثالي كما أنه عمل بجد كبير على الشقين البدني و الفني و اليوم هو يجني ثمار العمل الكبير الذي قام به حتى يبقى في المستوى العالي.”
أنيس تعرض لانتقادات كبيرة في بداية الموسم و كان لاعبا بديلا، لماذا في رأيك؟
“أنيس لم يتعرض أبدا لانتقادات من النادي، بالعكس كل الإجتماعات التي عقدتها مع ادارة النادي مرت بشكل جيد للغاية، فينورد يؤمن به بشكل كبير جدا، كان يجب فقط بعض الصبر و انتظار أن يحصل على الفرصة الحقيقية التي يستحقها و هذا ما حصل…
الانتقادات التي كانت، أثيرت من قبل أشخاص لا يعرفون الموضوع بالشكل اللازم، ففي هولندا أكبر الأسماء في كرة القدم مثل فان دير فارت و شنايدر و غيرهم كانوا يدعمون أنيس في كل مرة عبر وسائل الإعلام، و هي قضية وقت فقط و سيواصل حاج موسى التأكيد على إمكانياته…”
هل كانت هذه الانتقادات ستؤثر عليه في رأيك؟
” لا يوجد أي لاعب يحب الانتقادات، لكن أنيس لاعب ناضج و عندما تكون الانتقادات بناءة يعمل بها و يستغلها لتطوير مستواه، و عندما تكون تلك الانتقادات مجانية فأنه لا يعيرها أي اهتمام، و قوته الذهنية تجعله يطوي الصفحة سريعا.”
هل يمكن القول بأن هذه الانطلاقة الحقيقية لحاج موسى؟
“على كل حال، الإنطلاقة الحقيقية لأنيس نعم، لأنه حظي أخيرا بالفرصة المناسبة لتأكيد إمكانياته الكبيرة، لكننا واعون أنه في مسيرة لاعب كرة القدم هناك صعود و نزول في المستوى، خاصة بالنسبة للاعبين الذين يملكون فنيات ممتعة مثل أنيس و الذين يبقون منفتحون على كل الإحتمالات، أنيس لا يزال شابا و له هامش تطور كبير جدا و لم يصل إلى ذروة مستواه بعد…”.
متى نرى أنيس يملك مكانة أساسية في المنتخب الوطني في رأيك؟
“في المنتخب الوطني أنيس يحترم قرارات المدرب بشكل كبير، كان يأمل في الحصول على المزيد من الوقت من أجل تأكيد ما هو قادر على فعله، و لكن الآن هناك خيارات رياضية يجب احترامها، و ليكن في العلم أن أنيس شارك مع منتخبات أقل من 20 و 23 سنة قبل أن يستدعى مع المنتخب الأول، هو يحب بلده لحد كبير و جاهز متى ما وصله استدعاء لارتداء قميص الخضر، و أعتقد أنه في حال ما إذا حصل على فرصة بداية المباراة أساسيا سيقدم الكثير من الفرحة للجماهير الجزائرية، هو يملك الفنيات التي تجعل المشجع يتنقل إلى الملعب لمشاهدتها.”
هل هناك هدف لبيع عقد حاج موسى قريبا، أم أنه سينهي عقده مع فاينورد الهولندي؟
“وسائل الإعلام تناقلت مزحة المدير العام لفينورد مع أنيس عندما قال بأنه سيبيعه مانشستر سيتي بعد المباراة، في فينورد هناك اهتمام كبير بأنيس و هو محبوب من قبل النادي و الجماهير و فينورد هو من سيقرر في نهاية الموسم، و كلنا ثقة في الله عز وجل…”
من هو الدوري الأنسب لأنيس في رأيك؟
“أنيس قد يفضل إسبانيا أو انجلترا، لكني متأكد أنه بالإمكان فرض نفسه في ألمانيا و إيطاليا أيضا بعد أن نجح في تطوير أدائه الدفاعي، و هذا ما كان ينقصه في الفترة السابقة…”
لنتحدث عن مسارك كوكيل لاعبين، هل هناك لاعبين جزائريين آخرين غير معروفين نوعا ما تتعامل معهم؟
“دعني أوضح نقطة هامة، أنا لست وكيل أعمال لاعبين محترف، أنا مختص في المانجمنت الرياضي، و تسيير مشوار الرياضي و الموازي له للاعبين المحترفين، و بعد نهاية مشواري كلاعب محترف، شرعت رفقة شبكة معارفي أن أقدم الفرص للاعبين المنسيين…”
هل من تفاصيل أكثر حول هذا الأمر؟
“بدأت سنة 2018 بتطوير نادي لا لوفيار البلجيكي و صعدنا من القسم الرابع إلى الثالث، و دفعت بعديد اللاعبين إلى عالم الاحتراف و منهم اللاعب الدولي الجزائري كيفن قيتون، و من سنة 2020 حتى 2024 قمت بإدارة نادي شارلوروا البلجيكي و قمت أيضا بدفع لاعبين من الهواة نحو الإحتراف و بلغ عددهم 19 لاعبا منهم أنيس حاج موسى…”
و ماذا عن عملك حاليا؟
“ثم من نهاية جانفي 2024، قررت متابعة طريق آخر بفتح شركتي لتولي دور “رعاية اللاعبين” استثمرت في مسيرة أنيس لأنه بعد أن قمت بجلبه إلى الدرجة الثانية البلجيكية (باترو) عند زميلي السابق في فريق بروج، ستين ستينن، حصلنا على فرصة للانتقال إلى فيتيسه آرنهم. أخيرًا، قمت بإدارة جميع العروض التي تلقيناها مثل عرض أياكس أمستردام وغيرها. اختار أنيس بعدها نادي فينورد لأن المدرب أرني سلوت (المدرب الحالي لنادي ليفربول) أراده بشدة. أرافق الرياضيين على جميع المستويات من خلال إيجاد نادٍ لهم ورسم مشروع رياضي مع الشركاء الموجودين في الأندية. مع أنيس، كان العمل ناجحًا للغاية، والشبكة التي أملكها راضية جدًا عن خدماته. حاليًا، أنا مركز على هذا الهدف الوحيد.”
من مِن الأسماء التي ترشح الاتحادية لمتابعتها مثلا؟
“الاتحادية قامت بعمل رائع على مستوى هذا الملف، و تعرف جيدا ما تقوم به، لا يمكن ذكر أي أسماء لاعبين حاليا، لكن لدينا جيل رائع في الجزائر، وبصدق، أنا أتواجد كثيرًا في الجزائر ونرى شبابًا استثنائيًا. آمل أن يكون لدينا بسرعة مراكز تدريب مثل التي في أوروبا لتطوير مواهبنا المحلية لأنني عندما كنت ألعب في الجزائر في نادي شباب قسنطينة أو شباب بلوزداد، كنت أشاهد مباريات الشباب وكان هناك بالفعل مواهب حقيقية. إنها مسألة بنية تحتية وانتقال السلطة إلى مدربين حقيقيين محترفين لقيادتهم. إذا تمكنا من تحقيق ذلك، بصدق، سيكون لدينا أكبر خزان للمواهب في إفريقيا.”
حاوره: مصطفى خليفاوي