الأولى

في حوار حصري لجريدة بولا .. عاد للحديث عن نصف نهائي الكان نبيل الطرابلسي (المدرب المساعد لمنتخب نيجيريا): “مخالفة محرز كانت كضربة جزاء، الجزائر كسبت منتخباً متكاملاً ونجاح بلماضي هو نجاح فريق كامل.”

بداية شكراً على قبول إجراء هذا الحوار

” لا شكر على واجب، أنا في الخدمة و تحية طيبة لكل أشقائنا الجزائريين، و رمضان مبارك.”

كيف تقضي أجواء الحجز الصحي؟ 

“أكيد ظرف صعب للغاية، لسنا متعودين عليه، و لكن نبقى مع الأهل و في اتصالات دائمة مع الأصدقاء و الأحباب و المدرب و الطاقم الفني و اللاعبين، في انتظار التغلب على هذا الوباء و القضاء عليه.”

ما الذي تغيّر في رمضان هذه السنة بالنسبة لك؟ 

” رمضان هذا العام غريب، هذا الشهر معروف ب” اللمّة” مع الأحباب والأصدقاء و العائلة، و تبادل الزيارات و اللقاءات، افتقدنا هذه الأجواء كثيراً، و الأمور غامضة لا نعرف ماذا سيجري في الأيام المقبلة و في المستقبل، الأمور صعبة للغاية، و لكن هذه إرادة الله و ان شاء الله نجتاز هذه المرحلة على خير و نقضي على هذا الوباء قريباً، حتى تعود الحياة كما كانت.”

هل ترى أن تحضيرات اللاعبين الفردية كافية لحفاظ على اللياقة البدنية، خاصة و أن فترة التوقف طالت؟ 

” لا ، أكيد لن تكون كافية على الإطلاق، و كان لي حديث قبل ساعات مع مدرب اللياقة البدنية و تطرقنا لهذا الأمر، و من الصعب أن تحضّر بنفس الطريقة و الأسلوب عندما تكون مع المجموعة في الميدان مع متابعة يومية، و هذا ما نفكر فيه خاصة مع توقف البطولة في فرنسا و الأرجنتين و بلدان أخرى، في ألمانيا لم تستأنف بعد، و هذا التحضير الفردي له تأثير كبير للغاية على اللاعبين.”

كيف ترى الحالة النفسية للاعبين بعد طول هذا التوقف؟ 

” سؤال مهم جداً، خاصة باعتبار الجانب الانساني مهم للغاية، نحن نتحدث عن كرة القدم كثيراً و لكن الناس تناست الجانب الإنساني، و في منتخب نيجيريا على سبيل المثال، هناك لاعبين متواجدين في مختلف الدول الأوروبية، يفكرون باستمرار في عائلاتهم و أصدقائهم، الجانب النفسي صعب للغاية، و لكن نحاول أن نحكي معهم و نرفع من معنوياتهم، و إخراجهم من الروتين الذي يعيشون فيه، لأن كل اليوم يعيشون نفس الأمر و لا وجود لتغيرات، أو لأمور جديدة، كما أن هناك بعض اللاعبين في نهاية عقودهم و لا يعرفون مصيرهم و لا أي شيئ عن مستقبلهم، الأمور صعبة جداً كما قلت و لكن نحن كطاقم فني نحاول الوقوف معهم حتى نجتاز هذه الأزمة بسلام ان شاء الله.”

كيف ترى مهمتكم كإطار فني مع عودة المنافسة من جديد؟ 

“من المؤكد أنها ستكون صعبة للغاية لكل الفرق، من أجل اعداد التقارير الخاصة بكل لاعب على حدى، في أي بطولة يلعب، هل انطلقت المنافسة أو ألغيت، حيث سيكون عمل يومي من خلال الاتصال بأنديهم و طواقمهم الفنية، لمعرفة كل التفاصيل، خاصة من الجانب البدني، حيث أن مدربي اللياقة البدنية سيكون لهم دور كبير جداً، و مع الإطار الطبي لمعرفة إذا ما كانت عودة اللاعبين للمنافسة عادية أو غير عادية، بالإضافة إلى الجانب النفسي، للتحدث مع اللاعبين و سماعم و التقرب منهم و محاولة إخراجهم من الوضعية التي كانوا يعيشون فيها، حتى يدخلوا بأفضل طريقة ممكنة في المنافسة ان شاء الله.”

كيف ترى مستقبل كأس إفريقيا 2021، بين التأجيل و الإلغاء و بين الشتاء و الصيف وسط تضارب كبير للآراء؟ 

” الرزنامة ستكون مكتظة عن آخرها، و هذا ما وقفنا عليه رفقة عدة مدربين هنا في ألمانيا، و الأمور ستكون صعبة للغاية، هناك من يقترح اللعب في الصيف، و هناك من يفض اللعب في الشتاء، و ستكون وسط ضغط كبير، خاصة و أن الاعبين سيعانون من الإرهاق، و حتى الفيفا وصلتها بعض المقترحات من بعض الأندية أن تكون بطولة افريقيا في الشتاء، و هذا السؤال حقيقة يحير الجميع، و لا يمكن أن نحكم على أي شيئ دون احتياز مرحلة الوباء، و لا يمكن التكهن بالمستقبل مادام الفيروس لا يزال، متفشي و موقّف كل المنافسات الرياضية في العالم.”

كيف تقيّم تجربتك في منتخب نيجيريا، و في ماذا أفادتك؟ 

” الحمد لله، مسيرة متواضعة و محترمة، من 2016، تأهلنا لمونديال روسيا 2018، تحصلنا على المرتبة الثالثة في كأس افريقيا الأخيرة، بعد الهزيمة ضد المنتخب الجزائري، و لكنها تبقى تجربة محترمة، و تعلمت منها الكثير و تعرفت على العديد من الأشخاص، و اكتشفت المستوى العالي في كأس العالم، و الحمد لله أن كانت لي تجربة سابقة مع بوركينافاسو، و مع نادي فرايبورغ الألماني، و كلها تجارب نتعلم منها، و كل تجربة عندها إيجابياتها و سلبياتها، و الإيجابي بالنسبة لي هو التعامل مع اللاعبين النيجيريين، بطاقم احترافي و لاعبين من طراز عالي، يجعلك كمدرب تستفيد الكثير.”

أريد أن أعود بك لمباراة نيجيريا و الجزائر في نصف نهائي كان 2019، أوّد أن تعطيني كلمة  أو نظرة عن اللقاء… 

” كنت أعرف أنك ستطرح هذا السؤال ( يضحك)،  لعبنا ضد المنتخب الجزائري الذي له خاصيتين، القوة الذهنية و الجودة الكبيرة، بالإضافة إلى الروح القتالية العالية التي لعبوا بها، تحس أنك تواجه فريق شرس يريد الفوز، كما أن ورائه جمهور كبير تنقل لمصر لتشجيعه، و منذ الدقائق الأولى تحس بأن هذا المنتخب له شخصية الإنتصار، بلماضي وضع بصمته الخاصة، مع إطار فني متكامل، مع وجود لاعبين يملكون كما قلت الجودة العالية و القوة الذهنية، و نحن كنا نملك الجودة بحكم وجود لاعبين يلعبون في أقوى الدوريات الأوروبية و لكن ما غاب عنّا هو “لاغرينتا”.

صراحة كوتش، هل توقعت أن محرز سيسجل تلك المخالفة في ذاك الوقت القاتل؟
“مخالفة في الدقيقة الأخيرة و في أمتار قريبة من المرمى عبارة عن ضربة جزاء، خاصة مع إمكانيات محرز في مثل هذه المخالفات، و في مسألة التوقع هناك دائماً نسبة 50%، لكن محرز معروف بقيمته الفنية الكبيرة ما شاء الله عليه، و يملك رجل يسارية ممتازة و عندما يقذف معناه أن سيكون هدف، مع قلة الخبرة من منتخبنا.”

و هل توقعت نجاح بلماضي مع الخضر؟ 

“نجاح بلماضي مع المنتخب الجزائري هو نجاح فريق بكامله، له خصال جديدة غرسها المدرب فيهم، و سبق أن واجهنا المنتخب الجزائري في تصفيات مونديال روسيا 2018 و العديد من الأمور تغيّرت نحو الإيجاب.”

متى سنرى نبيل الطرابلسي مدرباً أوّل، و هل لك هذا الطموح؟ 

” بالتأكيد، أفكر أن أكون بعد كأس العالم مدرباً أوّلاً ان شاء الله، و قد تحدث مع جينت روهر في هذا الخصوص، و الأزمة الحالية جعلتني أفكر كثيراً في هذا الأمر، و هذا هدفي مستقبلاً أن أكون على رأس العارضة الفنية لفريق أو منتخب، و الحمد لله أن لي تجارب سابقة مع النجم الرياضي الساحلي، و فرايبورغ الألماني، و منتخبات تونس، بوركينا فاسو، و الآن نيجيريا، و حان الوقت لأقود منتخباً ان شاء الله و أضع خبرتي في الميدان، خاصة بعد أن عملت مع الكثير من المدربين، و سأرى الفريق الذي يتناسب مع طموحاتي و يثق في إمكانياتي.”

نتمنى لك كل التوفيق كوتش، تحية لك و للشعب التونسي الشقيق، كلمة أخيرة، تفضل المجال مفتوح… 

” صح شريبتكم و لكل الشعب الجزائري الشقيق، و دائماً نقول أن الجزائر و تونس خاوة، و لدي العديد من الأصدقاء في الجزائر أبلغ لهم تحياتي، و لن أنسى أبداً الجماهير الجزائرية التي تنقلت لنيجيريا، و الذين قابلتهم في الجزائر و خصونا باستقبال حار، و رمضان مبارك للجميع و الله يرفع عنا الوباء ان شاء الله، تحية لجريدة بولا و نتمنى لها و طاقمها كل التوفيق والتألق، و نلتقي قريباً ان شاء الله.”

حاوره: خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P