تعددت الأسباب والداء واحد … كرة القدم تحتضر في غرب البلاد
تسير مختلف الأندية المنتمية لجهة الغرب الجزائري في كرة القدم في اتجاه شائك تعرضه للكثير من الأزمات والمعاناة مادية كانت أو إدارية مما غيبها عن منصة التتويجات، بل أضحت في الآونة الأخيرة تصارع من أجل الحفاظ على تواجدها وفقط، بعدما كانت في الماضي القريب تكتب التاريخ بأحرف من ذهب في سماء الكرة الجزائرية وتسعد أنصارها بتصدرها للبطولات بشتى أقسامها وتقديمها لعروض جميلة، إلا أن سوء التسيير ونقص الإمكانيات المالية كلها أسباب ألقت بنوادي الغرب في الحضيض وجعلتها تعاني كثيرا.
سوء التسيير.. القاسم المشترك بين نوادي الغرب
رغم اختلاف أندية الغرب الجزائري في التسمية، الألوان و الشعارات المطبوعة على القمصان إلا أنها تشترك معا في ميزات عديدة يمكن تلخيصها في عبارة واحدة و هي سوء التسيير حيث فشل جل المسيرين حتى لا نقول كلهم في إثبات جدارتهم على مستوى فرق الناحية الغربية، فلا مشاريع أنجزت و لا نتائج أبهرت، لاسيما منذ سن قانون الاحتراف بفرض إنشاء شركات رياضية التي هي في حقيقة الأمر شركات مفلسة، صار يديرها مساهمين عجزوا في إيجاد موارد تمويل أو جلب مؤسسات راعية كما أن نفس الوجوه باتت تتعاقب على الرئاسة بالتداول مما جعل النوادي الغربية رهينة في يد هؤلاء الأشخاص.
شركات مفلسة ومساهمون على الورق
يبدو أن أزمة الرجال صارت ظاهرة للعيان في أندية الغرب و إلا كيف لنوادي عريقة تنشط منذ حقبة الاستعمار الفرنسي بتاريخ حافل صار يرتاد عليها أشخاص دخلاء على مجال كرة القدم، بل و طال تواجدهم و ما يحدث في مولودية وهران، وداد تلمسان، أولمبي الشلف، سريع غليزان، مولودية سعيدة، إتحاد بلعباس، وجمعية وهران يندى له الجبين فالسلطة في زعيم الأندية الغربية صارت تنحصر بين محياوي ، بابا و جباري و كأن الباهية تفتقر للأكفاء الذين بإمكانهم إعادة إحياء أمجاد مولودية وهران من جديد، بينما يبقى نادي الزيانيين النادي المتوج بالكأس العربية الممتازة سنة 1998 يعاني، فيما يتواصل الغموض حول من هو المسير الفعلي لفريق أولمبي الشلف منذ تولي عبد الكريم مدوار منصب رئيس الرابطة؟ في حين يستمر الصراع بين حمري ومعارضيه في غليزان وراح ضحيته السريع الذي سيلعب في القسم الثاني هواة، ناهيك عن تعقد الأوضاع في مولودية سعيدة بسبب الديون المترتبة عن التسيير الفاشل ونفس المعضلة أوقعت إتحاد بلعباس إلى قسم ما بين الرابطات، في حين أن جمعية وهران تبقى تكتفي في كل موسم بالتنافس من أجل ضمان البقاء في القسم الثاني.
تتويج بلعباس بالكأس والسوبر تحول إلى نقمة
يعود آخر تتويج للكرة الجزائرية على مستوى الجهة الغربية إلى سنة 2018 لما توج إتحاد بلعباس بلقبه الثاني في منافسة كأس الجمهورية ضد شبيبة القبائل وبعدها بكأس السوبر الجزائري أمام شباب قسنطينة بتعداد غني ولاعبين موهوبين، لم تتمكن إدارة الفريق الاحتفاظ بهم ومواصلة حصد الألقاب رغم دخول خزينة النادي مبالغ مالية معتبرة جراء التتويجين، إلا أن ذلك تحول إلى نقمة وألقى بالفريق إلى جحيم ما بين الرابطات نتيجة تعنت المسيرين وتفضيل مصالحهم الشخصية عوض مصلحة “المكرة”.
مولودية البيض وشبيبة الساورة.. الاستثناء
أما الاستثناء أو الشجرة التي تغطي الغابة في فرق الجهة الغربية تتمثل في فرق الجنوب على غرار شبيبة الساورة التي صارت الضيف المتعود على المشاركات القارية سواء في كأس الكاف أو رابطة أبطال إفريقيا، زيادة على ذلك مولودية البيض التي حققت صعود تاريخي ولأول مرة إلى الرابطة المحترفة الأولى والتي صارت اليوم تمشي على خطى النسور كي تحذو حذوها في بطولة الرابطة المحترفة الأولى هذا الموسم.
بن حدة