فاجعة كبيرة حدثت أمس بملعب الحبيب بوعقل بعد أن توفي قائد مولودية سعيدة سفيان لوكار إثر سكتة قلبية، خلال المباراة التي جمعت فريقه بجمعية وهران في إطار لقاءات الجولة العاشرة من عمر بطولة القسم الثاني هواة عن مجموعته الغربية، إذ سقط المرحوم بإذن الله مغشيا عليه في الد35 من عمر الشوط الأول، ولم تفلح محاولات الأطباء في إنقاذ حياته، حيث سلم الروح إلى بارئها و هو داخل سيارة إسعاف الحماية المدنية التي تكفلت بنقله على جناح السرعة نحو المستشفى الجامعي بن زرجب –بلاطو-، ليصل الخبر بعد حوالي 15 دقيقة إلى الملعب مؤكدا بأن لوكار قد غادر الحياة و هو في الـ28 عاما فقط، تاركا وراءه حزنا كبيرا، وصدمة لا يمكن وصفها وسط زملائه و أصدقائه، وكل الحاضرين.
هذه تفاصيل وفاة لوكار
وبالعودة إلى تفاصيل وفاة لاعب مولودية سعيدة سفيان لوكار، فإن هذا الأخير كان قد تعرض لتدخل قوي من طرف حارس مرمى فريقه بن دولة الذي حاول إبعاد الكرة حتى لا تصل لمهاجم لازمو عامر يحيى، ليسقط الحارس و اللاعب لوكار على الأرض في الد26، وتدخل الطاقم الطبي للفريقين من أجل إسعافهما، وبعد 5 دقائق طلب الحارس بن دولة تغييره لعدم مقدرته على استكمال اللعب، وتم تعويضه بزميله الحارس فرحي، ومع حلول الد36 سقط اللاعب لوكار مغشيا عليه، وسط صراخ من طرف اللاعبين بغية الإسراع في دخول الأطباء لأرضية الميدان، وبعد محاولات استمرت لحوالي 10 دقائق، تم اتخاذ قرار بنقله على جناح السرعة إلى المستشفى، ولا أحد كان يظن بأنها آخر مرة سيطأ فيها لوكار أرضية الميدان.
الشوط الأول تم استكماله
وبعد نقل اللاعب من طرف رجال الحماية المدنية صوب المستشفى لتلقي الإسعافات، عادت الأمور إلى طبيعتها، واستكمل اللاعبون المواجهة لغاية نهاية الشوط الأول على وقع تقدم الصادة بنتيجة هدف دون رد من توقيع اللاعب ميباركي، ليتوجه الجميع نحو غرف تغيير الملابس في انتظار وصول أخبار مطمئنة عن اللاعب لوكار، إذ كان القلق باديا على الجميع.
الخبر نزل كالصاعقة، ومشاهد مؤثرة في غرف تغيير الملابس
وبينما كان الفريقان يستعدان لمواصلة الداربي، حتى جاء الخبر الحزين الذي نزل كالصاعقة على الجميع داخل غرف تغيير الملابس، حيث تم تأكيد وفاة اللاعب لوكار قبل الوصول نحو مصلحة الاستعجالات الطبية، فانهار لاعبو سعيدة بالبكاء، وأصيب الكثيرون بحالة هستيرية و هم الذين لم يصدقوا بأن سفيان رحل إلى الأبد، ولم يعد بينهم، وتحول المشهد إلى مأتم حقيقي يصعب وصفه، فحتى لاعبو لازمو و مسيروه وكل الحاضرين أجهشوا بالبكاء، لتحصد كرة القدم مرة أخرى إسما من الأسماء التي لا تزال في ريعان شبابها، وكل هذا في ظل غياب الوسائل اللازمة للتدخل أثناء الطوارئ و الحالات الصعبة.
هل كان لوكار يعاني من مشاكل قلبية؟
وبحسب بعض المقربين من اللاعب لوكار، فإن هذا الأخير كان يعاني منذ فترة من مشاكل قلبية، لكن الطاقم الإداري للصادة لم يؤكد هذه المعلومة، خاصة و أن كل المسيرين تنقلوا إلى مستشفى البلاطو من أجل إنهاء الإجراءات الخاصة بالوفاة، ونقل اللاعب إلى مسقط رأسه من أجل تشييعه إلى مثواه الأخير، وكل شيء سيتضح من خلال التقرير الذي سيعده الطبيب الشرعي لتحديد السبب الحقيقي وراء هذه الفاجعة الأليمة.
لوكار التحق بوالده بعد أن تذوق طعم اليتم
قصة سفيان لوكار كانت مأساوية في تفاصيلها، فسفيان عاش و تذوق طعم اليتم بفقدانه لوالده الذي تركه يصارع مصاعب الحياة في سن مبكرة، لكن قصة اللاعب مع اليتم لم تستمر طويلا، ليسلم الروح إلى بارئها عشية السبت بملعب الحبيب بوعقل، ويلتحق به تاركا وراءه عائلة مفجوعة لم تكن تتصور إطلاقا بأن يعود ابنها من ملعب الحبيب بوعقل محمولا على الأكتاف، وهو الذي سافر إلى وهران بحثا عن نتيجة إيجابية لفريقه تجعله يتقدم في جدول الترتيب أكثر، لكن الموت خطفه على حين غرة في مشهد حزين سيبقى راسخا في عقول كل من حظروا المباراة.
لم يهنأ بزواجه منذ أسبوع فقط
وما زاد من حدة الألم و الحسرة لدى رفقاء اللاعب سفيان لوكار ، هو أن هذا الأخير كان قد دخل القفص الذهبي قبل أسبوع واحد فقط، وكان سعيدا للغاية بتطليقه حياة العزوبية، لكن قضاء الله و قدره لم يمهله الكثير، فلوكار لم يهنأ بعقد قرانه إلا لأيام معدودات، قبل أن يغادر هذه الدنيا تاركا وراءه حزنا كبيرا، وصدمة يصعب على عائلته و أحبائه تجرعها.
تصريحات
هواري بوراس (طبيب لازمو):”لا يمكنني حاليا تأكيد أسباب وفاة لوكار”
وللمزيد من التفاصيل حول هذه الحادثة المؤلمة، كان لنا حديث جانبي مع طبيب جمعية وهران الهواري بوراس الذي كان أحد المسعفين للاعب لوكار، وقال في هذا الخصوص:” أولا أتقدم بالتعازي الخاصة لعائلة اللاعب و كل أسرة مولودية سعيدة، إنها لحظات في غاية الصعوبة، ولا أجد الكلمات للتعبير عن حزني، وبخصوص الوفاة فنحن كطاقم طبي اتبعنا البرتوكول المعمول به، فاللاعب سقط أولا إثر اصطدام مع حارس مرماه، وقدما له الإسعافات، وطرحنا عليه بعض الأسئلة التي تدل على وعيه، ولهذا سمحنا له بالعودة للعب، لكن بعد حوالي 10 دقائق سقط لوحده، ولم يعد قادرا على التنفس، قمنا بعملية التنفس عن طريق الفم، مع إنعاش قلبي، لكن اللاعب بدأ يدخل في غيبوبة تدريجيا، ليتم نقله بسرعة لمستشفى البلاطو، لكنه توفي قبل الوصول إلى هناك، وعلى العموم أنا كطبيب لن أستطيع الجزم بخصوص أسباب الوفاة، فكل الاحتمالات واردة، سواء سكتة قلبية أو نزيف داخلي، وما علينا سوى انتظار تقرير الطبيب الشرعي الذي سيكشف كل شيء.”
عبد اللطيف بوعزة:”أنا تحت الصدمة، وتعازي القلبية لعائلة اللاعب”
عبر مدرب جمعية وهران عبد اللطيف بوعزة عن صدمته الكبيرة بوفاة اللاعب سفيان لوكار، وقال في هذا الخصوص:” لقد سمعت أصوات الصراخ و البكاء في غرف تغيير ملابس مولودية سعيدة، وتوجهت إلى هناك ليتم تأكيد وفاته، إنها فاجعة أليمة تحتاج وقتا طويلا حتى ننساها، وما عسانا في هذا المصاب الجلل إلا أن نتقدم بتعازينا القلبية الخالصة لعائلته، وذويه، وكرة القدم السعيدية و الجزائرية على حد سواء، راجين من الله عز و جل أن يتغمده بواسع رحمته و يسكنه فسيح جناته.”
ڨوميدي أحمد (مدرب حراس مولودية سعيدة ):” فقدنا قائدا مثاليا ولاعبا خلوقا لن يعوض”
في إتصال هاتفي لجريدة بولا مع مدرب حراس مولودية سعيدة ڨوميدي أحمد ، مباشرة بعد وفاة قائد الفريق لوكال سفيان ، صرح أنه أمر الله وأنهم في لحظات صعبة خاصة من الناحية المعنوية السيئة للجميع سواء الطاقم الإداري والفني وزملائه اللاعبين. ڨوميدي وبنبرة حزن وصعوبة في الكلام قال :” المولودية فقدت قائدا مثاليا ولاعبا خلوقا لن يعوض بسهولة فلا أحد كان يتوقع هذا السيناريو إلا الله عز وجل الذي أراد أن نفارق سفيان وهو أمام أعيننا”. وختم قوميدي كلامه بالترحم على اللاعب راجيا من الله عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة وأن يلهم ذويه وأهله جميل الصبر والسلوان.
مير وهران يتضامن مع أسرة مولودية سعيدة
بعد دقائق فقط عن إعلان وفاة اللاعب لوكار، اتصل مير وهران الجديد أمين علوش بالقائمين على شؤون الصادة، وتقدم لهم بتعازيه القلبية الحارة، مؤكدا بأنه تلقى الخبر بحزن و ألم شديدين، وأكد لعائلة مولودية سعيدة تضامنه التام معهم، ومشددا على أنه موجود لتقديم كل أشكال الدعم، ويضع كل مصالح البلدية و إداراتها تحت خدمتهم في أي شيء يحتاجونه قبل نقل جثمان الفقيد إلى مسقط رأسه.
علاوي شيخ / رامي.ب