خطف الأنظار قاريا و عربيا … هكذا تفوق الدوري الجزائري هذا الموسم
شهد الدوري الجزائري لكرة القدم هذا الموسم تطورات ملحوظة، جعلته يتصدر الأنظار ويكتسب مكانة مرموقة بين كبار الدوريات العربية و الإفريقية من خلال صفقات ضخمة، تحديث الملاعب، وإخراج تلفزيوني متميز، بالإضافة إلى الحضور الجماهيري القياسي، حتى أصبح الدوري الجزائري نقطة جذب للمتابعين، و شهدت البطولة الوطنية هذا الموسم قرارات تنظيمية جديدة ما سمح للكثير من الأندية بإبرام تعاقدات تاريخية في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، خاصة بعد انتقال ملكية أغلب الفرق إلى شركات وطنية قادرة على دفع مبالغ مالية طائلة لأبرز اللاعبين والمدربين المتاحين، وهو ما سيؤدي من دون شك إلى ارتفاع المستوى الفني مستقبلاً، مثل ما كان الحال في دوريات عربية كانت سباقة لمثل هذه الخطوات وأصبحت تستقطب أبرز نجوم العالم.
الصفقات الكبيرة في الميركاتو الصيفي
بدأت فترة الانتقالات الصيفية هذا العام بنشاط غير مسبوق، حيث قامت الأندية الجزائرية بإبرام صفقات قوية لتعزيز صفوفها. من أبرز هذه الصفقات، انتقال لاعبين كبار من دوريات أخرى، مما أضفى طابعًا تنافسيًا جديدًا على المسابقة. اللاعبون الجدد لم يساهموا فقط في تحسين الأداء الفني للفرق، بل أيضًا في جذب الانتباه الإعلامي والجماهيري. و من الأسماء اللامعة التي انضمت إلى الأندية، مثل تواجد رياض بودبوز و لاعبين آخرين أسهمت بشكل كبير في رفع مستوى الدوري.
الملاعب العالمية غيرت الكثير
علاوة على الصفقات، تم الإعتماد على العديد من الملاعب الجزائرية لتصبح بمواصفات عالمية. الملاعب الحديثة، مثل ملعب ميلود هدفي بوهران و ملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو، ملعب نيلسون مانديلا، و كذا تحديث ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة و هي التي أصبحت توفر بيئة مثالية للمباريات، هذه التحديثات لم تقتصر على الجوانب الجمالية، بل شملت أيضًا تحسينات في البنية التحتية، مما ساهم في رفع مستوى تجربة المباريات، باتت هذه الملاعب تنافس نظيراتها في الدوريات الكبرى، مما أضاف قيمة كبيرة للدوري الجزائري.
لإخراج التلفزيوني
من الجوانب المميزة هذا الموسم هو التحسن الملحوظ في الإخراج التلفزيوني للمباريات، استثمرت قنوات التلفزيون العمومي في تقنيات حديثة، مما ساهم في تقديم تجربة مشاهدة متميزة للجماهير. الإضاءة، الزوايا المتعددة للتصوير، حيث كانت محطة وهران للتلفزيون السباقة لاستعمال تقنيات جديدة من تصوير علوي بالدرون في كل مباراة، غرافيك حديث والتعليق الاحترافي جعلت من المباريات حدثًا يستحق المشاهدة. هذه الجهود ساعدت في زيادة شعبية الدوري، وجذبت الانتباه ليس فقط على المستوى المحلي، بل أيضًا على الصعيدين العربي والإفريقي.
الحضور الجماهيري
لا يمكن الحديث عن نجاح الدوري الجزائري هذا الموسم دون الإشارة إلى الحضور الجماهيري القياسي، شهدت العديد من المباريات أعدادًا قياسية من الجماهير، حيث ملأت المدرجات بألوان الفرق وأصوات التشجيع. الجماهير الجزائرية، المعروفة بشغفها الكبير بكرة القدم، كانت في قلب الأحداث، مما أضفى جوًا مميزًا على المباريات. هذا الحضور لم يعزز فقط من قوة الفرق، بل أصبح علامة فارقة في الدوري. بفضل الصفقات الكبيرة، الملاعب الحديثة، الإخراج التلفزيوني المتميز، والحضور الجماهيري القياسي، استطاع الدوري الجزائري لكرة القدم أن يحقق خطوات كبيرة نحو التطور. من المتوقع أن يستمر هذا الزخم ويعزز من مكانة الدوري في السنوات القادمة، مما يجعله أحد أبرز المنافسات في العالم العربي وإفريقيا.
تقنية var
ومن بين الإجراءات التنظيمية الجديدة التي ستُعتمد أيضاً خلال الموسم الجديد، تقنية الحكم المساعد “الفار” لأول مرة في الدوري الجزائري لكرة القدم، التي ستسمح الملاعب الحديثة بتطبيقها براحةٍ كبيرة، عكس الملاعب الصغيرة والمنتشرة بكثرة في البلاد، التي تعاني صعوبات في تثبيت كاميرات النقل التليفزيوني، والتحسّن في هذه النقطة ربما سيفتح الباب أمام تسويق حقوق البث لقنوات وشبكات معروفة، لها القدرة على مواكبة هذه الثورة.
إجماع إعلامي عربي على تطور مستوى الدوري الجزائري هذا الموسم
تحدث بعض الإعلاميين العرب لجريدة بولا عن أرائهم في مستوى الدوري الحزائري لكرة القدم هذا الموسم، و عن الأسباب التي جعلت الدوري من بين الأفضل هذا الموسم في القارة الأفريقية و شمالها، ما يؤكد أن البطولة الوطنية فعلا كتبت هذا الموسم تحسنا ملحوظا سيكون قاعدة لتطور أكبر في السنوات المقبلة…
محمد شداد (مصر):“الدوري الجزائري يسير ليكون من بين الأقوى قاريا”
قال الصحفي المصري محمد شداد لجريدة بولا إن الدوري الجزائري شهد تطوراً ملحوظاً في جودة اللاعبين المستقدمين، حيث بلغ متوسط القيمة السوقية للاعبين حوالي 242 ألف يورو، مع وجود 48 لاعباً أجنبياً يشكلون 11.3% من إجمالي اللاعبين. وأشار إلى أن عادل بولبينة يُعتبر أكثر اللاعبين قيمة في الدوري بقيمة سوقية تصل إلى 2 مليون يورو، مما يعكس جودة اللاعبين في الدوري مقارنة بالسنوات السابقة. هذه الاستقدامات ساهمت في رفع مستوى المنافسة وجعلت الدوري أكثر جذباً للجماهير والمتابعين. وأضاف شداد أن الجزائر تمتلك عدة ملاعب عالمية متطورة، مثل ملعب براقي بسعة 40,000 مقعد وملعب تيزي وزو بسعة 55,000 مقعد، والتي تتمتع بتصاميم حديثة ومرافق متطورة.
وأوضح أن هذه الملاعب ليست فقط مناسبة لاستضافة المباريات المحلية، بل أيضاً قادرة على استضافة أحداث كروية كبيرة، مما يعزز مكانة الدوري الجزائري على المستوى الإفريقي والدولي. كما أن تدشين ملاعب جديدة مثل ملعب “حسين آيت أحمد” وملعب “علي لابوانت” يعكس استثمار الدولة في البنية التحتية الرياضية، مما يسهم في تحسين تجربة الجماهير واللاعبين على حد سواء. وأشار شداد إلى أن الدوري الجزائري يتميز بحضور جماهيري كبير، حيث بلغ متوسط الحضور في بعض الملاعب 60,000 متفرج، وهو رقم يعكس شغف الجماهير الجزائرية بكرة القدم. وأكد أن هذا الحضور الكبير لا يعزز فقط الروح الرياضية، بل يسهم أيضاً في زيادة الإيرادات المالية للأندية من خلال بيع التذاكر والمنتجات الترويجية.
والجماهير الجزائرية معروفة بتشجيعها القوي، مما يجعل المباريات أكثر إثارة ويجذب اهتمام وسائل الإعلام المحلية والدولية. وفي سياق الحديث عن الإخراج التلفزيوني، أكد شداد أن تغطية الدوري الجزائري تحسنت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مع استخدام تقنيات حديثة في البث والإخراج الفني، مما يجعل المباريات أكثر جاذبية للمشاهدين. هذه التحسينات تسهم في زيادة عدد المشاهدين وتوسيع قاعدة الجمهور، ليس فقط في الجزائر ولكن أيضاً في الدول العربية والإفريقية. ويعكس الإخراج التلفزيوني المتطور التزام الدوري بمواكبة المعايير الدولية في عرض الأحداث الرياضية.
واختتم شداد حديثه بالتأكيد على أن استمرار الاستثمار في البنية التحتية والاستقدامات الجيدة يمكن أن يجعل الدوري الجزائري أحد أقوى الدوريات في إفريقيا، بل وقد يجذب اهتماماً أكبر من الأندية الأوروبية. الحضور الجماهيري الكبير والإخراج التلفزيوني المتطور يعززان من مكانة الدوري كمنتج رياضي قادر على المنافسة على المستوى القاري والدولي. هذه التطورات تسهم أيضاً في تحسين صورة الكرة الجزائرية عالمياً، وتعزز فرص اللاعبين الجزائريين في الانتقال إلى دوريات أكبر مستقبلاً، مثل الدوري الإنجليزي.
وائل عمر (تونس):“الجزائر أصبحت مثالا في تطوير الرياضة”
قال الصحفي التونسي وائل عمر إن الدوري الجزائري شهد تحولاً ملحوظاً ليصبح واحداً من أفضل الدوريات في إفريقيا في الوقت الراهن. وأوضح أن هذا النجاح ليس بغريب على بلد أنجب نجومًا مثل رياض محرز ويوسف البلايلي ولخضر بلومي ورابح ماجر وإسلام سليماني، الذين كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم. وأضاف عمر أن الجزائر أصبحت مثالًا في الرياضة الأكثر شعبية في العالم، بفضل الجهود المبذولة في بناء الملاعب العصرية والتركيز على استثمار الأموال الطائلة من قبل السلطات الجزائرية لكسب التحديات وإبهار العالم في المستقبل القريب.
ولفت إلى أهمية الجماهير العاشقة للكرة، التي تنقل إلى كل العواصم بأعداد غفيرة، وأحيانًا تكون أكثر من جماهير الفريق المضيف، مما يعكس الشغف الكبير باللعبة. وأشار عمر أيضًا إلى تحدٍ آخر تكسبه القنوات الجزائرية، حيث نجحت في نقل صورة مثالية للمشاهد بعد تخصيص ملايين الدولارات سنويًا لتحسين جودة البث والتغطية. هذه التطورات تعكس التحول الإيجابي الذي يشهده الدوري الجزائري وتساهم في تعزيز مكانته على المستوى الإفريقي والدولي.
الشيخ سيد المختار (موريتانيا):“الجزائر أصبحت قبلة للمواهب الصاعدة في إفريقيا”
أشار الصحفي الموريتاني الشيخ سيد مختار إلى التطور الكبير والسريع الذي يشهده الدوري الجزائري، مما جعله دوريًا أكثر تنافسية وتميزًا. وأوضح أن الدوري أصبح قبلة للمواهب الصاعدة في القارة الإفريقية، بفضل الجودة العالية الناتجة عن التطور في الملاعب والرعاية، بالإضافة إلى الشعبية الجماهيرية الجارفة للأندية. وأضاف مختار أن هناك عدة عوامل ساهمت في جعل الدوري الجزائري دوريًا استثنائيًا، حيث ساعدت البنية التحتية الهائلة والملاعب المونديالية التي شيدتها الجزائر مؤخرًا في تحسين المستوى الفني وزيادة الحضور الجماهيري، الذي يصنع الحدث حتى على مستوى التغطية الإعلامية.
وأكد على أهمية وجود قنوات فضائية خاصة لبث الدوري تتماشى مع هذا التطور الملحوظ. وأشار مختار إلى أن التنافسية العالية جعلت الدوري الجزائري واحدًا من الدوريات المعدودة في إفريقيا التي تظهر بثوب جديد في كل موسم. وعبّر عن اعتقاده بأنه لا يمكن للدوري الجزائري بهذا المستوى والتطور السريع إلا أن يكون ضمن أفضل خمس دوريات في القارة. وإذا استمر على هذا المنوال، فمن المحتمل أن يتصدر في غضون سنوات قليلة. لكنه شدد على ضرورة الاستمرارية في هذا التطور، وضرورة إنشاء قنوات رياضية محترفة تتماشى مع هذه الملاعب الاستثنائية والجماهير الشغوفة، مؤكدًا أن الدوري الجزائري أصبح دوريًا احترافيًا فعلاً لا قولاً.
سيف الدين بن زردة (معلق التلفزيون الجزائري):“الملاعب الجديدة قدمت إضافة نوعية للبطولة الجزائرية”
قال المعلق الجزائري سيف الدين بن زردة إن الموسم الحالي للبطولة يظهر مؤشرات إيجابية منذ الصيف الماضي، حيث دخلت عدة أندية سوق الانتقالات بقوة، مما ساهم في جذب لاعبين أجانب ودوليين سابقين للالتحاق بأنديتنا. وأكد أن هذا التوجه أدى إلى تنافس كبير بين أندية المقدمة، مما جعلنا نشهد مباريات مثيرة بفضل الملاعب الجديدة التي قدمت إضافة نوعية لبطولتنا، بالإضافة إلى إدخال تقنية VAR. وأضاف بن زردة أنه لا يمكن إغفال دور الإخراج التلفزيوني الذي تطور بشكل ملحوظ هذا الموسم، حيث صار بإمكاننا مشاهدة إنتاج مباريات بمستوى عالٍ على قنوات التلفزيون الجزائري. ومع ذلك، أشار إلى النقطة السوداء في البطولة، وهي المباريات الكثيرة التي غابت عنها الجماهير بسبب العقوبات المتكررة والمشاهد العنيفة التي لم يتم القضاء عليها بعد.
مهدي آيت قاسي:”المستوى الفني للدوري الجزائري يشهد تحسنا ملحوظاً”
أكد الصحفي الجزائري مهدي آيت قاسي، أن الدوري الجزائري يشهد تحسنا ملحوظا هذا الموسم، حيث قال:”المستوى الفني للدوري الجزائري هذا الموسم ارتفع و مستواه من الحسن إلى الأحسن بالموازاة مع تراجع بعض الدوريات الإفريقية و الشمال إفريقية، و لعل أبرز مثل عن تطور الدوري الجزائري هو مواصلة تصديره للمواهب الشابة نحو أوروبا كل نهاية موسم.” و أضاف:”الشاب الجزائري يملك موهبة في كرة القدم بالفطرة و هذا ما يجعله يصقلها في أول فرصة حقيقية تتاح له رغم أن مشكل التكوين لا يزال مطروحا، في حين لا تزال بعض الأندية تعمل على تكوين اللاعبين و تسويقهم و السعي لصقل مواهبهم مثل ما يحدث في نادي بارادو مثلا.” و ختم الصحفي السابق في قناة الشروق الجزائرية حديثه قائلاً:””تألق الأندية الجزائرية في المنافسات القارية ما هو إلا دليل على المستوى الذي وصل اليه الدوري الجزائري، مثلا اتحاد العاصمة توج بكأسين أفريقيتين مؤخراً، إضافة إلى تأهل ممثلي الجزائر لأدوار متقدمة في رابطة أبطال إفريقيا أو كأس الكونفيدرالية الإفريقية.”
مصطفى خليفاوي
