الأولىتحقيقات وروبورتاجات

بولا تقيم المشاركة الجزائرية في طوكيو ….خيبة و إخفاق و فشل … تعددت الأسباب و المهزلة واحدة

عاد الرياضيون الجزائريون المشاركون في الألعاب الأولمبية بطوكيو الجارية مؤخرا ، خاليين الوفاض بدون أي ميدالية تذكر، و تعد هذه المشاركة هي الأسوأ منذ حقبة السبعينات إلى غاية اليوم ، و ذلك بغياب الميداليات و حتى تحطيم الأرقام الوطنية و النتائج ، عنوانها كان الخروج من الأدوار الأولى و احتلال المراتب الأخيرة ، فحتى بلوغ النهائيات لم يتحقق إلا مع ياسر تريكي في الوثب الثلاثي بألعاب القوى ، في حين تفننت البقية في الخروج من الأدوار الأولى ، أو الانسحابات ، خاصة في السباحة ، الألواح الشراعية ، التجديف و الدراجات الهوائية و تنس الطاولة و الرماية ، فضلا عن الكاراتي الذي كان معول عليه مع لمياء معطوب ، بينما خيبت السباحة أيضا عن طريق أسامة سحنون الذي فشل في التأهل إلى الدور النصف النهائي.

كورونا شماعة الإخفاق

لا يختلف أحد على أن تفشي وباء كورونا الذي ضرب العالم أثر على جميع الرياضيين و ليس الجزائر فقط ، بدليل تأجيل كبرى المواعيد الرياضية أبرزها الأولمبياد ، إلا أنه رغم ذلك هناك العديد من الدول التي ضربها الكوفيد بقوة إلا أنها عرفت كيف تحضر رياضييها وفق بروتوكول صحي صارم في عز تفشي الوباء و بعده ، إلا عندنا، كورونا كانت شماعة للإخفاقات ، فلا تحضيرات أجريت في عزها و لا بروتوكول صحي صارم طبق عقب العودة لاستئناف الأنشطة الرياضية ، بدليل الإصابات المتكررة لأبرز العناصر الرياضية التي كانت تعول عليها الجزائر لكسب ميداليات في مقدمتهم الرباع وليد بيداني ، الذي تلقى العدوى خلال تربصه بتركيا قبل أن يحط الرحال باليابان ، حيث انتظر بيداني لآخر يوم قبل دخول غمار المنافسة لكن في الأخير ظهرت النتائج إيجابية عكس ما كان يتمناه ، ليحرم من تحقيق ميدالية أولمبية الأولى في المسيرة الرياضية لإبن مغنية ، الذي يتعين عليه مواصلة العمل بنفس الطريقة و الإرادة خلال الثلاث السنوات القادمة التي سيشارك فيها في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران الصيف القادم و الألعاب الإفريقية ثم الأولمبية في باريس 2024 .

ماذا بعد مخلوفي في ألعاب القوى؟!

تلقت ألعاب القوى الجزائرية ضربة قاسية خلال هذه الألعاب الأولمبية و ذلك من خلال تغيبها عن تسجيل أرقام جديدة ، فضلا عن غياب بطلها توفيق مخلوفي الذي حرمته الإصابة من المشاركة و كان غير جاهز للتتويج بأحد الميداليات ما جعله يقرر الانسحاب بشرف ، في حين غيبت كورونا كلا من سجاتي في 800 متر و تابثي في 3000 متر موانع ، كما فشل لحولو و حثحاث في بلوغ الدور النهائي في 400 متر موانع و ال800 . و عليه صار من الواجب على المشرفين على ألعاب القوى الجزائرية بضرورة ضخ دماء جديدة كي تحذو حذو مخلوفي و في مقدمتهم العداء الشاب قواند الذي حطم أرقاما عالمية في 800 متر عند الأواسط.

خليف استثناء في الملاكمة و تريكي يحفظ ماء الوجه

و من بين الإيجابيات التي سجلت في هذا المحفل رغم قلتها ، التألق اللافت للملاكمة إيمان خليف بشهادة الإتحادية الدولية للملاكمة التي هنأتها على تألقها و تسجيل اسمها كأول ملاكمة جزائرية مع الخمسة الأوائل ،و التي من المنتظر أن يبرز إسمها بقوة في قادم المواعيد ، كما ظهر اسم تريكي بقوة وسط الوفد الجزائري المشارك في هذا المحفل الأولمبي ، بعد أن نجح في تحطيم رقمه الوطني و العربي ثلاث مرات متتالية في نهائي الوثب العالي محققا المرتبة الخامسة عن جدارة.

نورين بطل غير عادي

أما أهم ما تحقق خلال هذه المشاركة الضعيفة هو موقف مصارع الجيدو فتحي نورين الإنساني و القومي ، بطابع رياضي ، بعد رفضه التطبيع و مواجهة المصارع الصهيوني ، تضامنا مع القضية الفلسطينية و هو ما جعله يصنع الحدث في مختلف وسائل الإعلام العالمية عامة و العربية خاصة في مقدمتها الجزائرية و الفلسطينية ، التي هللت لهذه الخرجة ، كما اعتبرت اللجنة الأولمبية الفلسطينية نورين أيقونة ثورية لكل الحركات التحررية في العالم ،و استقبل على إثرها استقبال الأبطال في الحي الذي ترعرع فيه حي الصنوبر بلونتار سابقا بوهران.

مشاركة ضعيفة مقارنة  بدورة 2004

و تعد هذه المشاركة جد ضعيفة مقارنة بدورة أثينا 2004 التي خرجت فيها الجزائر من دون ميدالية ، لكن على الأقل عرفت تحطيما لأرقام وطنية و قارية  لا يزال يحتفظ بها لغاية اليوم ، على غرار تنشيط السباح العالمي سليم إيلاس لنهائيي ال50 و ال100 متر لأول مرة في تاريخ السباحة الجزائرية ، ناهيك عن البطل العالمي و الأولمبي قرني جبير في 800 متر في ألعاب القوى و سياف في 5000 متر و باية رحولي في الوثب الطويل ، دون نسيان تحقيق المرتبة الخامسة في الجيدو لكل من صوريا حداد و الأسطورة سليمة سواكري، في حين خرج جل رياضيينا في هذه الدورة من الأدوار الأولى مسيطرين على مراتب المؤخرة.

الصراعات أثرت على التحضيرات و 93 مليار لم تشفع

و ما هو ملاحظ في هذه العهدة الأولمبية التي حصدنا نتائجها في طوكيو ،هو جملة الصراعات الداخلية في الفيدراليات أو حتى بين هذه الأخيرة و اللجنة الأولمبية تارة ، و مع الوصاية تارة أخرى أو بين “الكوا” و الوزارة أيضا، و خير دليل على ذلك الحرب المعلنة بين الوزير السابق الهادي ولد علي و مصطفى براف الرئيس السابق للجنة الأولمبية ، ثم تحول الصراع بين الأخير و الوزير السابق عبد الرؤوف برناوي الذي لا يزال مستمر لغاية اليوم ، رغم أن براف لم يعد رئيسا للكوا و برناوي لم يعد وزيرا، إلا أن صراع الأجنحة قد يؤثر مستقبلا و يكلفنا نتائج وخيمة في الألعاب المتوسطية بوهران و حتى الأولمبية في باريس 2024. كما يجب أن نذكر أن الحصيلة المالية المخصصة للمشاركة في هذا المحفل بلغت 93 مليار سنتيم و المقابل كان 0 ميدالية.

تصريحات

♦ زهرة قمير بطلة المبارزة السابقة:”متى نستخلص الدروس؟  “

زهرة قمير
زهرة قمير

أكدت بطلة المبارزة قاريا و متوسطيا زهرة قمير أن أحسن مشاركة للسيف الجزائري  من حيث عدد المشاركين كانت في الألعاب الأولمبية 2004 بأثينا بمشاركة 7 مبارزين ، مفيدة أن هذا مدون في التاريخ و لا داعي لطمسه و نكرانه من دون الدخول في صراع .و في تقييم لها حول المشاركة الجزائرية في طوكيو أفادت ابنه وهران أن إخفاق المبارزين الجزائريين في تخطي عقبة الدور الأول في الأولمبياد ، ليس له أي علاقة بتشبيب المنتخب أو الاعتماد على مبارزين شباب ، لأن بعض المتوجين بميداليات في هذا المحفل لم يتعدى سنهم ال20 ، مؤكدة أن المبارزة رياضة تحتاج لتحضيرات نوعية ، بدنيا ، تقنيا و نفسيا و هذا لا يتحقق من وجهة نظر ذات المتحدث إلا بعمل ممنهج و التخطيط على المدى القريب و المتوسط و البعيد ، متابعة:” في آخر اجتماع تقني حضرته على مستوى الإتحادية كنت قد طالبت بالتوقف عن سياسة التشبيب على صعيد المنتخب الأول غير الممنهجة و المدروسة ، لأننا نرى أطرافا تختفي وراء هذه العناصر الشابة ، الأكيد أن الموهبة موجودة لكن هي بحاجة إلى صقل و متابعة  بدون المشاركة في دورات كبرى ، و برمجة تربصات على المستوى العالي في دول متقدمة فضلا عن توسعة الأطقم الفنية الوطنية، لا يمكننا الذهاب بعيدا في المبارزة ، صحيح أن جيلنا لم يحقق ميداليات عالمية في المبارزة ، لكن تواجدنا في المحافل الكبرى كان يترك بصمة على الأقل ، نتجاوز الأدوار الأولى ، دول مصر و تونس بالعمل صار لها مستوى مقبول عالميا و تبلغ البوديوم ، حتى على الصعيد القاري و الإقليمي تراجعنا كثيرا”. كما أكدت مدربة منتخب قطر سابقا أن الإمكانيات المادية اليوم أحسن بكثير من قبل، لكن لا يمكنها تقييم تسيير الإتحادية حاليا ، لأنها ليست مطلعة على ذلك ، موضحة أن المشاركة الحالية في أولمبياد طوكيو في المبارزة ليست الأحسن من حيث عدد المشاركين الذين بلغوا 4 ، متمنية في الأخير أن يتم استخلاص الدروس من مشاركة طوكيو.

♦ مراد مزيان المدير الفني الوطني للملاكمة:”أحيي ملاكمينا على شجاعتهم،  المفاجأة صنعتها إيمان خليف و  هدفنا تحقيق ميدالية في باريس 2024″

مراد مزيان
مراد مزيان

أشاد مراد مزيان المدير الفني للإتحادية الجزائرية للملاكمة عن المستوى الذي ظهر به ممثلو الجزائر ، حتى في ظل عدم تحقيق الميدالية ، مثنيا بما قدمه بن شبلة عبد الحفيظ في آخر مشاركة أولمبية له ، بعد أن أزاح من طريقه في الدور الأول الملاكم الأوزبكي  الذي لا يستهان به ، و انهزم بفارق ضئيل أمام المصنف الأول عالميا في الدور الثاني صاحب الفضية في هذا المحفل الأولمبي ، شأنه شأن روميساء بوعلام التي ينتظرها مستقبل كبير هي و زميلتها إشراق شعيب . كما اعتبر الانتصار الكبير للملاكمة الجزائرية في هذا المحفل الأولمبي هو ما حققته إيمان خليف التي حققت المرتبة الخامسة في أول مشاركة لها ، ما جعلها تصنف من بين أحسن الملاكمات في اختصاصها من قبل الإتحادية الدولية للملاكمة ، قائلا:” ملاكمونا كان لهم ما يكفي من الشجاعة ، و لنعترف أن القرعة لم تكن رحيمة عليهم سواء عند الإناث أو الذكور ، مواجهة أبطال عالميين و أولمبيين في الأدوار الأولى يكون مرهقا لإكمال بقية الأدوار بقوة ، خير مثال بن شبلة الذي تغلب على بطل العالم ثم وجد في طريقه المصنف الأول عالميا ، حلم الميدالية لم يتحقق للأسف لعدة أسباب أبرزها الظروف التي مرت بها اتحادية الملاكمة على مدار 4 سنوات كاملة ، لكن مع الإرادة التي تحذو المكتب الفيدرالي الجديد تعجلني أتفاءل بالقفاز الجزائري كي يعود للبوديوم الأولمبي مع ألعاب باريس 2024 “.

♦ البطل الإفريقي السابق في الجيدو خالد مداح:”التألق في الأولمبياد يحتاج لعمل 4 سنوات و موقف نورين دخل به التاريخ”

خالد مداح
خالد مداح

يرى البطل الإفريقي السابق في الجيدو خالد مداح أن التألق في موعد مهم كالألعاب الأولمبية يحتاج لعمل كبير على مدى أربع سنوات  دون انقطاع و بانتظام،  تتخلله مشاركات في كبرى المحافل الدولية ، حتى تضمن تأهل أكبر عدد من المصارعين في ترتيب متقدم ليمنح لهم الأفضلية في القرعة التي تضمن لهم الوصول لأدوار متقدمة .و عن موقف فتحي نورين أكد مداح أنه كسب إحترام وتقدير الشعب العربي و الإسلامي المدافع عن القضية الفلسطينية العادلة ،و الذي يراه أنه يأتي في المقام الأول قبل الرهان الرياضي ، متابعا:” صراحة تأسفت للقرعة التي كانت قاسية على بطلنا نورين ، كنت أتمنى له الذهاب بعيدا في الألعاب الأولمبية ، لكن الحظ عاكسه رياضيا و أنصفه إنسانيا ، بتقديمه درس للعالم في دعم الشعوب المقهورة و القضايا العادلة ، أقول لفتحي نورين شرفت الجزائر و العرب و المسلمين و الجيدو الوهراني على وجه الخصوص”. الجدير بالذكر أن البطل الإفريقي السابق خالد مداح يعد واحدا من أبرز الأسماء التي أنجبها الجيدو بوهران ، كيف لا و هو الذي كانت له مشاركتين في الأولمبياد سيدني 2000 و أثينا 2004 .

إعداد: بن حدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى