تعاني رياضة الدراجات الهوائية في وهران من مشاكل كثيرة، فهي تكابد مصاعب جمة منذ مدة، تحتاج فيها إلى تظافر جهود جميع محبي هذه الرياضة من أجل النهوض بها واستعادة مجدها الضائع. وحاولت الدراجة الجزائرية ومعها الوهرانية تلمس أفق جميل بعد الفترة الصعبة التي مرت بها خلال السنوات الماضية، فتراصت الجهود من أجل إعادة هيكلة وتنظيم أمور الفرق إداريا وفنيا، وإيجاد الحلول لتلك المشاكل الكثيرة المثبطة التي أبقت على الرياضة في الصفوف الخلفية، إلا أنه وعلى الرغم من كل هذه الجهود، إلا أن الأمور لا تزال تراوح مكانها، وهو ما اعترف به الأمين العام لرابطة وهران للدراجات، تليماتين محمد والذي تحدث بمرارة كبيرة عن واقع هذه الرياضة التي كانت تعتبر في الماضي مفخرة وهران. كما أكد محدثتنا على ضرورة تدخل السلطات من أجل إيجاد الحلول اللازمة لإعادة هذه الرياضة لسابق عهدها.
“نضطر غالبا لاستعمال الطرقات من أجل ممارسة هذه الرياضة”
ففي بداية حديثه، أبى الأمين العام لرابطة وهران للدراجات، تليماتين محمد إلا أن يشكر يومية بولا الرياضية على اهتمامها بمختلف الرياضات، والدور الفعال التي تقوم به من أجل تسليط الضوء على المشاكل التي تواجه مختلف هذه الرياضات. كما، صرح لنا الأمين العام لرابطة وهران للدراجات، بأن هذه الرياضة تختلف كثيرا عن الرياضات الأخرى، بما أنها تمارس في الطرقات، على الرغم من أنه لابد من توفر مضمار خاص لممارسة هذه الرياضة، مضيفا:”لكن، نحن، وللأسف الشديد، لا نمتلك هذا المضمار من أجل ممارسة هذه الرياضة، مما يجعلنا نضطر إلى استعمال الطرقات وغلقها من أجل تنظيم مختلف هذه المنافسات.”
“الأندية تعاني أيضا من مشكل العتاد”
دائما بخصوص المشاكل العديد ة التي تعاني منها رابطة وهران للدراجات، تطرق محدثتنا لمشكل العتاد والذي يتم استيراده من الخارج، مضيفا:”بكل صراحة كل النوادي تُعاني من هذا الإشكال. كيف لا وثمن الدراجة الواحدة جد باهض، ورغم ذلك تقوم النوادي بشراء الدراجات، قبل أن تواجه بعدها مشكل أخر يتمثل في ضرورة تصليحها على مدار السنة، لأن استعمال الدارجة يسبب بمرور الوقت خلل في مطاط العجلة، وهو ما يجعل الأندية مطالبة بتوفير مصاريف إضافية لمراقبة العتاد على مدار السنة.”
“الأندية المنخرطة في الرابطة أصبحت تعد على أصابع اليد الواحدة”
كما أضاف الأمين العام لرابطة وهران للدراجات، تليماتين محمد بأن كثرة هذه المشاكل وكذا العائق المادي انعكس سلبا على الأندية والتي أضحت، حسب قوله، تعد على أصابع اليد الواحدة: “للأسف الشديد، فإن المشاكل الكثيرة التي تعاني منها هذه الرياضة انعكست سلبا على الأندية. هذا ما يؤثر سلبا على عمل الرابطة التي لم تتمكن من تكوين عدة أندية مثلما هو عليه الحال في مختلف الرياضات الأخرى، فبالنسبة للنوادي المنخرطة في الرابطة فهي كالتالي: نادي نفطال لوهران، نادي نصر وادي التليلات، نادي طابعة سيد الشحمي، ونادي بريد والمواصلات وفقط.” وأضاف محدثتنا قائلا: “ألم أقل لكم بأن عدد هذه الأندية يعذ على أصابع اليد الواحدة. كما أن عدد الدراجين المنخرطين لم يلحق 120 دراج وهو عدد قد نجده لرياضيين نادي واحد فقط في رياضات أخرى. كما يجب الاعتراف بأن هذا المشكل لا يخص فقط مدينة وهران بل مختلف المدن الجزائرية الأخرى باستثناء الجزائر العاصمة.”
“إلغاء المنافسات الولائية والاكتفاء بالمنافسات الجهوية فقط”
أضاف محدثتنا: “لدينا كذلك مشكل برمجة المنافسات، حيث لا يوجد في جميع الولايات العدد الكافي لبرمجة منافسات ولائية، لذا ألغينا المنافسات الولائية وأصبحنا نُبرمج منافسات جهوية فقط. أما بالنسبة للفئات العمرية فلدينا جميع الفئات العمرية ورغم هذا عددهم قليل في كل الولايات.”
“على السلطات النظر لواقع هذه الرياضة”
كما وجه ذات المتحدث وجيه رسالة للفيدرالية الجزائرية للدرجات ولوزارة الشباب والرياضة من أجل دعم الرابطة سواء ماديا أو من خلال استيراد العتاد الرياضي: “لأن الوالد الذي لا يملك المال، لا يستطيع أن يبعث ابنه لممارسة هذه الرياضة.” مضيفا: “فلحظة انخراط الابن في النادي، يقوم الرئيس بإخباره الرئيس بأن النادي لا يملك الدرجات، فارضا عليه شراء دراجة التي يصل سعرها حتى لستة ملايين. هذا المشكل ليس وليد اليوم بل يعود لسنوات مضت. لهذا يجب على السلطات المعنية أن تقدم الدعم لمختلف الرابطات والأندية.”
“المنافسة الجهوية ستنطلق يوم 4 نوفمبر”
كما أضاف الأمين العام لرابطة وهران للدراجات، تليماتين محمد بأن افتتاح الموسم الرياضي 2022/2023 سيكون شهر نوفمبر المقبل: “تعودنا على أن تكون الانطلاقة يوم الفاتح من نوفمبر، لكن وبسبب تزامن الفاتح من نوفمبر لهذه السنة مع يوم الثلاثاء، فإننا قررنا تأجيل ليوم الجمعة 4 نوفمبر.”
حاورته: وداد هاشم /إعداد: محمد عمر
