تومي هشام (مدرب حراس المرمى): “أتطلع للعمل في فريق محترف”

يتطلع مدرب حراس المرمى، تومي هشام لتحقيق أحلامه في عالم الكرة المستديرة و هو الذي يريد العمل في فريق كبير مستقبلا. و يتطرق تومي من خلال هذا الحوار لمشواره الكروي و كذا الأهداف التي يريد بلوغها.
كيف كانت بداية رحلتك في مجال تدريب حراس المرمى؟
“بدايتي لم تكن سهلة على الإطلاق، بل كانت ثمرة شغف عميق بهذه المهنة. أول محطة كانت من مدرسة أولاد مستغانم، وهناك تعلمت أبجديات التكوين وتعلمت الصبر على تفاصيل هذه المهنة. كل هذا كان بدعم مباشر من رئيس المدرسة ڨبابي، الذي أوجه له كل الشكر. كانت بداية بسيطة لكن فيها الكثير من الدروس التي شكلتني كمدرب.”
من هم الأشخاص الذين آمنوا بك في تلك الفترة المبكرة؟
“بلا تردد، أقول إن مدرب حامو، ورئيس الفئات الشبانية خليفة، والمدير الفني بابي في ترجي مستغانم، كانوا بمثابة العائلة الثانية لي. وثقوا بي وفتحوا لي المجال للعمل مع الفئات الشبانية لمدة ثلاث سنوات، وهي سنوات صنعت الكثير من شخصيتي التدريبية. دون دعمهم، ربما لم أكن أصل إلى ما أنا عليه اليوم.”
كيف تصف تجربتك في وداد مستغانم مع فئة أقل من 21 سنة؟
“تجربة غنية ومليئة بالتحديات. كنت أعمل مع لاعبين على مشارف الأكابر، وهذا يتطلب جهداً ذهنياً وبدنياً مضاعفاً. تعلمت خلالها كيف أتعامل مع الضغوط، وكيف أوازن بين بناء الشخصية الرياضية وتحسين المستوى الفني.”
كيف جاءك عرض تدريب شباب مازونة أكابر؟
“جاءني الاتصال عن طريق المدرب جمال قبايلي، الذي وضع فيّ الثقة وفتح لي أبواب الأكابر. كانت خطوة مهمة جداً في مساري، لأنك عندما تنتقل من الفئات الشبانية إلى الأكابر، تدخل عالماً مختلفاً تماماً، من حيث المسؤوليات، الضغط، والتطلعات. والحمد لله، كانت تجربة رائعة بكل المقاييس.”
ما الذي يجعل تدريب حراس المرمى شغفًا خاصًا بالنسبة لك؟
“لأن الحارس ليس مجرد لاعب، بل هو نصف الفريق كما يُقال. تدريبه يتطلب دقة، تركيز، واهتمام كبير بأدق التفاصيل. هذه التحديات تجعلني أعشق هذه المهنة، وأعتبر نفسي محظوظًا لأنني أعمل فيما أحب.”
هل واجهتك صعوبات خلال التكوين والحصول على الشهادات؟
“نعم، واجهت صعوبات مالية كبيرة أثناء التحاقي بتربص حراس المرمى للحصول على الشهادات. لم أكن أملك الإمكانيات الكافية، لكن إصراري على الحلم كان أقوى من كل شيء. وهنا لا يمكنني إلا أن أوجه الشكر الكبير للمدربين مصطفى كعيش وعبد القادر تواتي، اللذَين ساهما في دعمي ومساعدتي حتى حصلت على شهادتي المستوى الأول والثاني.”
ما هو التحدي الأكبر الذي واجهته خلال مسيرتك؟
“أعتقد أن التحدي الأكبر كان إثبات نفسي في كل محطة. عندما تكون مدربًا لحراس المرمى، الجميع ينظر إليك بعين دقيقة، لأن أي خطأ قد يكلف الفريق الكثير. لذا كنت دائمًا أعمل في صمت، وأترك النتائج تتحدث عن عملي.”
كيف ترى تطور مهنة تدريب الحراس في الجزائر؟
“هناك تطور ملحوظ، لكن ما زلنا نحتاج إلى تكوين مستمر ومواكبة للمدارس الحديثة. لا يمكن أن نبقى محصورين في الطرق الكلاسيكية، يجب الانفتاح على التجارب العالمية، ومتابعة الجديد في كل ما يخص الحراس من تقنيات وتحضيرات نفسية وبدنية.”
هل تؤمن بأهمية الجانب النفسي في تدريب الحراس؟
“بكل تأكيد. الحارس يتعرض لضغط ذهني رهيب، وأحيانًا تسديدة واحدة قد تنسف كل المجهود. لذلك من واجب المدرب أن يكون داعمًا نفسيًا قبل أن يكون فنيًا. أشتغل كثيرًا على هذا الجانب مع حراسي.”
هل تلقيت عروضًا أخرى من أندية خلال مسيرتك؟
“نعم، وصلتني بعض العروض من أندية أخرى، لكنني كنت دائمًا أختار المحطة التي أشعر فيها بأنني سأضيف شيئًا جديدًا، وأن البيئة مناسبة للعمل. لم أكن أبحث عن مجرد منصب، بل عن مشروع واضح ومحيط محفز.”
من هم المدربون الذين أثّروا فيك وكنت تستلهم منهم؟
“هناك العديد من الأسماء، لكن المدرب جمال محي الدين له مكانة خاصة في قلبي، كذلك المدرب هواري، كلاهما كانا مثالًا في الالتزام والانضباط والرؤية الفنية الواضحة. تعلمت منهم كيف أكون صارمًا، وكيف أضع برنامجي بثقة.”
ما رأيك في مستوى حراس المرمى الشباب في الجزائر؟
“لدينا خامات ممتازة، لكن ينقصها التكوين الصحيح والاستمرارية. هناك حراس يملكون الموهبة، لكن بدون عمل منهجي ومرافقة، فإنهم يتراجعون بسرعة. علينا أن نستثمر فيهم أكثر.”
هل تشعر بالتقدير لما تقدمه في هذا المجال؟
“التقدير الحقيقي هو رؤية الحارس الذي دربته يتألق فوق الميدان. هذا هو المكسب الأكبر لي. أما عن التقدير الإداري، فهو متفاوت بين نادٍ وآخر، لكنني لا أنتظر التقدير بقدر ما أركز على الإنجاز.”
ما هو الحلم الذي تسعى لتحقيقه مستقبلاً؟
“حلمي الأكبر هو أن أكون ضمن الطاقم الفني لفريق كبير على مستوى الأكابر، والعمل مع حراس محترفين في المستوى العالي. أؤمن أنني أملك المقومات لذلك، وأواصل العمل لتحقيق هذا الهدف.”
ما رسالتك للحراس الشباب الذين يطمحون للنجاح؟
“الصبر، الانضباط، والإصرار. لا شيء يأتي من فراغ، والموهبة وحدها لا تكفي. عليهم العمل يومًا بعد يوم، وعدم الاستسلام أمام أول عقبة، وأن يؤمنوا أن كل تعب اليوم هو نجاح الغد.”
كيف تتعامل مع الحارس في حالة ارتكابه لخطأ فادح؟
“أول شيء أقوم به هو احتواؤه نفسيًا. الحارس في تلك اللحظة لا يحتاج للنقد، بل للثقة والدعم. بعدها نحلل الخطأ تقنيًا ونعمل على تصحيحه. لكن الأهم هو الحفاظ على الحالة النفسية للحارس.”
ما النصيحة التي تقدمها لأي مدرب شاب في بداياته؟
“لا تتوقف عن التعلم. الميدان يتغير بسرعة، والتكوين المستمر هو سلاحك الحقيقي. لا تخف من التجارب، ولا من الانتقادات. دع عملك يتحدث عنك، وكن صبورًا في طريق النجاح.”
كلمة ختامية؟
“أشكر كل من دعمني في مشواري من رؤساء ومدربين وحراس. كما أوجه رسالة لكل شاب يحلم بأن يكون مدربًا أو حارسًا: لا تيأس، ابذل مجهودك، وابنِ مستقبلك بالصبر والإصرار، لأن الحلم إن لم يتحقق اليوم، سيتحقق غدًا إن تمسكت به.”
حاوره: سنينة. م