حوارات

جلولي محمد هشام (مدرب الآفاق الرياضي سيدي سعيد لأقل من 16سنة): “طموحي هو التدريب في المستوى العالي”

إن كانت ولاية تلمسان قد أنجبت العديد من المدربين الذين تركوا بصمتهم في كرة القدم الجزائرية في صورة فؤاد بوعلي وسيد أحمد سليماني وعبد الكريم بن يلس وعبد القادر عمراني، وخريس  خير الدين وكمال هبري وغيرهم ، فإنها أيضا لاتزال قادرة على إنجاب مدربين جدد  بإمكانهم البروز على الساحة الوطنية في السنوات المقبلة، في صورة المدرب الشاب جلولي هشام المدرب الحالي لفريق الآفاق الرياضي سيدي سعيد بتلمسان لأقل من 16 سنة.

عن بداية مسيرته في مجال كرة القدم، قال جلولي هشام  :”  أنا مولع بكرة القدم منذ الصغر، حيث كانت بداياتي مع فريق الكشافة الإسلامية، أين كنت أشارك معه في دورات ما بين الأحياء، وهناك اكتشفني المدرب القدير مصلي توفيق ، الذي أعجب كثيرا بإمكانياتي في أحد المباريات، وقرر ضمي لفريق الإتحاد الرياضي لسيدي سعيد، أين لعبت في كل الفئات الشبانية لهذا الفريق، في منصب مدافع أيسر ووسط ميدان دفاعي وأخيرا في منصب مهاجم رواق .

كما كانت لي فرصة للعب مع منتخب ولاية تلمسان وكذلك المنتخب الجهوي لوهران، ليتقرر  ترقيتي للعب في الفريق الأول  وأنا لازلت في سن الأواسط، أي في سن 17 سنة، حيث لعبت خمسة سنوات إلى غاية 21 سنة، لأقرر إعتزال لعب كرة القدم بشكل نهائي.”

 “مسؤول في إتحاد تلمسان حطم مسيرتي الكروية”

وعن سبب توقفه عن ممارسة كرة القدم، رغم الإمكانيات الكبيرة التي كان يتمتع بها، فقال :” قرار توقفي عن ممارسة كرة القدم، جاء بسبب المضايقات التي تعرضت لها من طرف مسؤول في فريق إتحاد تلمسان، الذي كان يضايقني ويعمل كل ما بوسعه من أجل تحطيم مسيرتي الكروية.” وأضاف:” بداياتي مع أكابر إتحاد تلمسان لم تكن جيدة، حيث لم أحظى بفرصتي في اللعب مع المدرب شريفي في الموسمين الأولين، لتتحسن الأمور مع المدرب مجاهد الذي وضع الثقة في شخصي من أول مباراة امام وداد تلمسان، أين لعبت ما لعبت في ذلك الموسم، ولكنني مضايقات ذلك المسير تواصلت، وهو ما جعلني أقرر إعتزال لعب كرة القدم بشكل نهائي، رغم العروض التي كنت أمتلكها من بعض الفرق المجاورة في صورة شباب الحناية وإتحاد الرمشي وغيرها، إلا أنني كرهت كرة القدم، بسبب هذا المسؤول.”

هشام جلولي واصل حديثه:” في بعض الأحيان، تكون بعض الخيارات حاسمة وجد مؤثرة في حياة أي لاعب، في صورة ما حدث لي لما كنت في سن الأواسط، أين تلقيت عرضا رسميا من المرحوم ” نافا” للإنضمام لفريق وداد تلمسان، بعدما أعجب بإمكانياتي، لدى متابعته لأحد مبارياتي مع فريق إتحاد تلمسان، ولكنني  فضلت الإغراءات التي قدمها لي مسيرو إتحاد تلمسان، بالبقاء مع الفريق وترقيتي للعب مع الفريق الأول، وهو القرار الذي ندمت عليه كثيرا، بعدما عشته بعد ذلك ، لأن الإنضمام لوداد تلمسان في ذلك الوقت، كان سيسمح لي بتطوير إمكانياتي أكثر ، وحتى الذهاب بعيدا في مشواري الكروي، ولكن الحمد لله، نحن مسلمون ونؤمن دائما بالقضاء والقدر.”

“الآفاق الرياضي سيدي سعيد فتح لي أبواب التدريب”

وعن تحوله لمهنة التدريب، وكيف كان ذلك، فقال جلولي هشام:” عودتي لكرة القدم من بوابة التدريب، لم تكن مبرمجة، حيث كانت البداية بفكرة من قدامى لاعبي إتحاد تلمسان، بتكوين جمعية بإسم قدامى اللاعبين، تسمح له بالتنقل للعب المباريات الودية مع مختلف الفرق، لتتطور الفكرة بعد سنة 2015، إلى أكاديمية بإسم  الآفاق الرياضي لسيدي، سعيد، التي أنا عضو مؤسس فيها، مهمتها تكوين اللاعبين، في الحي وإبعادهم عن مختلف الآفات الإجتماعية، وجعلهم صالحين في المجمتع، قبل أن يكونوا لاعبين.

وهنا كانت بداياتي مع مهنة التدريب، أين عملت في البداية كمدرب مساعد مع المدرب سمير خربوش، الذي عملت معه سنتين، ثم بعد ذلك مع المدرب غوتي لوكيل لمدرب سنتين، قبل أن أتولي تدريب فريق أقل من 15 سنة، سنة 2022، حيث شاركنا في البطولة الولائية، وتأهلنا إلى مرحلة ” البلاي أوف” ، لأتولي في الموسم الموالي فريق آخر، أنهيت به البطولة في المركز الثاني ، لأتولي هذا الموسم منصب مدرب لفريق أقل من 16 سنة.”

وعن عودته لفريق إتحاد تلمسان الموسم الماضي، كمدرب مساعد لمدرب الفريق الأول لعرج بوسجابة، فقال :” حتى تكون الأمور واضحة بالنسبة للجميع، عودتي للعمل في فريق إتحاد تلمسان، وكمدرب مساعد في الفريق الأول،  كانت رغبة مني في العمل مع المدرب لعرج بوسحابة الذي كنت أسمع عنه كلاما جميلا، فيما يخص طريقته في العمل، حيث كانت رغبتي كبيرة في التعلم من هذا المدرب، والحمد لله، كانت تجربة مفيدة بالنسبة لي، حيث عملت لفترة معينة، قبل أن أتولى مهمة الإشراف على الفريق لوحدي لمدة ثلاثة أسابيع بعد رحيل المدرب لعرج بوسحابة، لأقرر المغادرة بعد لقاء إتحاد بلعباس، وتكهرب الأوضاع داخل الفريق.”

“بن يونس زناقي ساعدني كثيرا”

هشام جلولي واصل حديثه عن تجربته كمدرب مساعد في إتحاد تلمسان:” رغم ما حدث لي كلاعب في فريق إتحاد تلمسان، إلا أن علاقتي برئيس الفريق بن يونس زناقي كانت ولاتزال جد ممتازة، حيث كان دائما سندي، في أحلك الظروف، بدليل أنه ومنذ قراري بالاعتزال، كان يتصل بي مع بداية كل موسم،  من أجل العودة إلى الفريق، سواء كلاعب أو مدرب في الفئات الشبانية، بدليل إتصاله بي مجدد في اليومين الماضيين، أين عرض علي العمل في أحد الفرق الشبانية، كما أنه كان السبب في عودتي للعمل في الفريق الأول الموسم الماضي، كما انه يقول لي بأن أبواب الفريق تبقى مفتوحة أمامي كلما أردت العودة، دون الحديث عن أمور أخرى ساندني فيها، وهو الأمر الذي لن أنساه و يجعلني أشكره كثيرا من هذا المنبر .”

وعن المجال التكويني، وإن كان يملك شهادات في مجال التدريب ، فقال المدرب الشاب جلولي هشام  :” أنا أملك شهادة تدريب فاف 1 وأنا بصدد التكوين في رابطة البليدة الجهوية للحصول شهادة التدريب فاف 2، أين يبقى هدفي الحصول على أعلى الشهادات التي تسمح لي بالعمل كمدرب رئيسي في المستوى العالي .” وأضاف:” صحيح باشرت مجال التكوين متأخر، مقارنة ببعض من هم في سني، ولكنني لست نادما على ذلك، لأنني فضلت العمل الميداني قبل التكوين، وهو ما سهل عليا المأمورية خلال فترات التكوين، أين أحظى دائما بمدح المؤطرين، وهو ما يعد بمثابة شرف كبير بالنسبة لي ولولايتي تلمسان.”

“سمير خربوش هو قدوتي في مجال التدريب” 

وعن قدوته في مجال التدريب، فقال :” بالنسبة لي قدوتي في مجال التدريب، هو اللاعب السابق لوداد تلمسان والمدرب الحالي في الفئات الشبانية للأفاق الرياضي سيدي سعيد، سمير خربوش، وهذا نابع من تجربتي الميدانية معه، سواء فيما يخص تأطير المجموعة، الجانب النفسي والتكتيكي والفني، وحتى من حيث التواصل مع اللاعبين، وهو ما يجعلني أستغرب كثيرا من عدم عمل هذا المدرب في المستوى العالي، كونه يمتلك كل مقومات المدرب الناجح .”

وعن طموحاته المستقبلية في مجال التدريب، فقال إبن الحي الشعبي سيدي سعيد :” لن أحرق المراحل، لازلت في بداياتي في مجال التدريب، وهدفي  في الوقت الحالي هو مواصلة العمل في الفئات الشبانية، وتكوين شباب صالحين في المجتمع قبل ان يكونوا لاعبين ،  مع مواصلة الدراسة والحصول على أعلى الشهادات التي تسمح لي بالعمل في يوم ما في المستوى العالي إن شاء الله.”

حاوره: حمزة.ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى