في حوار حصري لجريدة بولا، يفتح المدرب الجزائري جمال دحماني، قلبه للحديث عن مسيرته المهنية المميزة كمدرب لحراس المرمى و هو الذي الذي بدأ رحلته من ملاعب فرنسا وصولاً إلى نجاحاته مع منتخب جزر القمر، يتحدث عن تفاصيل تجربته وتحدياته، وكيف استطاع أن يكون جزءًا من تاريخ كرة القدم في جزر القمر من خلال تأهل المنتخب لكأس الأمم الأفريقية 2025. الحوار يتناول أيضًا آرائه حول كرة القدم الجزائرية وآماله المستقبلية في مجال التدريب…
أخبرنا قليلاً عن نفسك ومسيرتك كمدرب حراس المرمى. كيف بدأت هذه الرحلة؟
“أنا جزائري 100٪ من أب و أم جزائريان ينحدران من بلدية دلس من ولاية بومرداس، أنا متزوج أيضًا جزائرية 100٪ من منطقة القبائل لدينا 4 بنات، لقد نشأت في فرنسا، لعبت في أولمبيك مارسيليا في جميع الفئات الشبانية، في سن 17 عامًا، انضممت إلى فريق في الدوري الوطني. في سن 19 عامًا، شاركت في بطولة دولية مع المنتخب الجزائري آمال. عندما توقفت عن اللعب، بدأت التدريب في أندية الدوري الوطني 2. شاركت في كأس الأمم الأفريقية في الكاميرون كمدرب لحراس للمنتخب الموريتاني، بعد كأس أفريقيا، اتصل بي المدير العام للمنتخب القمري السيد عبد الله قاسم ومدربه المساعد للانضمام إليهم. لقد شغلت هذا المنصب كمدرب لحراس المرمى للمنتخب القمري لمدة 3 سنوات. حاليًا، كما أدرب فريق أوباني الذي يلعب في الدوري الوطني 1 في فرنسا، أشكر إدارة فريقي على السماح لي بمواصلة حضور التجمعات مع المنتخب القمري.”
كيف كانت تجربتك في الانتقال من فرنسا إلى التدريب في جزر القمر؟
“أقول إن الانتقال تم بشكل طبيعي. القمريون أشخاص محبون ومحترمون. إمكانية اللعب في أفريقيا في مباريات دولية كانت جذابة. اختياري للانضمام إلى المنتخب القمري كان خيارًا يسمح لي بالبحث عن التطور والتقدم المستمر، يتيح ذلك إثراء تجربتي من خلال التحضير والمشاركة في مباريات ضد منتخبات أفريقية كبيرة.”
ما هي العوامل التي ساهمت في تأهل جزر القمر لكأس الأمم الأفريقية 2025؟
“قدوم طاقم فني جديد ولاعبين جدد سمح للمنتخب بالاستمرار في التقدم وتقدير كل العمل الذي تم في السنوات السابقة. المدرب الحالي أدخل نظام دفاعي صارم وثقافة الفوز. الميزة الرئيسية لهذا المنتخب تكمن في القيم التي ينقلها مثل التواضع، الروحية العالية جدا، الالتزام واحترام العلم. إنه منتخب يتنفس روح الأخوة ويحب بلده.”
لمتابعون لمباريات المنتخب القمري يشيدون بالدور الكبير لحراس المرمى في هذا التألق، ما رأيك؟
“أداء حراس المرمى لدينا لعب دورًا أساسيًا في التأهل لكأس الأمم الأفريقية 2025 أريد حقًا تهنئتهم! كما تعلم، دور مدرب حراس المرمى في المنتخب يختلف عن دوره في النادي. خلال تجمع قصير المدة (8 إلى 10 أيام) ولكنه مكثف مع مباريات مهمة للتأهل. يجب أن أرافق حراسي بالعمل على الجانب البدني والفني بشكل مستمر للعمل المقدم في النادي، لكن في المنتخب، من المهم بالنسبة لي أن أرافق الحراس نفسياً ليكونوا في أفضل الحالات النفسية، العمل على محاور مثل تطوير الثقة بالنفس والتركيز العالي سمح لهم بالأداء بشكل جيد. كنا أفضل دفاع في المجموعة.”
هل كان هناك لحظة معينة خلال التصفيات تعتبرها الأكثر تأثيرًا في مسيرة الفريق نحو التأهل؟
“نعم، كان هناك لحظتان رئيسيتان، فوزنا في تونس حيث لم يخسروا في رادس منذ 12 عامًا، هدف الفوز في الدقيقة 90 ضد غامبيا (2-1) الذي أكد تأهلنا لكأس الأمم الأفريقية.”
باعتبارك جزائري، كيف ترى إمكانية نقل خبراتك إلى الجزائر؟ وهل تلقيت عروضًا للعمل هناك؟
“سيكون استثنائيًا بالنسبة لي أن أدرب في بلدي مع المنتخب الوطني أو في نادي، أتمنى أن أحظى بذلك.”
ما هو رأيك في مستوى حراس مرمى المنتخب الجزائري؟ وما هي نصائحك لتحسين أدائهم؟
“أعتقد أن حراس مرمى المنتخب الجزائري يؤدون بشكل جيد. بالنسبة للباقي، ليس لدي معلومات كافية لأعطي رأيًا فنيًا. أنا متأكد أنهم في أيدٍ أمينة سواء في المنتخب أو في الأندية.”
مواجهة الجزائر في الكان المقبل ستكون عاطفية بالنسبة لك، أليس كذلك؟
“حضرت المباراة الثالثة في كأس الأمم الأفريقية في الكاميرون بين الجزائر وكوت ديفوار قبل مباراتي مع موريتانيا ضد مالي. تأثرت شخصيًا بهذه الهزيمة وهذا الإقصاء. حاولت مواساة اللاعبين في ذلك اليوم…رأيت الحزن في عيون اللاعبين والمشجعين، لا يمكنك تخيل ماذا يعني المنتخب الجزائري لي ولعائلتي، إنه شيء لا يوصف وأنا مشجع وفي لذلك، مواجهة الجزائر، نعم، لكن لتأهل البلدين، الجزائر في المركز الأول، جزر القمر في المركز الثاني.”
كلمة أخيرة، لختام الحوار…
“رسالة لجميع عشاق المنتخب الجزائري، يجب أن نستمر في دعمهم. أتمنى، إن شاء الله، السعادة والنجاح الأكبر لكرة القدم الجزائرية لأن المشجعين يستحقون ذلك بكل جدارة!! الجزائر فخر وشرف.”
حاوره: مصطفى خليفاوي