متفرقات

جمعية بسمة الخير … موائد الرحمة.. عطاء وكرم بلا حدود

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتجلى في الجزائر قيم التضامن والتآخي بأبهى صورها، حيث تُقام موائد الرحمة في مختلف أنحاء الوطن لإفطار الصائمين والمحتاجين وعابري السبيل. وفي ولاية وهران، تبرز جمعية بسمة الخير كواحدة من أبرز الجمعيات الخيرية التي كرّست جهودها لتقديم وجبات الإفطار اليومية، مستقطبةً مئات الصائمين يوميًا، بفضل دعم المحسنين والمتطوعين الذين يعملون بروح الفريق الواحد. يقع مقر مائدة الإفطار الخاصة بجمعية بسمة الخير في حي بلقايد بوهران، حيث يستقبل يوميًا ما بين 200 إلى 400 صائم. و تبدأ التحضيرات منذ ساعات الصباح الأولى لإعداد وجبات الإفطار المتنوعة، التي تشمل ، الأطباق التقليدية، الحلويات، والمشروبات. النجاح الكبير الذي تحققه هذه المائدة يوميًا لم يكن ليتم لولا المجهودات الجبارة للمتطوعين الذين يعملون دون كلل أو ملل.

فاتح قاسيمي (رئيس الجمعية):“دعم المحسنين أساس نجاحنا”

فاتح قاسيمي
فاتح قاسيمي

“نحن نحاول جاهدين توفير وجبات إفطار متكاملة، بفضل الله ثم بدعم المحسنين الذين يتبرعون بالمأكولات واللوازم الضرورية. بدون هذا الدعم، لما استطعنا تحضير الطعام لمئات الصائمين يوميًا. هدفنا الأساسي هو خدمة المحتاجين وعابري السبيل، ورسم الابتسامة على وجوه الصائمين الذين لا يجدون مكانًا للإفطار. نحن نعتبر هذا واجبًا دينيًا وإنسانيًا، ونسعى لتقديم الأفضل دائمًا.”

بوزيد فاطمة (عضو الجمعية):“منذ سنوات وأنا أشارك في هذه المبادرة “

 

بوزيد فاطمة
بوزيد فاطمة

“منذ سنوات وأنا أشارك في هذه المبادرة، وكل عام أشعر بسعادة أكبر عندما أرى موائد الإفطار تمتد وتستقبل مزيدًا من الصائمين. نحن هنا منذ الصباح، نعمل كخلية نحل لإعداد الطعام وتوزيعه، والفرحة التي نشعر بها عند رؤية المائدة ممتلئة بالصائمين لا يمكن وصفها.رمضان هو شهر الرحمة والتكافل، وأنا أؤمن أن تقديم وجبة ساخنة لشخص صائم، خاصة إن كان عابر سبيل أو مغتربًا، هو من أعظم أعمال الخير التي يمكن أن يقوم بها الإنسان. أشعر بأن هذا العمل يقربني أكثر من الله، ويمنحني راحة نفسية لا مثيل لها. عندما نجلس مع المتطوعين بعد انتهاء الإفطار، ورغم التعب، نشعر بأننا قدمنا شيئًا عظيمًا ونحمد الله على هذه النعمة. نحن هنا مثل العائلة، نعمل يدًا بيد، نساعد بعضنا البعض وندعم بعضنا عندما نشعر بالتعب. الرجال والنساء يعملون سويًا، وكل واحد منا له دور مهم في هذه المبادرة. بعضنا يطبخ، والبعض الآخر ينظف، وآخرون ينظمون توزيع الأطباق والمشروبات. نحن نكمل بعضنا البعض، وهذا هو سر نجاح الجمعية. لا يمكن أن ننسى أهل الخير الذين يدعموننا سواء بالمؤونة أو بالتبرعات. هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون الذين يجعلون هذا العمل ممكنًا.”

بن سعد نور إيمان (عضو الجمعية):“المساهمة في إفطار الصائمين تجربة رائعة”

بن سعد نور إيمان
بن سعد نور إيمان

“إفطار الصائمين ليس مجرد تقديم طعام، بل هو عمل يحمل معاني الرحمة والتكافل. عندما أرى أشخاصًا يدخلون المائدة متعبين وجائعين، ثم يغادرون وهم ممتلئون بالرضا والسعادة، أشعر أنني قدمت شيئًا ذا قيمة. هناك عمال جاؤوا من ولايات بعيدة، طلبة مغتربون، وحتى أشخاص كانوا في طريقهم ولم يتمكنوا من الوصول إلى منازلهم قبل أذان المغرب. هنا يجدون طعامًا دافئًا وأجواءً عائلية تجعلهم يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم. العمل هنا متعب، لكنه ممتع في الوقت نفسه. نحن نبدأ التحضيرات منذ الصباح، نقسم الأدوار بين الطهي، الترتيب، التوزيع، والتنظيف بعد الإفطار. رغم الجهد الكبير، إلا أن الأجواء هنا مليئة بالحب والتعاون، وهذا ما يجعلنا ننسى التعب ونواصل العمل بكل حماس.”

تغطية: نبيل شيخي

تصوير: عبد الكريم مكالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى