الأولىحوارات

جورج كابان (مؤسس مدرسة إيكو سبور للأطفال الصم وضعاف السمع): “مستعد لمساعدة أطفال الجزائر والعالم لتخطي هذه الإعاقة وممارسة كرة القدم”

تحدث جورج كابان مؤسس مدرسة إيكو سبور الخاصة بأطفال الصم وضعاف السمع بمدينة بروكسل البلجيكية لجريدة بولا عن هذه المدرسة كونها الأولى من نوعها في العالم التي تهتم بالجانب الرياضي والبيداغوجي لهذه الفئة من الأطفال، حيث تحدث صاحب الأصول الكاميرونية عن فكرة هذه المدرسة، بدايتها، أهدافها والعديد من الأمور التي تخصها.

كما تحدث جورج كابان عن إستعداده لنشر هذه الفكرة في الجزائر ومساعدة الأطفال الصم وضعاف السمع على ممارسة كرة القدم وتخطي الإعاقة، حيث كشف على استعداده لنقل خبرته للجزائر ومختلف بلدان العالم من أجل مساعدة هذه الفئة في تجاوز هذه الإعاقة، خاصة وأن أطفال الجزائر الحاملين لهذه الإعاقة لم يجدوا من يؤطرهم لممارسة كرة القدم وباقي الرياضات.

بداية، قدم لنا تعريفا عن هذه المدرسة؟

“مدرسة إيكو سبور هي مدرسة كروية خاصة بالأطفال الصم وضعاف السمع، مقرها في العاصمة البلجيكية بروكسل وتأسست سنة 2020”.

كيف بدأت فكرة تأسيس هذه المدرسة؟

“البداية كانت برؤية إبن شقيقتي الذي يعاني من هذه الإعاقة و الذي يعشق ممارسة كرة القدم لكنه للأسف كان يجد صعوبات كبيرة في لعب الكرة رفقة أصدقائه، حيث يرفض الجميع اللعب معه بالنظر إلى صعوبة التواصل معه و هذا ما جعله ينفر من الجميع و يدخل في وضعية نفسية صعبة نوعا ما، و هذا ما دفعني لإيجاد حل لهذه المعضلة التي يعاني منها إبن شقيقتي و الآلاف من الأطفال حول العالم، و بتظافر جهود الجميع سنعمل على كسر هذا الحاجز من خلال مدرسة إيكو سبور و سيكون بإمكان هذه الفئة من الأطفال لعب كرة القدم بشكل عادي سواء بينهم أو رفقة الأطفال العاديين.”

هل هناك مدارس أخرى من هذا النوع؟

“لا، مدرسة إيكو سبور هي الأولى من نوعها في العالم و التي تهتم بتعليم الأطفال أقل من 14 سنة لكرة القدم، حيث أنه هناك منافسة كرة القدم للصم البكم لكن تبدأ من 16 سنة، أي لمراهقين يقتربون من سن 18 سنة، لكن بالنسبة للأطفال فلا يوجد أي مدرسة أو جمعية و إيكو سبور هي الأولى على مستوى العالم و هذا ما يشعرنا بالفخر من جهة و يجعل مسؤوليتنا كبيرة للغاية من أجل تحقيق أهدافنا و مساعدة هذه الفئة من الأطفال، فكرة القدم لعبة عالمية و لا تحتاج لأي لغة، شاهدنا لاعبين لا يتقنون اللغة الصينية مثلا أو اليابانية و يحترفون هناك و يلعبون بشكل عادي، و هذا ما يؤكد أن لعب كرة القدم يحتاج لتواصل نعم و لكن يمكن للأطفال الصم و ضعاف السمع أن يلعبوا هذه الرياضة بشكل عادي لو توفرت بعض الشروط التي نسعى لتوفيرها”.

كيف كانت ردة فعل أولياء هؤلاء الأطفال بعد تأسيس هذه المدرسة؟

“كانوا في قمة السعادة بكل تأكيد، فقد وجدوا أخيرا مكانا لأبنائهم حتى يمارسوا الرياضة التي يحبونها بشكل عادي، إيكو سبور منحت لهم الفرصة”.

كم عدد اللاعبين المنخرطين في المدرسة؟

“لحد الآن نملك 22 لاعبا في مدرسة إيكو سبور في مدينة إيسال في بروكسل ببلجيكا، وبداية الموسم الدراسي المقبل سيرتفع عدد المنخرطين بكل تأكيد، فيما نسعى لتعميم هذه الفكرة في كل المدن البلجيكية قبل الذهاب نحو بلدان أخرى من أجل مساعدة هؤلاء الأطفال على تخطي إعاقتهم وممارسة كرة القدم بكل حرية ودون حواجز”.

لاحظنا من خلال منشوراتكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنكم تعتمدون على وسائل تكنولوجية، أليس كذلك؟

“بالتأكيد مع مرور الوقت، أصبح الإعتماد على الوسائل التكنولوجية والبيداغوجية أمر حتمي، حيث نعتمد على ساعات يدوية نثبتها في أيدي اللاعبين خلال التدريبات والمباريات من أجل التواصل معهم، حيث نملك أداة التحكم عن بعد ومن خلال الضغط على الزر، تهتز الساعة في يد اللاعب فيلتفت إلينا من أجل توجيهه وتقديم النصائح له، كما أنشأنا بعض التطبيقات الالكترونية للتواصل مع اللاعبين والتواصل فيما بينهم خارج الميدان، حتى يبقى الجانب التعليمي والبيداغوجي مستمر طوال الوقت”.

ما هي أهدافكم في هذه المدرسة؟

“الهدف الأسمى هو كسر حاجز الإعاقة والفارق الإجتماعي بين الأطفال الصم وضعاف السمع والأطفال العاديين، حتى يلعب الجميع كرة القدم التي يحبونها، كما أن الهدف يبقى تربوي وتعليمي وبيداغوجي، ومنح الفرصة لهؤلاء الأطفال من أجل ممارسة كرة القدم بأريحية، في حين أن هذا المشروع ليس من أجل تحقيق نتائج رياضية بل هو ترفيهي 100% بالنسبة للأطفال، حيث أن الإنضمام إلى المدرسة ليس مقترن بامتلاك مستوى في كرة القدم، بالعكس تماماً”.

لكن لماذا كرة القدم بالتحديد؟

“لأنها الرياضة الأكثر شعبية وعدد كبير من الأطفال يريد ممارستها، لكن ضمن أهدافنا توسيع النشاط لمختلف الرياضات، فلكل طفل الحق في ممارسة الرياضة التي يحبها أو يفضلها، لنا برنامج للوصول إلى رياضات أخرى مستقبلاً”.

قلت آنفاً بأنك تطمح لتعميم هذه الفكرة على مستوى العالم، ماذا لو حظيت بفرصة تجسيد هذا المشروع في الجزائر مثلا؟

“سآتي إلى الجزائر وأي بلد آخر بفرح وسرور، يمكنني الإشراف على دورات تدريبية للمدربين أو اللاعبين وتقديم حصص تدريبية نموذجية من أجل مساعدة أطفال الصم وضعاف السمع على تجاوز هذه الإعاقة، فكل أطفال العالم لهم الحق في ممارسة كرة القدم مهما كانت الإعاقة التي يعانون منها، لو تصلني دعوة للقدوم إلى الجزائر أو أي بلد آخر سأحزم حقائبي خدمة لهؤلاء الأطفال.”

كلمة لختام الحوار..

” أشكر جريدة بولا الجزائرية على إهتمامها بمدرستنا وبهذه الفئة من الأطفال، أدعوا الجميع لمساعدة هؤلاء الأطفال لممارسة رياضتهم المفضلة ودعم لتخطي إعاقتهم فهذا واجب كل فرد منا في هذا العالم”.

اعداد: مصطفى خليفاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى