حمادوش سيف الدين.. لاعب نادي النبلاء لأقل من 15سنة … موهبة تتكلم بقدمَيها وحلم لا يعرف الاستسلام

في عالم الرياضة، هناك من يُولد وفي قلبه عشقٌ لا يُفسَّر، لا يُكتسب، ولا يُتعلم، إنه يولد مع صاحبه كنبضه، يُرافقه منذ خطواته الأولى، يكبر معه ويقوده نحو طريق مليء بالتحديات، بالدموع أحيانًا، وبالابتسامات أحيانًا أخرى. من بين هؤلاء، يظهر اسم حمادوش سيف الدين، شابٌ من مواليد 29 جانفي 2010، ينتمي إلى الجيل الذي لا يعرف معنى المستحيل، ولا يتعامل مع الكرة كوسيلة للّهو، بل كرسالة، كهوية، وكطريق نحو حلم كبير عنوانه “الاحتراف”.
فجر الحلم من نادي الخالدية
نشأ سيف الدين في بيئة بسيطة لكنها زاخرة بالطموح، حيث بدأت حكايته الكروية في فريق الخالدية، وهناك، على الملعب المتواضع، بدأ يخط أولى خطواته في عالم الساحرة المستديرة. لم يكن حينها يملك سوى حب كبير للكرة، وأحلام تُلامس السماء. في تلك المرحلة، تعلّم القيم الأولى للّعب الانضباط، الروح الجماعية، وأهمية الاحترام بين الزملاء والمنافسين.يقول سيف الدين واصفًا بداياته:“في الخالدية، كانت البدايات صعبة، لكن جميلة. عشت أولى لحظات الشغف، تعلّمت أن الكرة ليست مجرد هدف وتمرير، بل سلوك وأخلاق، وتضحية.”
من الخالدية إلى النبلاء.. الإنتقال إلى مرحلة التكوين الجاد
الانتقال إلى فريق النبلاء شكّل نقطة تحوّل في مسيرته. هنا، بدأت المرحلة الأكثر جدية، حيث التكوين الأكاديمي، والمنافسة الفعلية، والاحتكاك مع لاعبين موهوبين وأطر تدريبية عالية المستوى.يقول سيف الدين:“في النبلاء، بدأت أشعر أنني أتحوّل من هاوٍ إلى لاعب حقيقي. التدريب لم يكن سهلاً، والضغط كان حاضرًا، لكنني أحببت كل ذلك، لأنه جعلني أفهم أن الوصول إلى القمة يتطلب الكثير من الجهد والالتزام.” طوال مسيرته، كان سيف الدين محاطًا بمدربين شكلوا حجر الزاوية في تطوره الفني والذهني، يذكرهم جميعًا بفخر وامتنان حيث قال في هذا الصدد:“كان لي شرف التدرّب تحت إشراف المدربين سالم، هواري شيبة، قصباوي، إسلام، وكلهم ساهموا في بنائي كلاعب، لكن المدرب الذي لا يمكن أن أنساه هو داود سفيان، لأنه علّمني التركيز، الانضباط، والتمركز الصحيح في الملعب. هو من أعاد تشكيل شخصيتي الكروية، وأنا ممتن له كثيرًا.”
أرقام تؤكد علو الكعب
الأداء لا يُقاس فقط بالمشاعر والنوايا، بل بالأرقام والنتائج، وهنا أيضًا سيف الدين يثبت نفسه بقوة ،و عن ارقامه هذا الموسم يقول:“هذا الموسم سجلت 11 هدفًا، وقدمت 18 تمريرة حاسمة. صحيح أن الأرقام لا تعبّر عن كل شيء، لكنها مؤشر على أنني أسير في الاتجاه الصحيح.” أبرز مباراة في مشواره، كما يقول، كانت ضد فريق واد رهيو: “كانت مباراة بدنية وتكتيكية في غاية الصعوبة. واجهت خصومًا أقوياء، وتعلمت الكثير من تلك المواجهة. هذا النوع من المباريات يصقل شخصية اللاعب.” أما اللحظة التي لن ينساها أبدًا، فهي التتويج بـالبطولة الولائية:“يومها بكيت فرحًا. كان التتويج ثمرة عمل جماعي وتعب طويل. هذه اللحظات تبقى محفورة في القلب.” لكن كرة القدم لا تخلو من لحظات خيبة. ويستذكر واحدة منها بألم ممزوج بالتعلُّم:“خسارتنا في نصف نهائي كأس ولاية وهران كانت من أقسى اللحظات. حزنت كثيرًا، لكن هذه الخسارة جعلتني أقف من جديد، أكثر صلابة.”
الوالد السند الذي لا يغيب
من وراء كل لاعب ناجح، يقف داعمٌ حقيقي، وسيف الدين لا يُخفي فضل والده عليه:“والدي هو من يشجعني في كل شيء. لا يتركني أبدًا. يرافقني في التدريبات والمباريات، ويدعمني نفسيًا. أحلم أن أراه فخورًا بي يومًا وأنا أرتدي قميص نادٍ كبير.” يرى سيف الدين أن طموحه لا ينتهي:“أشجع مولودية وهران محليًا، وبرشلونة عالميًا. أحلم بأن ألعب في نادٍ محترف، وأن أرفع راية الجزائر في ملاعب العالم. أعرف أن الطريق طويل، لكنني مستعد لأن أقاتل في كل يوم لأحقق هذا الحلم.” في عمر لا يتجاوز الخامسة عشرة، يثبت حمادوش سيف الدين أن الموهبة وحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى انضباط، دعم عائلي، وتكوين سليم. هو ليس فقط لاعبًا موهوبًا، بل شابًا يملك رؤية وهدفًا. وإن استمر بهذه الوتيرة من العمل والإصرار، فإننا بلا شك سنقرأ اسمه في المستقبل القريب في أخبار الانتقالات الكبرى، حيث يُصنع المجد، ويُسطّر التاريخ بأقدام لا تعرف التراجع.
داود سفيان (مدرب نادي النبلاء):“سيف الدين لاعب متكامل”

“سيف الدين لاعب متكامل ذهنيًا وفنيًا. يملك شخصية قوية رغم صغر سنه، وقائد طبيعي داخل الملعب. تطوره السريع يرجع لعمله الجاد وروحه القتالية. أنا فخور بما وصل إليه.”
ولد فرڤوڤ موسى (مدرب حراس مرمى نادي النبلاء):“حمادوش مشروع لاعب محترف”

“رغم أنني أعمل مع الحراس، لكني أتابع سيف الدين كثيرًا. إنه لاعب ذكي جدًا، يقرأ الملعب بطريقة ممتازة، ويعرف متى يهاجم ومتى يمرر. أعتقد أنه مشروع لاعب محترف.”
سنينة. م