سريع غليزان .. إيداع حمري السجن يضع مستقبل الفريق في وضعٍ غير مطمئن
يبدو أن سريع غليزان سيواجه عدة صعوبات عقب عودته إلى الرابطة الأولى بعد أربع سنوات قضاها في الرابطة الثانية، فقبل أيام قليلة من انطلاق المنافسة الرسمية التي دشنتها التشكيلة بمواجهة بارادو يوم الجمعة، قضت محكمة الجنح بمجلس قضاء واد رهيو، بإدانة رئيس النادي محمد حمري بالحبس لمدة عام حبسا نافذا، مع أمر بالإيداع في الجلسة وتغريمه، وثبت تورط رئيس مجلس إدارة النادي الغليزاني في عملية نصب واحتيال، بحق مكتتبين في مشروع سكني بمدينتي جديوية والحمادنة، بولاية غليزان.
حمري اتهم بتلقي تسبيقات مالية من المكتتبين
وبالعودة إلى تفاصيل هذه القضية التي كانت حديث العام والخاص بغليزان والجزائر ككل، فإن حمري كان قد فرض على المكتتبين أموالا إضافية بصفته صاحب وكالة عقارية وقبض منهم أموالا غير مقيدة في العقود المبرمة معهم نظير تسليمهم مفاتيح شققهم، وهو الأمر الذي يتنافى مع القوانين، ويشكّل قرار سجن حمري، ضربة موجعة للسريع بعد أن كان من أبرز الداعمين للنادي حيث نجح في وضع حد للأزمة المالية الخانقة التي مر بها الفريق في السابق.
القضية جاءت في وقت حساس وكادت تحرم الفريق من لاعبيه
وبما أن هذه القضية جاءت قبل ساعات من انطلاق الموسم الجديد فإن السريع كان في بداية البطولة من دون لاعبيه الجدد وعددهم أكثر من عشرة عند مواجهته لنادي بارادو، خاصة بعدما فشلت إدارة النادي في وقت سابق في تأهيلهم على خلفية الديون التي تقع على عاتقها اتجاه لاعبين سابقين لجأوا إلى لجنة المنازعات للحصول على مستحقاتهم المالية.
الفراغ الإداري زلزل البيت الغليزاني قبل لقاء الجولة الإفتتاحية
وكادت هذه الوضعية أن تعقد من مهمة المدرب سي الطاهر شريف الوزاني الذي كاد يجد نفسه مضطرا للاعتماد على 12 لاعبا فقط من صنف الأكابر يملكون إجازاتهم منذ الموسم الفارط وفضلا عن هذا الإشكال الذي كان يؤرق الطاقم الفني للسريع فإن الأخير كاد يحرم أيضا من استقبال ضيوفه على أرضية ميدانه بسبب التحفظات التي وضعتها لجنة تأهيل الملاعب التابعة لرابطة كرة القدم المحترفة ، التي لم تزد من متاعب الفريق بعدما أهلت الملعب في آخر لحظة مع تسجيلها لبعض النقائص التي سارع عمال المركب إلى إصلاحها ليلة لقاء الجولة الأولى من البطولة أمام نادي بارادو .وحتى قبل أن تهدد اللجنة المعنية بعدم تأهيل الملعب كان المدرب شريف الوزاني قد أبدى عدم رضاه عن وضعية أرضية الميدان، حيث صرح بأنها أضحت تشكّل خطرا أكيدا على اللاعبين بسبب الإصابات التي قد تلحقها بهم بعد تدهور وضعيتها ،حيث دعا السلطات المحلية للإسراع في إعادة تجديد بساط الملعب.
السلطات المحلية سارعت لحل مشكل الإجازات
وأمام الفراغ الإداري الذي تركه الغياب القسري لرئيس الفريق محمد حمري، فقد سارعت السلطات المحلية إلى تكليف مدير الشباب والرياضة لولاية غليزان بالتكفل بأمور النادي قبل لقاء بارادو إلى حين حل هذه الأزمة، وهو ما كان حين تولى الأخير جلب البدلات الرياضية والقمصان الخاصة التي دخلت بها التشكيلة لقاء بارادو، لكنه عجز عن حل قضية الإجازات التي تطلبت تدخل بعض الفاعلين من أجل توفير المبلغ المالي لتسديد الالتزامات المالية اتجاه الدائنين وهو ما سمح بتأهيل اللاعبين الجدد.
أطراف مقربة من حمري أكدت أنه لن يعود للفريق
من جهتها وفي تعقيبها على هذه القضية التي أثارت الكثير من الجدل وسط الشارع الغليزاني، فقد كشفت العديد من الأطراف المقربة من رئيس سريع غليزان أن الأخير لن يعود لتسيير شؤون النادي حتى وإن تم إطلاق سراحه مستقبلا، سيما وأن الرجل كان في كل مرة ينتظر الفرصة التي يبتعد فيها عن الأضواء لتأتيه لكن ليس بالطريقة التي كان يحبذها، فيما كشف آخرون أن عدم تلقيه الدعم اللازم من بعض الفاعلين في هذه القضية قد يكون سببا آخرا لتركه عالم كرة القدم بشكل نهائي.
مجلس إدارة الشركة قد يجتمع لمناقشة قضية خلافة حمري
وبما أن غياب حمري قد يطول خاصة وأن الحكم القضائي لمدة سنة سجنا نافذا كان نهائيا في انتظار الطعن، فإن مجلس إدارة الشركة الرياضية لسريع غليزان والذي يضم ستة مساهمين فقط قد يجتمع خلال الأيام القادمة لمناقشة قضية خلافة الرجل على مستوى النادي، ولو أن بعض الأطراف ترشح النائب الأول عوف لذلك، لكن تبقى كل الأمور غامضة لحد الساعة بما أن كل الأطراف كانت منشغلة بقضية الإجازات وتأهيل الجدد لتبقى الساعات القادمة وحدها كفيلة بكشف آخر التطورات في هذه القضية التي تبقى للمتابعة.
نور الدين عطية